وزير الـمجاهدين بالنيــابة يدعو ماكـرون إلى تخليـــص الذاكــرة التاريخيـة من كل الشـــوائــــب
دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف ووزير المجاهدين بالنيابة محمد عيسى، أمس الاثنين، الرئيس الفرنسي الجديد «إيمانويل ماكرون» إلى تجسيد بما تعهد به خلال زيارته للجزائر شهر فيفري الماضي في إطار الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات الرئاسية الفرنسية، منها ما تعلق بمعالجة ملف الذاكرة والالتزام بتخليص الذاكرة التاريخية من كل الشوائب والاهتمام بأوضاع الجالية المسلمة، وبناء علاقة جديدة بين البلدين.
واستغل وزير الشؤون الدينية فرصة إحياء ذكرى الثامن من ماي، التي كانت مناسبة للقيام بمجموعة من التدشينات من قبل عدد من وزراء الحكومة على مستوى العاصمة، بحضور الوالي عبد القادر زوخ، ليعلق على فوز «إيمانويل ماكرون» في الانتخابات الرئاسية بفرنسا، من خلال تذكيره بالوعود التي تقدم بها أثناء زيارته للجزائر شهر فيفري الماضي، ولقائه بعدد من المسؤولين الجزائريين، في مقدمتهم الوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، وقال محمد عيسى في تصريح هامشي لوسائل الإعلام إن من بين أهم ما تعهد به «ماكرون» تحسين ظروف معيشة الجالية المسلمة بما فيها الجالية الجزائرية، التي تشكل نسبة هامة، وكذا إعطاء مزيد من الاهتمام للدين الإسلامي، ورد الاعتبار للذاكرة الوطنية، وتحقيق المصالحة التاريخية بين الجزائر وفرنسا، الذي يعد أهم ملف تصر الجزائر على ضرورة تجسيده ميدانيا حتى لا يبقى مجرد شعار فقط.
وعاد وزير المجاهدين بالنيابة إلى رسالة التهنئة التي وجهها رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» للرئيس الفرنسي الجديد «ماكرون»، بمناسبة فوزه في الانتخابات، التي تضمنت بدورها تذكيرا بوعود تحدث عنها «إيمانويل ماكرون» بصراحة ودون تحفظ أمام مسؤولين جزائريين، مؤكدا أن رسالة الرئيس جاءت في سياق خطاب صادق جدا، من أجل الرقي بالعلاقات الثنائية، وإنهاء مرحلة الخلاف الناجمة عن تعثر مساعي تسوية الملفات العالقة المرتبطة بالذاكرة، في مقدمتها اعتراف فرنسا الاستعمارية بالجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري، وهو المطلب الذي تتمسك به أيضا الأسرة الثورية.وأضاف محمد عيسى، أن عبارات التهنئة تضمنت كذلك دعوة ضمنية للاهتمام أكثر بأوضاع الجالية المسلمة، وتحسين ظروفها المعيشية، مع إعطاء أهمية أكثر للدين الإسلامي، فضلا عن ضرورة تطوير العلاقات بين الجزائر وفرنسا، التي ما تزال حبيسة مجموعة من الملفات، تصر الجزائر على ضرورة فتحها ومعالجتها بطريقة موضوعية، خاصة ما تعلق بجرائم الاستعمار، التي وصفها «ماكرون» أثناء حلوله بالجزائر بأنها جرائم ضد الإنسانية، وأثار تصريحه حينها ضجة داخل الأوساط السياسية الفرنسية وكذا الشعبية، بين مؤيد ومعارض، وهناك من اعتبره مجرد أسلوب لاستقطاب أصوات الجالية الجزائرية، التي يتجاوز تعدادها المليون ناخب.
برر المصدر الاهتمام المحلي والسياسي بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، إلى طبيعة العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وإلى العدد الهام للجالية الجزائرية المقيمة
بفرنسا. لطيفة/ب