الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تشغّلهم شركات صينية و تركية بطريقة غير شرعية

أفــارقة يقـيمــون داخــل ورشـــات مشــاريــع سكنيــة
تحوّلت ورشات بناء تابعة إلى شركات صينية وتركية إلى ما يشبه مراكز لجوء بعد أن اتخذ منها عمال أفارقة أماكن للإقامة بعد أن شغّلتهم تلك الشركات بطريقة غير قانونية، رعايا من عدة دول تحوّلوا إلى مقيمين دائمين بمواقع مشاريع لا يغادرونها إلا للضرورة القصوى،  حيث تم وضع أجهزة للطبخ وإنجاز مصليات ومختلف الفضاءات. هو وضع وقفت عليه مصالح الدرك في عمليات مداهمة للورشات أين يقيم العشرات من اللاجئين الذين دخلوا التراب الوطني عن طريق شبكات مختصة في تهريب البشر على الحدود مع مالي.
روبـورتاج: نـورالدين عـراب
رافقت النصر ليلة أول أمس كتيبة الدرك الوطني ببوفاريك في حملة مداهمة لورشات البناء الخاصة بسكنات عدل بعمروصة بولاية البليدة التي يقيم فيها أفارقة من جنسيات مختلفة بطريقة غير شرعية ويشتغلون في هذه الورشات دون تصاريح، المداهمة  تدخل في إطار إجراء وقائي تقوم به عناصر الدرك لمحاربة الجريمة في الأماكن التي يتواجد فيها الأفارقة خاصة وأن العديد من شبكات التزوير للأموال و ممارسة السحر والشعوذة يقودها أفارقة من جنسيات مختلفة يقيمون بطرق غير شرعية فوق التراب الجزائري.
الوصول إلى المكان كان مع حلول الظلام، بحيث توقفت سيارات الدرك على مشارف المكان المحاذي لأحد الأودية، وانتشر الأفراد حول الغرف التي يقيم فيها الأفارقة لمنعهم من المغادرة أو الفرار، ثم بعد الوصول إلى الغرف تم تفتيشها وإخراجهم منها، وكان عددهم يتجاوز 100 رعية من جنسيات مختلفة، منهم أزيد من 40 شخصا من جنسية غينية وحوالي  20آخرين من جنسية مالية، أما البقية  فمن السينغال، موريتانيا، كوت ديفوار. ومباشرة بعد الوصول إلى المكان قام أفراد الدرك بتفتيش الغرف التي يقيم فيها هؤلاء بحثا عن محظورات كالمخدرات، والمشروبات الكحولية، أو تجهيزات ومواد تستعمل في تزوير الأموال، والشعوذة، واستمر التفتيش لحوالي نصف ساعة  و لم يتم العثور على أي محظورات، وفي نفس الوقت تعامل عناصر الدرك مع هؤلاء الرعايا بإنسانية، ولم تمارس ضدهم أي مظاهر تعنيف أو معاملة سيئة،  حيث تم تحويل حوالي 20 منهم مشكوك فيهم إلى مقرات الدرك لعرضهم أمام العدالة.

وحدات الدرك تقف على وضع مأساوي
من خلال دردشة كانت لنا مع العديد من الأفارقة العاملين بهذه الورشات أكدوا لنا بأن وصولهم إلى الجزائر كان بهدف الشغل الذي ينعدم ببلدانهم، ولهذا يقضون أيامهم كلها بهذه الورشات ولا يغادرونها، كما تتوفر كل غرفة على أفران كهربائية للطهي يستعملونها في تحضير الطعام  ، وما يلاحظ بذات الغرف التي يتواجد فيها هؤلاء الأفارقة التي أنجزت من طرف إحدى الشركات الصينية المكلفة بأشغال الانجاز، هو تخصيص  مكان للصلاة الجماعية، خاصة أوقات المغرب والعشاء والصبح، ويؤكد أحد السنغاليين بأنهم يصلون التراويح في شهر رمضان بهذا المكان، وظهر من خلال تصريحاتهم بأن جلهم مسلمون، وبعضهم تعلم اللغة العربية وحفظ سور من القرآن الكريم بهذه الورشات من خلال احتكاكهم وتواصلهم الدائم فيما بينهم، بحيث يتواجد من ضمن هذه المجموعات شاب يدعى أحمد من موريتانيا يتواجد بهذه الورشة منذ ثلاثة أشهر ويحسن اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم، ولهذا يسعى من خلال تواجده في وسطهم إلى تعليم الآخرين هذه اللغة ومساعدتهم في حفظ القرآن وفي نفس الوقت تمكن هذا الشاب الموريتاني من تعلم اللغة الفرنسية من خلال احتكاكه بأفارقة آخرين .
شركات  أجنبية تستثمرفي المأساة
أكد العديد من الأفارقة في الدردشة معهم بأنهم يفضلون العمل لدى الشركات الصينية والتركية العاملة في أشغال البناء،  في حين يرفضون العمل لدى الشركات الجزائرية التي يتهرب مالكوها من دفع مستحقاتهم، وفي هذا الإطار يقول أحد الموريتانيين الذي دخل إلى الجزائر بطريقة غير شرعية منذ 03 أشهر بأنه بعد وصوله إلى الجزائر عمل لدى أحد الخواص الجزائريين في مجال الطلاء بمشروع سكنات عدل بعمروصة لمدة 20 يوما، و  لم يتحصل على دينار واحد، واضطر إلى التوقف عن العمل وتوجه إلى شركة أخرى في نفس المجال، وعمل لفترة تقارب الشهر ولم يحصل أيضا على مستحقاته، وتحول منذ حوالي 20 يوما للعمل لدى شركة صينية بحيث يتلقى أجرة يومية تقدر ب1200دينار، ويقدر عدد ساعات العمل في اليوم ب09 ساعات، ونفس التصريحات تقريبا أدلى بها أغلب الأفارقة الذين يفضلون العمل لدى شركات أجنبية على الجزائرية الخاصة، التي لا تدفع مستحقاتهم. لكنهم لا يعلمون بأنهم تحوّلوا إلى عمالة غير شرعية لدى شركات أجنبية، وجدت فيهم الحل لمشكل نقص اليد العاملة في البناء دون أن تضطر لحمايتهم اجتماعيا أو التصريح بهم، طالما لا يغادرون الورشات.
شبكات على الحدود.

