«ثورة الحراشي» فيلم وثائقي يروي تفاصيل حياة صاحب رائعة «الجزائر بلاد الخير»
يمثل الفيلم الوثائقي «ثورة الحراشي» للمخرجة اللبنانية فرح علامة الذي أنتجته حديثا عن دار القصيد ،و تم بثه مؤخرا عبر الجزيرة الوثائقية حول القامة الفنية التي يتمتع بها دحمان الحراشي الذي استطاع أن يكسر جميع الحواجز و القيود الموسيقية التي فرضت على طابعه الفني ،وتقديمه للأجيال على أنه رمز للأغنية الشعبية قدم أزيد من 500 أغنية .
الفيلم الوثائقي مدته 52 دقيقة،و جاء ليوثق مسيرة الفنان دحمان الحراشي من أفواه أقاربه و محيطه العائلي تتقدمهم زوجته عائشة عمراني، و ابنه كمال الحراشي الذي واصل طريقه على خطى أبيه ،إلى جانب عدد من فناني الشعبي على غرار الشيخ الناموس و رشيد مصباحي وكمال حمادي ، فضلا عن مخرج فيلم «صح دحمان» سليم بلقاضي الذي يروي مسيرة حياته الشخصية و الفنية (1925_1980).
الجدير بالذكر أن الإسم الحقيقي لدحمان الحراشي هو عبد الرحمن عمراني ولد في 7 جويلية، 1925 في الأبيار، بالجزائر العاصمة و أصوله شاوية، تنحدر من قرية جلال جنوب ولاية خنشلة. استقر أبوه بمعية أفراد أسرته في الجزائر العاصمة و بالضبط في الحراش في حي الفدائيين سنة 1920، و أخذ اسمه الفني من الحراش «الحراشي»و توفي في 31 أوت 1980 في الجزائر العاصمة.
استدل الفيلم الوثائقي الذي تتناقله مواقع التواصل الاجتماعي بشهادة الشاب خالد الذي أعاد أغنيته الشهيرة «يا الرايح وين مسافر» ،وتفيد الشهادة أن الراحل دحمان الحراشي، استطاع أن يكسر جميع الحواجز و القيود الموسيقية التي فرضت على طابعه الفني وتم تقديمه للأجيال على أنه رمز للشعبي ، فقدم أزيد من 500 أغنية .
أدخل دحمان الحراشي على هذا الطابع آلتي «البانجو» و «الموندول» ،حيث بدأ مشواره الغنائي بتسجيله أول أسطوانة سنة 1956 بأستوديو باتي ماركوني بفرنسا، بأغنية جاء في مطلعها :
"بهجة بيضا ما تحول، كيفاش ننسى الجزائر بلاد الخير"
التقى المطرب لأول مرة جمهوره في جزائر الاستقلال ،بقاعة الأطلس منتصف السبيعنات .
ويشير الصحفي الجزائري مراد أوعباس المعلق على الفيلم الوثائقي «ثورة الحراشي» بأن دحمان الحراشي أحدث ثورة في أغنية الشعبي كونه ظاهرة فنية فريدة لن تتكرّر، فهو كاتب كلمات وملحن ومغن ببحته الصوتية الخاصة، ثم عازف على البانجو ، فهو فنان كامل ويمكن في ليلة واحدة أن ينتج أغنيتين ويسجّلهما في اليوم الموالي، واستطاع بملكته الفنية أن يغيّر من شكل الشعبي ويعطيه بعدا آخر، كما فعل محبوباتي والباجي لكن لمسته كانت الأقوى.
وتشير شهادات المستجوبين ،بأنه و بالرغم من الكم الهائل من الأغاني التي أبدعها الفنان دحمان الحراشي ، إلا أن شهرته اقتصرت فقط عند أغنية «يا الرايح» التي أداها المغني اليوناني جورجيو دلاراس، و ترجمت إلى عدة لغات أجنبية ،في حين توجد أغان أخرى مميزة أداها فنانون آخرون على غرار «خلوني» التي سجلها 1956 وأعادتها المطربة التونسية لطيفة العرفاوي ،و»ربي بلاني بطاسة «في إشارة إلى المدمنين على المشروبات الكحولية.
كما تناول عدة مواضيع اجتماعية في أغانيه و قدم من خلالها جملة من الحكم و الوصايا لعشاق فنه ،نذكر منها «نوصيك يا غافل» ،»ساعفني ساعفك» و «أشداني» ،»جرب وقرب واختار» ،»صاحبك هذا الزمان» «خبي سرك يا غافل» وغيرها...
ما يميز أغاني الفنان دحمان الحراشي، أنه تفادى الكلمات الخادشة للحياء، واستعمال الكلمات الأجنبية، رغم أنه عاش نصف حياته في المهجر .
هشام ج