حواجز ثابتة على محاور الطرق ومداهمات ليلية لتأمين السهرات الرمضانية
الشعور بالأمن والسكينة عبر محاور الطرق الوطنية والولائية والقرى والأرياف وحتى بالمدن على مستوى مناطق الوطن عموما وبولاية المسيلة بصفة خاصة طيلة الأيام العشر الأولى من شهر رمضان ضريبة غالية يدفعها رجال الأمن والدرك الذين يسهرون ليلا ونهارا على حماية المواطنين وتأمين قضاء أيام الصيام وسهرات رمضانية في إطار مخطط استثنائي وإجراءات خاصة اتخذتها المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالمسيلة. النصر رافقت أفراد الصاعقة وسرية أمن الطرقات أثناء أداء مهامهم لدك بؤر الاجرام والمجرمين ، وتناولت الى جانبهم وجبة الإفطار قبل أن تستأنف المهمة في دورية نحو الشرق وتحديدا الى بلدية برهوم.
في حدود الساعة الرابعة والنصف وبمقر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني أين ضُرب لنا موعد للالتقاء كانت الانطلاقة بقيادة النقيب بن ناصر فضيل المكلف بالإعلام بالمجموعة، وقبل ذلك كشف لنا عن مخطط الدورية التي سنكون جزء منها قصد نقل تفاصيلها خطوة بخطوة للجمهور الذي يشعر بالأمن عندما يلاحظ التواجد المكثف لقوات الأمن بالقرب من أماكن العبادة والمقاهي والمحلات وعلى مستوى محاور الطرقات ولكنه يجهل دوما حجم المجهودات والتضحيات التي يدفعها أفراد الدرك الوطني تحديدا للحفاظ على الممتلكات والأرواح، وهنا أشار مرافقنا الى أن الأيام العشرة الأولى من هذا الشهر مرت بردا وسلاما على سكان الولاية، حيث لم تسجل أي مؤشرات إجرامية او حوادث مرورية مميتة عكس السنوات الماضية.
وأوضح ذات المتحدث أن الفترة المذكورة لم تشهد سوى حادثة واحدة لسرقة سيارة من نوع بيجو 404 مغطاة تم استرجاعها في ظرف قياسي من قبل عناصر فرقة الدرك الوطني ببرهوم ، والتي اختيرت لتكون وجهتنا الثانية بعد الوقوف على نشاط ومهام أفراد السرية الإقليمية لأمن الطرقات على مستوى الحاجز الثابت ببئر السويد ببلدية أولاد ماضي والذي يقع بمفترق الطريقين الوطنيين 40 و 45 ، حيث تشهد النقطة حركية كثيفة للمركبات وخصوصا شاحنات الوزن الثقيل التي تنقل مادة الرمل انطلاقا من منطقتي بوسعادة والمعاريف ومختلف السلع والمواد ،كما ان هذا المحور يعتبر همزة وصل بين ولايات شرق وغرب البلاد ووسطها بجنوبها، وهو ما دفع بمصالح الأشغال العمومية لوضع ميزان لقياس وزن حمولة الشاحنات التي تمر يوميا من هذه الطريق الأمر الذي جعلها تتدهور شيئا فشيئا.
وتكمن أهمية السد الثابت ببئر السويد يقول النقيب بن ناصر في الحد من ظاهرة التهريب التي تعرفها الولاية على اعتبار ما ذكر سالفا و لكون ولاية المسيلة تعتبر همزة وصل بين عديد مناطق الوطن و كذلك من إرهاب الطرقات الذي كثيرا ما تسبب في ارتفاع حالات الوفيات، وهنا يكمن الخطر على مستوى الطريق الوطني 40 باتجاه بلديات سيدي هجرس وخطوطي سد الجير ، سيدي عيسى و بوطي السايح وصولا الى ولاية البويرة، حيث أن احصائيات الأشهر الأربعة من السنة الجارية تشير الى وقوع 148 حادث مرور أودى بحياة 35 شخصا، وقد سجل ارتفاع في عدد الضحايا بتسعة أشخاص مقارنة بنفس الفترة من السنة المنصرمة رغم الانخفاض في عدد الحوادث بأكثر من 30 بالمائة خلال الفترة المذكورة.
النتائج المحققة يضيف مرافقنا يعود الفضل فيها الى الحضور الدائم لوحدات السلاح بالميدان والتكثيف من الخدمات المتمثلة في تنفيذ مخططات السدود والدوريات الذي تم تسطيرها من قيادة المجموعة، حيث يعتبر الانخفاض المسجل مهما جدا بالنظر إلى مساحة إقليم ولاية المسيلة وطول شبكة طرقاتها مؤكدا أن حصيلة نشاط وحدات الدرك الوطني في هذا المجال ارتفعت بنسبة 23.92 بالمائة.
