طابع الصراوي يصدح في كويكول وحسين الديك يهز الركح بالدبكة السورية
افتتح سهرة أول أمس مهرجان جميلة العربي في طبعته 13 التي تمتد فعالياتها إلى غاية 27 جويلية الجاري، و احتضنتها المدينة الأثرية كويكول بمدينة جميلة شرق سطيف، وسط حضور متوسط للجمهور، وقد اعتلت الركح في بداية الحفل الافتتاحي فرقة ديوان عامر للصراوي و المطرب السوري علي الديك، ليختم الفنان عرّاس الفقرات الغنائية بأجمل أغانيه في الطابع الصراوي، وقد برمجه المنظمون في السهرة الأولى لأن فقرته الغنائية خلال الطبعة الفارطة كانت من بين الأحسن و الأنجح والأكثر جماهيرية خلال المهرجان.
تغطية وتصوير / رمزي تيوري
حفل الافتتاح حضره وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، إضافة إلى السلطات المحلية والعسكرية،و استهل بأداء مموايل سطايفية تعبق بالتراث الصراوي الأصيل، على غرار ترديد أغاني «أراوح أرواح» و»سطيف الصداح»، «بانو شجراتو»، «راح العزيز علي وخلاني وحدي» و «صالح صالح «،مع أداء رقصة صراوية نابعة من التراث السطايفي ، قدمها أعضاء الفرقة بلباس «الملاية» بالنسبة للنساء والبرنوس والشاش بالنسبة للرجال، على وقع طلقات البارود.
الوصلة الغنائية الثانية قدمها النجم السوري حسين الديك، صاحب الصوت الجبلي القوي بحضور الدبكة، فقدّم فيها باقة متنوعة من أغانيه المعروفة و كذا التي أطلقها حديثا، استهلها بأداء أغنيته المعروفة «لما بضمك على صدري» ذات الطابع السريع والراقص،و تفاعل معها الجمهور خاصة من فئة الشباب، لكونه يحفظها عن ظهر قلب، أتبعها بأداء «أنا و راكي دايم دوم» في نفس الطابع تقريبا، ليؤدي بعدها سلسلة من الأغاني التي اشتهر بها، على غرار «أهلا وسهلا» على وقع أنغام ورقصة الدبكة السورية الشهيرة، و طلب من الجمهور التفاعل معه بالرقص والغناء وترديد أغانيها السهلة، فاستجاب له البعض وحاولوا الغناء برفقته، بعدها قدم أغنية من الريبرتوار الخاص بشقيقه الفنان علي الديك بعنوان «سمراء وأنا الحاصودة» التي يعرفها الجمهور، لكونه استمتع بها بصوت مؤديها الأصلي في طبعة سابقة من المهرجان، خاصة أنها في طابع الدبكة وذات ريتم سريع وراقص، لينتقل بعدها الفنان السوري إلى الطابع الرومانسي وقدم أغنيته المشهورة «مليون مرة أحبك» بعد أن طلبها منه الجمهور من الجنس اللطيف، ليختم وصلته الغنائية بأداء أغنيته السينغل الجديدة «الوعد وعد» في الطابع الرومانسي الخفيف أيضا.
لتختتم السهرة باعتلاء النجم السطايفي عرّاس الركح، مقدما باقة من الأغاني المعروفة، فتفاعل الجمهور معها كلها بالرقص وترديد كلماتها معه، لأنه يحفظها عن ظهر قلب، حيث استهلها بأغنية «هكذا ديما يصرالي» تبعها بأغنية «ربي يخلف علي»، ثم «الطير الحر» وتفاعل الجمهور أكثر مع «هكذا ديما يصرالي» ذات الطابع الخفيف بترديد كلماتها، شأنها في ذلك شأن «كولي يا الدودة كولي» وختم وصلته بأداء أغنية عن الأم بعنوان «لميمة». ليسدل الستار عن السهرة الافتتاحية، ويضرب المهرجان موعدا سهرة اليوم السبت بتقديم طبق متنوع، بحضور الفنان التونسي صابر الرباعي، مرفقا بكل من عبد الله المناعي وفارس السطايفي.
قالوا عن المهرجان
المطرب السوري حسين الديك
شقيقي له الفضل الكبير في شهرتي
صرح الفنان السوري حسين الديك، بأن نجاحه يعود إلى لقب العائلة «الديك»، نظرا للشهرة المنقطعة النظير لشقيقه الأكبر علي، مشيرا بأن حمله هذا اللقب سهّل عليه ولوج عالم النجومية على الصعيد العربي، لكونه وجد الفضاء خصبا لعرض أغان وجدت طريقها إلى قلوب الجماهير، خاصة أن عائلته تميزت وتخصصت في الطابع السوري الجبلي. وأشار الفان حسين الديك في ندوة صحفية، بأن سوريا وشعبها بخير، و الجميع ملتف حول الجيش والرئيس السوري، قصد تحقيق الاستقرار في بلده، مضيفا في ما يتعلق بمسيرته الفنية، بأنه يرغب في تقديم أغان يحبها ويحتضنها الجمهور خاصة في الطابع الجبلي أو الرومانسي. قائلا بأنه يحمل المحبة والود للشعب الجزائري، وختم بأنه يحضر لطرح سينغل جديد سيطرحه قريبا على الأسواق، رافضا تقديم تفاصيل جديدة، قائلا بأنه يتركها مفاجأة للجمهور.
