إقبال متزايد للجزائريين على شراء الحلي المرصعة بالأحجار الكريمة
يحرص الحرفي فتحي زعراوي على إضفاء لمسة فنية ذات طابع جزائري في صنع الحلي و الأحجار الكريمة، وهي حرفة قال أنه دخلها عن طريق الصدفة، إلا أنها فتحت له مجالا واسعا للعمل و تحقيق الشهرة .
شكلت حرفة صنع الحلي و الأحجار الكريمة بالنسبة لفتحي، و هو شاب في العقد الثالث من العمر، فرصة لا تعوض، بعد استفادته من تكوين قصير المدى في هذا المجال بولاية تمنراست، بدعم من غرفة الصناعة التقليدية و الحرف لولاية عين الدفلى و ذلك منذ حوالي أربع سنوات فقط، إلا أن ثمار وعائدات هذا التكوين، بدأت تظهر مؤخرا من خلال الإقبال المتزايد على شراء منتجاته التزينية، كالحلي المرصعة بالأحجار الكريمة. هذه الأحجار ذات أنواع عديدة و متوفرة بكثرة في أودية تمنراست، كما قال للنصر، و من بينها «لاميست»، « كروتسي و «القات»، فيما تجلب أنواع أخرى على شكل مواد خام ك»الفيروز التركوازي» المشهور في تركيا بلونه الأزرق المخضر أو الرمادي المخضر، وأحيانا يتحول إلى الأخضر الفاتح، ومن النادر جدا وجوده في حالة متبلورة و يتركب من فوسفات الألمنيوم الذي يحتوي على ماء النحاس لتصقل الحجارة بطريقة فنية، و قد تعلم فتحي هذه الطريقة بالممارسة و البحث المتواصل عبر مواقع الإنترنت، لدرجة، يضيف محدثنا، أنه تلقى عروض عمل من إيطاليا، فرنسا و سنغافورة ،نظرا لجودة معروضاته المميزة.
الحرفي يحذر من جهة أخرى الولوعين بالأحجار الكريمة من السقوط في فخ التقليد، مشيرا إلى أن الأحجار الأصلية تتميز بعدة خصائص من بينها الجمال، الندرة، والمتانة. أما العوامل التي تتحكم في قيمتها وجودتها فهي اللون، النقاوة و الصفاء و الوزن، وكذا القطع و الصقل ، و تختلف عن الأحجار الاصطناعية من حيث التركيب الكيميائي و الخواص البصرية والفيزيائية و يصعب على الشخص العادي التمييز بينها وبين الأحجار الطبيعية، إلا بتوفر بعض الوسائل و التجهيزات للقياس، من بينها العدسة اليدوية، مقياس معامل الانكسار لتحديد نوعية الحجر، وجهاز قياس الألماس و هو صغير الحجم وسهل الاستخدام، يعتمد أساسا على قياس قابلية الحجر للتوصيل الحراري، و المعروف أن الفلزات، كالنحاس والفضة، لها قابلية توصيل حراري وكهربائي عالية، عكس الأحجار الكريمة التي تعتبر رديئة التوصيل الحراري بنسبة تكاد تنعدم . تتعدد أنواع الأحجار الكريمة، فيما تتباين أسعارها في السوق العالمية كالياقوت و هو من الأحجار الكريمة النادرة و باهظة الثمن، حيث يحتل المرتبة الأولى من حيث الأهمية و يتميز بلونه الأحمر واللامع و القاتم، و يتم تعريضه للحرارة العالية للتخفيف من لونه. فيما يحتل الماس المرتبة الثانية بعد الياقوت من حيث الأهمية، وهو نقي أبيض أو أصفر، يخضع لدرجات حرارة عالية، لكي يصنع وهو من بين الأحجار التي أصبح الجزائريون يقبلون بشكل متزايد على اقتنائها، حيث تبلغ القطعة الواحدة من الألماس بين 20 و 30 ألف دج، بمقدار (3 قيراط )أي ما يعادل 5 غ من الذهب الخالص. و ذكر محدثنا أنواع أخرى من الأحجار الكريمة، كالزمرد و السفير و السفير النجمي، العقيق اليمني ، الجمشت ،عين الهر وغيرها .
هشام ج