بعد الإفطار الذي شاركنا م فيه عناصر السرية الإقليمية ببلدية المطارفة، انطلقنا في حدود الساعة التاسعة ليلا الى برهوم شرقا رفقة أفراد فصيلة الأمن والتدخل بأولاد عدي القبالة والفرق الإقليمية التابعة لكتيبة مقرة التي نفذت مداهمة واسعة لأوكار الجريمة الى جانب تأمين أماكن العبادة وحماية المواطنين والمصلين قبل وبعد الانتهاء من أداء صلاة التراويح بوسط البلدية، التي تحصي أكثر من 30 ألف نسمة يقطن أكثر من 20 الفا منهم بمركز البلدية، ناهيك عن أهميتها التجارية وموقعها بالطريق الوطني 40 الذي يشهد حركة مركبات كثيفة تتجاوز 1500 مركبة يوميا من مختلف الأوزان، ومن هنا جاء اختيار هذه البلدية وشعابها وطرقها وقراها لتكون تحت أعين قوات الدرك الوطني، إضافة إلى كون البلدية ليس بها تغطية أمنية، حيث يبقى أمل سكانها في فتح مقر الأمن الحضري الذي انجز قبل سنوات لكنه لم يستغل وذلك رغم الانتهاء من انجاز مأوى إيواء العزاب حسب منتخبين محليين.
ببرهوم قام أفراد فصيلة الأمن والتدخل بالتنسيق مع عناصر فرقة برهوم وتحت قيادة الرائد بوعزة سيدي محمد قائد كتيبة مقرة بتنفيذ مخطط مداهمة شمل العديد من مناطق البلدية ومنها أولاد مرزوق والهلالات، وغيرها حيث أسفرت العملية عن تعريف أكثر من 100 شخص بينهم شاب مبحوث عنه مطلوب للعدالة، كما تم مراقبة أكثر من 150 مركبة في سهرة رمضانية، في حين كانت أعين أخرى ساهرة على سلامة المصلين ببعض المساجد التي تقع بالقرب من الطريق الوطني 40 والذين يتزامن خروجهم مع الحركة الكثيفة للسيارات والشاحنات التي تسببت في حالة اختناق كبيرة، وهو ما تطلب تواجد عناصر الدرك لتنظيمها، حيث بدا على العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم حالة من الرضا بالنتائج التي آلت اليها الوضعية الأمنية وخصوصا بالنسبة لأصحاب المحلات التجارية ومنها تلك المخصصة لبيع ملابس العيد من خلال تقليص نشاط اللصوص والمجرمين الذين ينتشر عدد منهم عادة في مثل هذه الأزمنة والظروف والذين يأتي الكثير منهم من بلديات مجاورة لبرهوم قصد اقتناص ضحاياهم من المواطنين.
ويضيف النقيب بن ناصر في تحليله لتراجع نشاط المجرمين خلال الأيام الأولى من هذا الشهر أن المجهودات المبذولة مسبقا في الأشهر الأخيرة ساهمت في تراجع الجريمة بعد أن تمت معالجة 64 قضية أوقف على إثرها 107 أشخاص، ومقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية فقد سجلت زيادة بحوالي 73 بالمائة وتتعلق أغلب الجرائم بالمتاجرة في المخدرات والهجرة غير الشرعية والتهريب وتزوير المركبات، وهذا بعد مضاعفة نشاط الوحدات في ميدان المداهمات بنسبة 21.42 بالمائة، أي بمعدل يتراوح من 5 إلى 6 عمليات أسبوعيا فضلا عن ارتفاع نسبة التعريفات بنسبة 9.87 بالمائة، وهو ما انعكس إيجابا حسبه على تدني مستوى الجريمة عبر إقليم المجموعة.
في حدود الساعة الواحدة والنصف صباحا وبعد حوالي 10 ساعات من الزمن يعلن قائد العملية انتهاء المهمة في انتظار يوم آخر ومهام أخرى إيذانا بالعودة الى نقطة الانطلاقة بمقر المجموعة الإقليمية للدرك بعاصمة الولاية، التي تبعد عن بلدية برهوم بحوالي 50 كلم، بعد أن قضينا هامشا من الوقت رفقة أفراد "الصاعقة" اليقظين عندما تغمض أعيننا وتنام.
فارس قريشي