الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور مناس مصباح للنصر

 بعض الدول لا تريد إنهاء الظـاهرة الإرهابية في العـالم
• الدبلوماسية الجزائرية لديها نظرة بعيدة ولا تندمج في مخططات خارجية
• التجارب أثبتت صحة مقاربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب
أكد المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور مناس مصباح، أن كل التجارب أثبتت أن مقاربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب صحيحة، منوها  بالتجربة الرائدة للجزائر فيما يتعلق بمكافحة هذه الظاهرة، مضيفا أن هناك دول إقليمية ودولية لا تريد إنهاء الظاهرة الإرهابية، وقال في نفس الإطار أن هناك أطراف تستعمل ما يسمى الحرب على الإرهاب كذريعة للتدخل وهذا ليس بجديد، مبرزا في السياق ذاته أنه عندما تكون هناك إرادة دولية كاملة لاجتثاث هذه الظاهرة، العملية ستحسم في ظرف قياسي، ويرى أن اجتثاث هذه الظاهرة ما زال يحتاج إلى وقت وأهم من ذلك يحتاج إلى إرادة دولية، مؤكدا في حوار مع النصر، أن الدبلوماسية الجزائرية لديها نظرة بعيدة
ولا تندمج في مخططات خارجية كما تفعل الكثير من الدول في المنطقة العربية.
• النصر : تحتضن الجزائر يومي الاثنين والثلاثاء بالعاصمة، ورشة دولية حول دور المصالحة الوطنية في الوقاية و مكافحة  التطرف العنيف و الإرهاب، ما ذا تقولون بخصوص التجربة الجزائرية في هذا المجال، إضافة إلى تصدير هذه  التجربة خارجيا لإقرار الأمن و السلم بالمنطقة ؟
• مناس مصباح: لم يعد أمرا مفاجئا أو جديدا عندما نتكلم على التجربة الرائدة للجزائر فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ، هذا الأمر أصبح تحصيل حاصل وأول الدول التي أقرت للجزائر بدورها فيما يتعلق بمكافحة هذه الظاهرة وتجربتها الرائدة هي الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد أحداث ال11 من سبتمبر و الجزائر كانت قد حذرت دائما من هذه الظاهرة ، فهي أول دولة في سنوات التسعينات وعندما كنا نمر بالأزمة الطاحنة، كانت تقول أن هذه الظاهرة أخطبوطية، ولا دين لها ولا جنس لها، وبالتالي يمكن أن تضرب في أي نقطة من العالم وهذا ما تأكد خاصة عندما ضربت أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الأمر أكد صحة المقاربة الجزائرية، فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ، وهذه الورشة الدولية حول مكافحة التطرف العنيف و الإرهاب والتي تعقد يومي الاثنين و الثلاثاء  بالجزائر العاصمة، هي اعتراف دولي وتأكيد إضافي لدور الجزائر و محوريتها، فيما يتعلق بمكافحة ظاهرة الإرهاب ، فكل التجارب أثبتت أن مقاربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب صحيحة ، الجزائر منذ بداية بعض  الأزمات ، مثلا في سوريا ، كانت لها وجهة نظر وهي ضرورة الاعتماد على الحلول السياسية لهذا الأزمات ، والآن حسم هذا الملف سيعود في نهاية المطاف إلى الحلول السياسية وبالتالي ما يراد أن يفرض بالقوة والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول والإملاءات، فهذا لن يزيد الأمر إلا تعقيدا، وهذا ما يحصل سواء في الإقليم أو في نقاط أخرى وهناك دول إقليمية ودولية لا تريد إنهاء الظاهرة الإرهابية ، وحتى من الناحية القانونية ليس هناك إجماع إلى يومنا هذا على تحديد تعريف موحد لما يسمى بالإرهاب، ليس هناك إرادة لدى بعض الدول ليكون هناك تعريف له،  لأن هذا سيحدد هامش التحرك، وذلك إن دل على شيء، إنما يدل على أن هناك أطراف تستعمل ما يسمى الحرب على الإرهاب كذريعة للتدخل، وهذا ليس جديد، كما يحصل الآن في إفريقيا أو نقاط أخرى في العالم . 
•النصر : ما هي العوامل التي تساعد على اجتثاث الظاهرة الإرهابية من المجتمعات؟
•مناس مصباح: عندما تكون هناك إرادة دولية كاملة لاجتثاث هذه الظاهرة، العملية ستحسم في ظرف قياسي، ولكن واضح تماما أن هناك أطراف تتهم أنها تدعم بطريقة أو بأخرى، أو بالأحرى هناك من يوظف هذه الظاهرة لحسابات أهم خاصة عندما نتكلم عن الصراع على القمة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، ونحن نعرف أن مدخل ما يسمى بمكافحة الإرهاب، يعتبر أحد المداخل الهامة بالنسبة للدول التي تبحث عن ذرائع للتموقع، وهي صيغة جديدة يصنفها البعض، على أنها  استعمار من نوع جديد لإحكام السيطرة على ثروات الدول والأمم، و المشكلة تتعلق بتواطؤ بعض الأطراف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إقليميا أو دوليا بشأن بقاء هذه الظاهرة، و لدينا حالات في المنطقة العربية، فلم يعد هناك سر وواضح تماما أن اجتثاث هذه الظاهرة ما زال يحتاج إلى وقت وأهم من ذلك يحتاج إلى إرادة دولية، وقبل محاربة هذه الظاهرة أمنيا، هناك أسباب لها علاقة بالفقر وعندما نتكلم عن الفقر نتكلم على الاختلالات في النظام الاقتصادي العالمي، وهنا يجب أن نعود إلى أن الجزائر كانت خاصة في الخطاب الشهير للرئيس الراحل هواري بومدين في السبعينيات أشارت إلى أن هذا النظام الاقتصادي مجحف، والأزمة  الاقتصادية العالمية أكدت ذلك وبالتالي ما لم تكن هناك نظرة شاملة لمحاربة الفقر واجتثاثه في الأماكن التي تولد هذه الظاهرة، في اعتقادي أن هذه المشاكل لن تنتهي وستبقى موجودة.
•النصر : ماذا عن دور الدبلوماسية الجزائرية في تسوية بعض الأزمات الدولية ؟
•مناس مصباح:  الدبلوماسية الجزائرية أثبتت فعاليتها ونجاعتها، ففي كل المشاكل في المنطقة أو غيرها ، نعود دائما إلى النظرة الجزائرية، و بعد استهلاك الوقت تعود الحلول إلى ما اقترحته الجزائر في البداية، ونحن نعرف أنه مع بداية ما يسمي «بالربيع العربي « ، كانت هناك ضغوطات كبيرة على الجزائر للتماهي أو لمسايرة الأحداث أو بالأحرى الدخول في المخططات والتي تستهدف تقسيم المنطقة، لكن الصمود الجزائري ورغم الضغوطات الكبير ة كان أحد العوامل التي أفشلت الكثير من المخططات في المنطقة ، إضافة إلى أن مقاربات بعض الدول لتغيير بعض الأنظمة بالقوة أو بالإملاءات أثبتت فشلها وهذا ما كانت تقوله الجزائر منذ البداية وبالتالي الدبلوماسية الجزائرية لديها نظرة بعيدة ولا تندمج في مخططات خارجية كما تفعل الكثير من الدول للأسف الشديد في المنطقة العربية.
مراد - ح

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com