بين مالي والجزائر  تتاجر في تهريب البشر
يذكر العديد من الأفارقة بأن وصولهم إلى الجزائر كان عن طريق شبكات تهريب مختصة تعرف منطقة الساحل جيدا، بحيث تعمل على مساعدتهم في الدخول إلى التراب الجزائري مقابل مبالغ مالية، وأغلب هذه العصابات تنشط على مستوى الشريط الحدودي الجزائري المالي، وتستغل الظروف الأمنية التي تمر بها المنطقة للمتاجرة في تهريب البشر، ويذكر هؤلاء بأن المنطقة تعرف مخاطر أمنية كثيرة خاصة مع قطاع الطرق، وفي هذا السياق يذكر الشاب الموريتاني بأن دخوله إلى الجزائر تم بعد وفاة والده منذ أقل من سنة ولم يجد من يعيل عائلته المتكونة من ثلاثة بنات والأم، واضطر  بسبب ذلك ومع نقص فرص العمل في بلده إلى التوجه نحو الجزائر عن طريق شبكات التهريب المذكورة، ويقول بأنه انتقل من موريتانيا إلى مالي على أمل الدخول إلى الجزائر رفقة أربعة أفارقة آخرين إلى أن في الحدود بين مالي والجزائر اعترض طريقهم قطاع الطرق الذين حولوا باقي الأفارقة إلى وجهة مجهولة، في حين أطلقوا سراحه، وذلك بعد أن طلبوا منه النطق بالشهادتين وقراءة القرآن، وبعد تمكنه من فعل ذلك أطلقوا سراحه، في حين استولوا على كل أغراضه بما فيها الأموال التي كانت بحوزته و جواز سفره، ويجهل اليوم مصير رفاقه في هذه الرحلة، وبعد معاناة طويلة في الصحراء تمكن من الدخول إلى ولاية تمنراست، وبعد أزيد من 20 يوما وصل إلى العاصمة قبل أن يدله أحد سائقي سيارات  الأجرة بمحطة الخروبة على وجود ورشات مختصة في أشغال البناء توظف أجانب بضواحي العاصمة لينتقل إليها وهو يشتغل بها حاليا من أجل توفير المال و إرساله إلى أفراد أسرته بحسب تصريحاته
من جانب آخر شملت مرافقتنا لمصالح الدرك الوطني التي انطلقت من الخامسة مساء إلى غاية العاشرة ليلا عدة مناطق سوداء معروفة بانتشار الجريمة منها حي «شبير» ببوفاريك وحوش القرو، بحيث قام عناصر الدرك بتعريف حوالي ألفي شخص وسيارة حسب قائد كتيبة الدرك الوطني ببوفاريك النقيب عبد الوهاب بن عريمة، ليتم توقيف عدد من المبحوث عنهم منهم عصاة تأخروا عن تأدية واجب الخدمة الوطنية أو صادرة في حقهم أوامر قضائية، بحيث ظهر من خلال عمليات المراقبة والتعريف التي قام بها أفراد الدرك الوطني بأن العديد من الشباب المبحوث عنهم بأوامر قضائية أو عصاة لا يحوزون على وثائق الهوية، وذلك كحل ،  للإفلات من قبضة الدرك والأمن الوطني.عناصر الدرك خلال هذه المداهمات قامت بتوقيف كل الأشخاص الذين لا يحوزون على وثائق الهوية و تعريفهم والتأكد من هوياتهم عن طريق بطاقية المراقبة المتواجدة بعين المكان، وفي نفس الإطار حاول أحد الأشخاص بحوش القرو تفجير قارورة غاز بوتان بعد تنقل عناصر الدرك لتحرير محضر حول استيلائه على مساحة خضراء وتحويلها إلى بناء فوضوي تقع على واجهة الطريق الرابط بين حوش القرو وبوينان، ليتم توقيفه وأنجز ضده محضر رسمي.
ن-ع

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com