سعر اللترالواحد من العسل يصل إلى 8 آلاف دينار بالبرج
تكبد مربو النحل بولاية برج بوعريريج، خلال الفترة الأخيرة خسائر كبيرة، ناجمة عن تلف المئات من الخلايا بسبب التقلبات الجوية و ما نجم عنها من كساد في المراعي و النباتات المزهرة، خصوصا خلال فصل الشتاء، ناهيك عن زحف الطفيليات إلى صناديق النحل، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على الأسعار، حيث ارتفع سعر اللتر الواحد من العسل إلى 8 آلاف دينار فيما كان لا يتجاوز مبلغ 6500 دينار.
و أشار فلاحون و مربون بقرى فراشة و بوقطن و البوني التابعة لإقليم بلدية ثنية النصر في الجهة الشمالية للولاية، التي تتميز بإنتاجها الوفير للعسل و جودته الرفيعة، في حديثهم لجريدة النصر إلى تكبدهم لخسائر فادحة إلى جانب معظم المربين بإقليم الولاية، و المناطق المجاورة التابعة لولاية بجاية، حيث أكد أحد المربين عند لقائنا به بقرية فراشة على تكبده لخسائر جراء نفوق أزيد من 100 خلية بسبب البرد الشديد خلال فصل الشتاء، و تضرر المراعي التي يقصدها النحل لجمع غبار الطلع من الزهور، ما تسبب في تسجيل عديد الحالات المشابهة للمربين بالمنطقة و كذا أغلب الفلاحين المهتمين بنشاط تربية خلال النحل، مشيرا إلى تحول منطقة فراشة و البوني و بوقطن خلال موسم البرد و فصل الشتاء إلى مزار لمربي النحل من مختلف مناطق الولاية و كذا من قرى البلديات المجاورة بولاية بجاية، بالنظر لدفء المنطقة و تواجدها بمنخفض تحيط به الجبال و الغابات و المراعي التي تتوفر على النباتات الزهرية المقاومة للبرودة، خلافا لباقي المناطق و البلديات المتواجدة بإقليم الولاية التي يزدهر فيها نشاط تربية النحل خلال فصل الربيع فقط لانعدام المراعي المزهرة خلال باقي الفصول، ما يدفع بأغلب المربين إلى البحث عن بدائل لإطعام النحل بالسكر و كذا حبوب الطلع التي يتم اقتناؤها لمساعدة النحل في توفير حاجته للإطعام و تجنب نفوق الخلايا جوعا، فيما يتحتم على المربين نقل صناديق النحل خلال فصل الشتاء إلى المناطق الدافئة و المنخفضة على غرار المناطق المذكورة سالفا التي تتواجد وسط الغابات و على ضفاف الأودية تجنبا للبرودة الشديدة و الثلوج التي عادة ما تفتك بخلايا النحل و تؤدي إلى هلاكها بمناطق نشاطهم، و كذا التراجع الذي يسجل في فصل الشتاء في مصادر تغذية النحل المدرة للعسل التي ترتكز في الأساس على النبات و الأزهار، ما يجبر المربين على تدعيم خلايا النحل و إطعامها بوضع كميات من السكر المذوب بالقرب من الخلايا.و رغم النقائص التنموية التي تعاني منها المنطقة، وضع سكانها الذين يعتمدون على النشاطات الفلاحية و الزراعية لتوفير قوتهم، مشكل نفوق المئات من خلايا النحل على رأس الاهتمامات، مشيرين إلى أن هذه الشعبة تتجه نحو الزوال، في حال عدم تدخل المديرية الوصية باعتماد برامج لدعم الفلاحين و تعويضهم عن الخسائر. و يعرف إنتاج مادة العسل تأرجحا لمواجهة المربين لعديد المخاطر التي تهدد نشاطهم بالزوال، حيث يشتكي أغلب المربين أيضا من غلاء الأدوية المستعملة في محاربة الديدان و الأمراض التي تصيب خلايا النحل، إلى جانب حرائق الغابات في مواسم الحر التي أدت خلال السنوات الفارطة إلى إتلاف عدد معتبر من خلايا النحل للمربين .
و قد انعكست هذه المشاكل على الأسعار التي عرفت لهيبا خلال الأيام الأخيرة، لتراجع المنتوج بشكل كبير بحسب المربين، حيث ارتفعت بحوالي 1500 إلى 2000 دينار، من 06 ألاف دينار للتر الواحد إلى 08 ألاف دينار.
و تشير مديرية المصالح الفلاحية إلى عدم استقرار منتوج العسل، رغم التحفيزات و الإجراءات المتخذة لتطوير هذه الشعبة، حيث يتراوح المنتوج على مدار السنوات الخمس الفارطة بين 360 قنطارا إلى أزيد من 730 قنطارا سنويا، كما يسجل تباين في المنتوج حسب الظروف المناخية التي تتحكم بصفة كبيرة في هذا النشاط.
و يتوقع أن يعرف منتوج الولاية من مادة العسل ارتفاعا خلال السنوات المقبلة، بالنظر إلى الإجراءات المتخذة لدعم شعبة تربية النحل و التحفيزات الموجهة لفائدة المربين و الشباب للاستثمار في هذا الميدان، بعد توزيع حوالي 04 آلاف خلية نحل جديدة على المربين في إطار برنامج الهضاب العليا الذي يمس 08 بلديات عبر إقليم الولاية، و هي بلديات بليمور الحمادية العناصر البرج الرابطة العش القصور و بلدية الياشير، فضلا عن برامج أخرى شملت معظم بلديات الولاية عن طريق الغرفة الفلاحية أين يتم منح صناديق النحل بالمجان للشباب المهتم بهذا النشاط، شريطة حيازته لبطاقة الفلاح و كذا إثبات توفره على قطعة أرض لإقامة مشروع تربية النحل، أو الحصول على رخصة لاستغلال مساحة كافية لضمان نجاح المشروع.
كما ظهرت في السنوات الفارطة آليات أخرى لتشجيع نشاط تربية النحل عن طريق منح قروض للمربين، و ذلك بالاستفادة من قروض عن طريق الوكالة الوطنية للتأمين عن البطالة و كذا الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب .
ع/بوعبدالله