لجنـة وزارية تعاين مسار السكة الحديدية العابر لحظيرة القالة
حلت، أمس، لجنة تقنية مشتركة بين وزارتي الفلاحة والنقل، لمعاينة مسار خط السكة الحديدية في شطره العابر للمحمية الطبيعية للحظيرة الوطنية للقالة بولاية الطارف ، وهذا في إطار بعث مشروع إنجاز خط السكة الرابط بين عنابة والقالة وصولا إلى مدينة طبرقة التونسية .
وقالت مصادرنا ، أن اللجنة التي تضم مختصين وخبراء ستعاين ميدانيا المنطقة المصنفة 1و 2 للحظيرة الوطنية، و التي تتطلب موافقة الجهات المركزية ، من أجل عبور المشروع عليها مع الحفاظ على الجانب البيئي والمكونات الطبيعية لمحمية القالة، وهذا عكس المنطقة المصنفة 3و 4 للحظيرة الوطنية التي يخضع عبور الأشغال عليها لموافقة المصالح المعنية على المستوى المحلي ، وأشارت ذات المصادر إلى أن الخبراء سيعاينون مسار خط السكة الحديدية الذي يعبر حظيرة القالة المحمية عالميا طبقا لإتفاقية رمسار، من أجل إنهاء مشكلة المسار تفاديا لتعطل المشروع لأهميته الإستراتجية كونه يندرج في سياق إنجاز خط السكة المغاربية. وأردفت مصادرنا، أن عبور شطر من المشروع المذكور داخل حيز الحظيرة الوطنية، يبقى المنفذ والحل الوحيد لربط خطة السكة مع مدينة طبرقة لسهولة المسار، عوض مقترح مسار الخط الذي يمر عبر بلدية رمل السوق والعيون وصولا إلى مدينة عين دراهم، حيث صعوبة التضاريس و ارتفاع تكلفة الأشغال ، ناهيك أنه سيفقد بعده الاقتصادي خاصة إقصاء سكان الجهة الساحلية لمدينة القالة من استعمال خط السكة ، وحرمان السياح من الاستمتاع بالمناظر الخلابة لهذه المدينة الجميلة . وأكد مصدرنا بأن اختيار السلطات المحلية لعبور شطر من مشروع خط السكة داخل المحمية الطبيعية لحظيرة القالة، يتوخى منه الترويج للمقومات السياحية للولاية وتمكين المسافرين والسياح من اكتشاف الجمال الخلاب للمنطقة ، في حين قال مدير النقل أن دراسة قابلية إعادة بعث مشروع خط السكة الحديدية بلغت نسبة إنجازها حدود 90بالمائة ، على أن تنطلق الدراسات التقنية فور الانتهاء من الدراسة والتي ستسند لمكاتب دراسات مختصة ، وتراهن السلطات المحلية حسب المسؤول على الإسراع في تجسيد مشروع إعادة بعث مشروع الخط القديم الرابط بين ولايتي عنابة و الطارف وصولا إلى أقصى الحدود الشرقية مع تونس في أقرب وقت ، وهذا بعد أن كانت لجنة وزارية يقودها المدير العام للسكك الحديدية، قد عاينت ميدانيا ،مؤخرا، مسار خط السكة الحديدية القديم على الطريق الوطني 44 مرورا بـ6 بلديات.وذلك بعد أن أعطت الحكومة موافقتها على إعادة بعث المشروع المذكور في إطار برنامج تطوير قطاع السكك الحديدية . وقالت ذات المصادر، بأن مشروع خط عنابة-القالة يمتد على طول 90كلم، حيث لا زالت بعض شواهده ظاهرة للعيان لحد الآن عبر عدة نقاط عبر الوطني 44 ، مضيفا بأنه تقرر انجاز خط السكة على مساره القديم الذي يعود للحقبة الاستعمارية حتى يحافظ على خصوصياته ،على أن يعبر خط السكة 6 بلديات محاذية للطريق الوطني رقم 44 من الشط غربا ، إلى أم الطبول شرقا مرورا ببن مهيدي ، سيدي قاسي. بحيرة الطيور . بوثلجة .الطارف .عين العسل ، الفرين والقالة، وصولا إلى نقطة النهاية ببلدية أم الطبول الحدودية، حيث سيتم ربطه مع خط السكة لمدينة طبرقة التونسية. وأوضح المصدر أن المشروع مبرمج ضمن الأوليات لأهميته في النهوض بالحركية الاقتصادية والاجتماعية للولاية وتشجيع الاستثمار والفعل السياحي بالجهة أمام المؤهلات التي تزخر بها ، إلى جانب توفير آليات لتسويق المنتوجات الفلاحية والبضائع و تسهيل تنقل الأشخاص باتجاه بلدان المغرب العربي والولايات الداخلية للوطن ، ومن ثمة فك الضغط على وسائل النقل الأخرى التي لم تعد تستجيب للحاجيات المتزايدة للمواطنين ، ناهيك أن المشروع سيسمح بفك العزلة على أقصى الجهة الشرقية (الطارف) ،وخلق آفاق كبرى لتطوير مجال الاستثمار وخلق آلاف مناصب شغل للبطالين من خلال خلق فضاءات تجارية ومشاريع استثمارية على طول مسار الخط ما سيعود بالفائدة على المنطقة ،وربط الميناء بخط السكة ، خاصة أمام التحفيزات التي يوفرها خط السكة الحديدية في تسهيل تسويق المنتوجات والبضائع المختلفة وتنشيط السياحة.
نوري.ح