الشاب عرّاس
الأغنية السطايفية لن تموت لأنها مطلوبة بقوة
كشف الفنان عرّاس بأن الأغنية السطايفية لن تموت، لأنها مطلوبة بقوة خلال الأعراس ومختلف أفراح للجزائريين، مشيرا في ندوة صحفية سبقت الحفلة الافتتاحية لمهرجان جميلة العربي، بأن سرقة الأغاني من طرف بعض الفنانين أو وضعها في وسائط التواصل الاجتماعي، على غرار «اليوتيوب» قضى على الأغنية السطايفية، مشيرا بأن حق الفنان يهضم في الكثير من الأحيان.
أما بخصوص إدخال التقنيات الجديدة في الصوت على الأغنية السطايفية، قال بأنه أضر بهذا الطابع، لأن الفنان مطالب بالاعتماد على قوة صوته فقط، مشيرا بأن المهرجانات على غرار جميلة، تمثل فرصة هامة للفنان من أجل إبراز قدراته الصوتية. ورد حول جدوى مهرجانات مثل تيمقاد أو جميلة، بأنه يتمثل في الاحتكاك مع فنانين أجانب وعرب لتبادل الخبرات وتقديم أغاني مشتركة، لكنه قال بأسف كبير، بأن بعض الفنانين الأجانب، رفضوا حتى التقاط صور فوتوغرافية مع فنانين جزائريين بمهرجان تيمقاد، داعيا إلى ضرورة النهوض بالفن الجزائري.
لخضر بن تركي
نطلب دعم الخواص لتمويل الطبعة القادمة
صرح من جهته لخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة و الإعلام و محافظ المهرجان، بأن المهرجانات عموما تأثرت بسياسة ترشيد النفقات ، و بالتالي، فإن ميزانية مهرجاني جميلة و تيمقاد تقلصت، مشيرا في نفس الوقت بأن أجور الفنانين العرب ارتفعت كثيرا خلال السنوات الأخيرة. و بخصوص انتقاء الفنانين العرب ، قال أنها تخضع للميزانية و طلباتهم المادية، مشددا بأنه قد آن الأوان للاستثمار في المجال الثقافي من طرف الخواص و المستثمرين، إضافة إلى تمويلها ورصد أغلفة مالية لها، بعيدا عن تلك المخصصة من طرف الدولة الجزائرية.
وأضاف في نفس السياق»نطلب الدعم من المؤسسات الخاصة لتمويل المهرجان السنة المقبلة».
رصدها / رمزي تيوري
عزالدين ميهوبي يشير إلى برمجة أعمال فنية في كل المواقع الأثرية و يؤكد
كل البلدان تنظم المهرجانات بالمسارح الرومانية إلا الجزائر
صرح وزير الثقافة عزالدين ميهوبي على هامش السهرة الإفتتاحية لمهرجان جميلة العربي، بأن كل البلدان العربية تنظم المهرجانات بالمسارح الرومانية، على غرار قرطاج وجرش وبعلبك، إلا الجزائر، وذلك في رده عن سؤال للنصر حول إمكانية إنجاز مسرح جديد بجميلة، على غرار ما حدث بتيمقاد، بسبب الإحجام عن تنظيم المهرجان بالمسرح الروماني كويكول، قائلا «نفكر في العودة للمدرج الروماني السنة المقبلة، إذا أثبتت الدراسات التقنية أنه ليس له تأثير على الفضاء سنعود».
وأشار الوزير بأن الجزائر تتوفر على فضاءات مهمة من المسارح الرومانية، على غرار مداوروش و تيبازة و قالمة، مشيرا بأنها مهجورة، مضيفا بأنهم سيعملون على استغلالها لضمان توافد السيّاح، قائلا بأنهم سيعملون على اتخاذ جميع الإجراءات والقيام بالخبرة، خاصة أن الأمر يتعلق بمدرجات منجزة بالصخر وليس الإسمنت، قائلا في نفس الصدد، بأن مصالحه تراهن على برمجة أعمال فنية، سواء غنائية أو مسرحية ومهرجانات بالمواقع الأثرية والتاريخية لتنشيطها سياحيا.
في نفس الوقت قال بأن مصالحه تسعى للتحسيس بأهمية الثقافة كقطاع منتج، محقق ومساهم في الدخل العام، داعيا إلى ضرورة الاستثمار في هذا المجال، على غرار إنجاز دور السينما أو المسرح، مع البدء بمشاريع صغيرة تحقق المطلوب، مشيرا في نفس الصدد إلى تقديمه مشروع للحكومة في المستقبل، بغرض النهوض بالقطاع وتحقيقه الإضافة للاقتصاد.
كما ذكر الوزير ميهوبي، بأنه يتنقل بصورة مستمرة لمتابعة مختلف الأحداث الثقافية والفنية، مشيرا إلى أنه يقدم ملاحظاته قصد تحسين الذوق الفني وترقية ما يقدم للجمهور.
جدير بالذكر أن وزير الثقافة، ثمن حضور الجمهور لمهرجان جميلة، مشيرا بأن المنظمين حاولوا تلبية كل الأذواق، بالمقابل طلب من المنتخبين المحليين، ضرورة تنشيط الفعل الثقافي والمساهمة فعليا في تنظيم هذه المهرجانات، سواء بالبحث عن مصادر التمويل أو لإتاحة الفرصة أمام الطاقات المحلية للاستثمار في المجال، بدل الاعتماد كليا على المؤسسات القادمة من الجزائر العاصمة.
رمزي تيوري