قرابــــة نصـــف ســــكان ولايــــة الـــــطارف يدخنـــــون
كشف نهاية الأسبوع مصدر طبي على هامش اختتام الحملة التحسيسية الأولى حول الأخطار الناجمة عن التدخين التي نظمها صندوق التأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء “كناص” لولاية الطارف على مدار ثلاثة أيام، تحت شعار “التدخين قاتل ، تحرروا من قيوده “ أن أكثر من 180 ألف شخص يدخنون، وهو ما يمثل نسبة 45 بالمائة من سكان الولاية، البالغ تعدادهم أزيد من 400 ألف نسمة.
يحدث هذا بالرغم من الحملات التوعوية و الإعلامية الدورية التي يقوم بها الصندوق، بالتنسيق مع كل الشركاء والفاعلين للوقاية من مثل الأخطار الناجمة عن التدخين وسبل الإقلاع عن هذه الآفة التي تبقى تكبد الصندوق أموالا ضخمة من جراء تعويض مصاريف العلاج والأدوية و التكفل بالمرضى، أصحاب الحالات المستعصية التي يبقى سببها الإدمان على التدخين.
و ذكر مدير كناص لولاية الطارف، عبد الله جويني أن الحملة التحسيسية حول أضرار التدخين عرفت إقبالا كبيرا من المواطنين من مختلف الفئات و الأعمار، خصوصا المدخنين الذين وزعت عليهم مطويات توضح مخاطر التدخين، كما تم وضع تحت تصرف الأطباء والصيادلة المتعاقد معهم و وكالات الصندوق على مستوى الولاية دعائم إعلامية، قصد تحسيس أكبر عدد من المواطنين ،خاصة خلال هذا الشهر الفضيل الذي يعد فرصة للإقلاع عن هذه الآفة، و ذلك بإشراك المجتمع المدني وجمعيات المصابين بالأمراض المزمنة و الأطباء المتعاقدين لتأطير هذه الحملة التحسيسية التي كانت ناجحة، حسب المسؤول، بسبب تجاوب المدخنين ورغبة العديد منهم في العلاج للإقلاع عن التدخين.
الحملة استهدفت أماكن تجمع العائلات بعد الإفطار و الساحات العمومية و تم خلالها تقديم نصائح وإرشادات حول التدخين السلبي والإيجابي وأضراره على الصحة العمومية و لاسيما الأطفال ، و بالموازاة مع ذلك أطلق الصندوق عملية سبر آراء دامت 3 أيام على مستوى الولاية حول مخاطر التدخين مست حوالي 3500 مؤمن اجتماعيا وذوي حقوقهم من بينهم متقاعدين ، طلبة وأجراء ناشطين وغيرهم بإستعمال وسائل إلكترونية لجمع المعطيات ، و تعتبر هذه العملية الأولى من نوعها التي يجريها الصندوق، وفق نماذج المنظمة الصحة العالمية في إجراء الدراسة الإستقصائية الشاملة حول التدخين لدى القصر والبالغين، بهدف تقييم معارف وتصرفات المدخنين المؤمنين اجتماعيا.
النتائج بينت بأن معدل إنتشار التدخين بالولاية بلغ نسبة 30بالمائة ، ومن بين إجمالي عدد المدخنين الذين شملتهم الدراسة الحاليين 95بالمائة ذكور مقابل 5 بالمائة إناث ، مع تسجيل تزايد آفة التدخين في أوساط الأطفال و المتمدرسين و الإناث في السنوات الأخيرة ، مقابل تسجيل نسبة 20ب المائة من الأشخاص غير المدخنين إطلاقا و 29 بالمائة بالنسبة للذين أقلعوا عن التدخين، و يتباين التدخين ، حسب الفئة العمرية وبتقدم السن ونوعية التبغ، ويرتفع مستوى التدخين لدى الفئة النشطة بنسبة 70بالمائة بالولاية و 20 بالمائة لدى المتقاعدين و 11بالمائة لدى الطلبة .
ومن بين المدخنين نجد أن أغلبهم أشخاص جامعيين و الذين لهم مستوى ثانوي ، وبدرجة أقل المدخنين الذين لديهم مستوى متوسط وإبتدائي بنسبة 26بالمائة . ومن أجل الحد من أخطار التدخين وضع صندوق التأمينات الإجتماعية للعمال غير الأجراء كل هياكله لتوعية المدخنين، بما تسببه هذه الآفة من أضرار تهدد صحتهم ،مع حثهم على ضرورة الإقلاع عنها وإتباع إرشادات الطبيب المعالج لوقايتهم من تبعات التدخين و تأثيره السلبي على المحيط.
نوري.ح