تراجــع إنتـــاج الفلين بالطــارف بنسبـــة 30 بالمائــــة
أعربت مصالح الغابات بالطارف، عن تخوفها من مغبة تراجع إنتاج جني الفلين هذه السنة بسبب موجة الحرائق العمدية التي عرفتها عديد البلديات الغابية، خاصة بالمناطق الحدودية المنتجة لهذه الثروة ذات القيمة الاقتصادية و الاجتماعية، بعد أن أتت ألسنة النيران على مساحات معتبرة من الفلين بنوعيه الذكري و الإنتاجي، خصوصا ببلديات حمام بني صالح، بوحجار، عين الكرمة، الزيتونة، الطارف و العيون. و في حصيلة أولية لحملة الجني التي انطلقت، مؤخرا، سجلت المصالح المعنية تراجعا في الإنتاج بنسبة 30 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث لم تتعد الكمية التي جمعها 5 آلاف قنطار من الفلين، في وقت يبقى الهدف المسطر هو بلوغ إنتاج يناهز 20 ألف قنطار بمعدل ألف متر مكعب في الهكتار الواحد، أي بزيادة قدرها 7 آلاف قنطار عن إنتاج العام الفارط الذي لم يتعد 13 ألف قنطار، و حسب المصالح المعنية، فإن إنتاج الفلين رغم التراجع الطفيف المسجل، تبقى نوعيته ذات جودة عالية، و هو ما دفع المؤسسة المكلفة بعملية الجني لتجنيد كل إمكانياتها من خلال تشغيل عاطلي المناطق الغابية لجني مساحات الفلين، قبل أن تأتي عليها الحرائق، و هو ما سمح بتوفير أزيد من 400 منصب شغل موسمي للسكان. و تؤكد المصالح المعنية، على أن فلين ولاية الطارف المعروف بجودته العالية، يبقى الطلب عليه كبيرا من قبل الوحدات الصناعية التحويلية لاستعماله في مختلف المجالات، في حين تنعدم بالولاية وحدات تحويلية كان من شأنها تطوير هذا المجال، و ذكر مصدر مسؤول، بأنه و بالرغم من الحرائق فقد عرف الإنتاج زيادة مع النوعية، ما جعل الولاية تتصدر أولى المراتب الأولى وطنيا، و هذا بسبب توسيع المساحة المنتجة و الظروف المناخية الملائمة التي ميزت الموسم الفارط، مضيفا أن إنتاج الفلين يبقى يتمركز بالأساس بغابات بوحجار، الطارف، القالة، و الذرعان، حيث يبقى هذا النشاط يوفر مئات مناصب الشغل لسكان المناطق النائية و الشريط الحدودي، و أكد المصدر، على أن إنتاج الفلين يبقى يدر سنويا على الخزينة العمومية أكثر من 7 ملايير سنتيم، منها 5 ملايين سنتيم عائدات من الفلين الإنتاجي، ما يمثل نسبة 60 بالمائة، و هذا بعد أن تم الشروع في عملية استغلال هذه الثروة بعد دخولها الإنتاج للمرة الثانية على التوالي، في حين أن 40 بالمائة المتبقية من المنتوج تخص الفلين الذكري الذي شرع في استغلاله في الإنتاج لأول مرة.
و تفيد ذات المصالح، بأن قدرات الإنتاج الفلين بالولاية تبقى كبيرة، حيث تقدر مساحة غابات الفلين بحوالي 80 ألف هكتار، منها 3500 هكتار منتجة من مجموع المساحة الغابية للولاية التي تفوق 168 ألف هكتار، ما يساوي نسبة 59 بالمائة من مساحة تراب الولاية، غير أن عملية استغلال و جني الفلين تبقى تعترضها كل سنة عدة عقبات، منها عزوف اليد العاملة على الجني، الحرائق العمدية، و نقص المؤسسات المختصة في الجني للحفاظ على ديمومة غابات الفلين لتفادي إلحاق الأضرار بها، على اعتبار أن المهمة لا تكمن في الإنتاج بقدر ما هي تتعلق بضرورة المحافظة على غابات الفلين خلال الجني، ما دفع إدارة الغابات إلى إسناد عملية جني محصول الفلين إلى المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية «صفا بابور « بالقالة، و التي استنجدت بدورها بسكان المناطق الجبلية و الشريط الحدودي لجني الإنتاج الذي بقي الفائض منه تعترضه مشكلة التسويق، العائق الذي يطفو للسطح كل دون التوصل لإيجاد حل للمعضلة، و هذا بعد أن باءت فيه عملية البيع بالمزاد العلني لمحصول الفلين العام الماضي بالفشل، لغياب العروض و ضعف العروض المالية، الشيء الذي بات يهدد المنتوج القابع بمخازن فج نخلة ببلدية عين العسل للتلف و الحرائق، و هذا في غياب مؤسسات تحويلية و استثمارات في هذا الميدان، بالرغم من التحفيزات و التسهيلات التي وضعت أمام المستثمرين، بالنظر للأهمية الاقتصادية لثروة الفلين التي من شأنها خلق الثروة و مناصب الشغل، و تشير مصالح الغابات إلى تسطير برنامج سنوي يهدف إلى غرس 200 هكتار من الفلين للحفاظ على ديمومة الثروة، لأهميتها الإيكولوجية و الاقتصادية .
نوري.ح