مسـاهــل يؤكد وجـــود إرادة قويــة لدى الليـبيـين للحـــوار و حل الأزمة سلمـــيا
أكد وزير الشؤون المغاربية والإفريقية وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أنه يزور ليبيا حاملا «رسالة أمل» نابعة من تجربة الجزائر المريرة ضد الإرهاب، مبرزا أن «الجزائر لا تريد أن تتكرر محنة الإرهاب التي عاشتها في أي مكان آخر وبالخصوص في ليبيا الجارة والشقيقة». وقال أنه لمس إرادة قوية من طرف الليبيين للتوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار السياسي داخل ليبيا.
واصل وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، زيارته إلى عدة مدن ليبية، في إطار الجولة التي يقوم بها بالبلاد لتقريب وجهات النظر دعما لمسار التسوية السياسية للأزمة الليبية. وكانت مصراتة خامس محطة للوزير مساهل، الذي زار قبل ذلك كل من طرابلس، ومدينة البيضاء و بنغازي شرق البلاد، كما زار صباح الخميس مدينة الزنتان غرب البلاد ليحل بطرابلس قبل أن يتوجه إلى مصراتة.
وخلال جولته هذه التقى مساهل مع مسؤولين سياسيين و شخصيات فاعلة في المشهد السياسي الليبي بالإضافة إلى أعيان و ممثلين عن المجتمع المدني الليبي كما التقى بمواطنين و شباب عبروا له عن ارتياحهم للجهود التي تقوم بها الجزائر من أجل دعم مسار الحوار السياسي و المصالحة الوطنية.
وأكد وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية، بمصراتة، وجود «إرادة قوية للتوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار الليبي ـ الليبي داخل ليبيا». وقال مساهل عقب سلسلة اللقاءات التي جمعته إلى غاية وقت متأخر من ليلة الخميس إلى الجمعة بمصراتة غرب ليبيا أنه «لاحظ إرادة قوية من طرف الليبيين للتوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار السياسي داخل ليبيا»، مؤكدا أنه لمس هذه الإرادة في كل المحطات التي حل بها بداية من البيضاء و بنغازي إلى الزنتان وطرابلس ثم مصراتة.
وجدّد مساهل التأكيد أن الجزائر تؤمن بأن «الحل لا يمكن أن يكون إلا من خلال الليبيين أنفسهم عن طريق حوار سياسي شامل دون إقصاء أو تهميش»، مؤكدا أن «الليبيين قادرون على ذلك بعيدا عن أي تدخل أجنبي في الشأن الليبي «. وأعرب مساهل عن تقديره للتضحيات التي قدمها الشباب الليبي من أجل مكافحة الإرهاب في مدينة سرت التي أصبحت اليوم خالية من الإرهاب بفضل هذه التضحيات القديرة» إلا أنه أكد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في مناطق أخرى في البلاد. وأجرى مساهل، رفقة الوفد الهام المرافق له، بمصراتة لقاءات مكثفة مع مسؤولين عسكريين و سياسيين و مدنيين و رجال الدين و ممثلين عن المجتمع المدني. والتقى الوفد الجزائري بقيادات عسكرية تابعة لغرفة عمليات «البنيان المرصوص»، ومجموعة من النواب وممثلين عن «التجمع السياسي» و ممثلين عن مجلس أعيان المدينة بالإضافة إلى مجموعة من الشباب و الناشطين المدنيين بالمدينة.
وقالت مصادر إعلامية ليبية، أن مساهل حمل معه مبادرة لجمع الكلمة السياسية محتواها البدء في تكوين «مجلس أعلى» يشترك في عضويته ممثلو الأطراف الليبية وهم رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته عقيلة صالح وقائد ميليشيات الكرامة اللواء خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج ورئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، ويشرف المجلس على تكوين حكومة موحدة تحظى بتمثيل كل المناطق والأطياف السياسية في ليبيا. وأوضحت المصادر ذاتها، أن مساهل تحدث مع اللواء خليفة حفتر عن تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب.
وقبل ذلك، تحدث مساهل بمدينة الزنتان عن مضمون زيارته إلى ليبيا، وقال أنه يزور حاليا عدة مدن و مناطق في ليبيا «حاملا رسالة من الشعب الجزائري و من أخوكم المجاهد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى كل الليبيين هي رسالة أمل نابعة من تجربة الجزائر المريرة ضد الإرهاب»، مبرزا أن «الجزائر لا تريد أن تتكرر محنة الإرهاب التي عاشتها في أي مكان آخر و بالخصوص في ليبيا الجارة و الشقيقة».
وأكد مساهل أنه لا وجود لحل لأي أزمة مهما كانت بدون حوار ما بين اللبيبين أنفسهم، عبر مساهل عن ثقته في أن يتمكن الليبيون من طي صفحة العنف، مؤكدا أن «هناك نساء و رجال في ليبيا قادرون على إعادة بناء هذا الوطن من خلال الحوار و الحلول السياسية والمصالحة الوطنية بين كل أطياف الشعب الليبي دون إقصاء أو تهميش».
كما استعرض مساهل جهود رئيس الجمهورية في بناء الجزائر و تحقيق الاستقرار بداية من قانون الرحمة ثم قانون الوئام المدني إلى غاية الاستفتاء الوطني حول المصالحة الوطنية مؤكدا أنه «بفضل هذه السياسة الرشيدة أصبحت الجزائر تنعم بالسلم و الأمن والاستقرار». وقال أنه أمام الشعب الليبي ورشات عديدة أولها هي ورشة الحوار و المصالحة الوطنية مؤكدا أن الحوار لابد أن يكون ليبيا-ليبيا داخل ليبيا وليس خارجها مشددا على أن الليبيين وحدهم من بإمكانهم صناعة مستقبل البلد.
وقبل ذلك، قال مساهل، خلال لقاء جمعه مساء الأربعاء ببنغازي، مع أعيان و شخصيات محلية من مناطق الشرق الليبي، أننا جئنا لنستمع إلى أشقائنا في بنغازي مثلما سنستمع لأشقائنا في مدن و مناطق أخرى، داعيا المشاركين في الجلسة إلى تغليب الخطاب المتضمن لحلول للأزمة ونبذ الخطاب العدائي الذي لا يمكنه إلا أن يزيد من تعقيد الأمور، مؤكدا أن الجزائر ستواصل جهودها كدولة جارة وشقيقة لليبيا خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها. موضحا أن الجزائر لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي وليبيا تعيش هذا الوضع.
أنيس نواري