كنت أقاتل فوق الميدان و اللاعبون الحاليون يقضون يومهم في مقاهي الشيشة
استرجع المدافع الأيمن السابق لشباب قسنطينة شيخ ناصر المدعو باباي ذكرياته مع الخضورة في حواره مع النصر، كما استغل الفرصة لفتح النار على اللاعبين الحاليين الذين اعتبرهم مجرد عاملين في الفريق لا يدافعون عنه بتفان وإخلاص عكس ما كان عليه الحال في الأجيال السابقة، ويعد شيخ ناصر المولود بتاريخ 4 فيفري 1960 بحي سيدي مبروك بقسنطينة من اللاعبين الذين اشتهروا باندفاعهم وشجاعتهم فوق أرضية الميدان مما جعله من اللاعبين المدللين عند السنافر .
حاوره:فوغالي زين العابدين
• انقطعت أخبارك عن محيط الفريق منذ مغادرتك له، فأين آنت الآن وما هي أخر أخبارك؟
أنا حاليا مغترب في فرنسا في مدينة ليون منذ 1989، وأعمل كرئيس قسم في مؤسسة خاصة، ولم تنقطع علاقتي بكرة القدم وأشارك في جميع التظاهرات الكروية، وأنا حاليا أشرف على تدريب ابني شيخ يانيس الذي يلعب في الأصناف الصغرى لنادي نانت وهو مشروع لاعب محترف.
قلبي يؤلمني لحال الفريق
• هل أنت متابع لأخبار شباب قسنطينة وما رأيك في أوضاعه الحالية؟
نعم أنا متابع لكن قلبي يؤلمني لحال الفريق الذي أصبح غريبا عنا ولم يعد ملكا لأبناء الفريق، وأصبح ملكية خاصة لشركة تسيره من على بعد ألاف الكيلومترات وأصبح القرار يتخذ من حاسي مسعود، ولا واحد من أبناء الفريق ومن مناصريه يملك رأيا فيه، ليس هذا هو شباب قسنطينة الذي نعرفه فريق عامة الناس وعامة سكان المدينة .
• لكن في وقتكم أيضا كان الفريق ملكا للسوناكوم، فما هو الفرق؟
في السابق كان مقر السوناكوم أمامنا في واد حميميم وأغلب اللاعبين كانوا عاملين فيه، و لما أي لاعب يريد أن ينقل انشغاله لأي مسؤول يدخل مباشرة ودون بروتوكول ونقابل مسؤولين هم في الأساس أبناء الفريق ومحبوه، أما الآن فيجب أن تتنقل إلى حاسي مسعود لكن يجب أن أوضح أمرا مهما.
• تفضل
أنا لست ضد الشركة فنحن في عصر الاحتراف، لكن أتمنى أن يتم اتخاذ القرار هنا في قسنطينة ويكون المسؤولون من أبناء الفريق.
• لنعود إلى نقطة البداية، كيف كانت بدايتك مع الكرة ومن اكتشفك؟
البداية طبعا مثل الجميع في الشارع عبر أزقة حي سيدي مبروك ومن هناك شاهدني المدرب القدير رابح الزيد الذي أحييه بالمناسبة وهو من اقترح علي الإمضاء في فريق سكة حديد قسنطينة.
• ومتى أمضيت أول إجازة لك مع سكة حديد قسنطينة؟
في سنة 1975 التحقت بفريق الأشبال وصعدت بسرعة إلى فريق الأكابر الذي كان ينشط في القسم الشرفي وكان يدربنا رابح زيد ولعب معي رشيد بوعراطة بالإضافة الى محمد معيزة ولعبت موسمين في الفريق إلى غاية 1977، واستفدت كثيرا من هذه التجربة من جميع النواحي الفنية والفضل يعود للمدربين رابح زيد وكمال كيموش رحمه الله.
رفضت الانضمام إلى الموك رغم العرض المغري
• وكيف التحقت بشباب قسنطينة؟
في موسم 1977/1978 قام المدرب رابح زيد باقتراحي على مسيري الخضورة، وأمضيت مباشرة في صنف الأواسط الذي كان يدربه رشيد بوفاس ومن هنا بدأت قصتي مع فريق القلب.
• حدثنا عن تتويجكم بكأس الجمهورية أواسط 78 في أول موسم لك؟
في تلك الفترة كان هناك تكوين حقيقي رغم الإمكانيات المتواضعة وكان جميع اللاعبين يقاتلون من اجل الألوان ومن أجل الظفر بمكان مع الأكابر، وكان يلعب معي بلعقون، بلعجيلة، بلفاضل، بلعمري، زيتون وغيرهم وكان يدربنا رشيد بوفاس وأقصينا فرقا كبيرة مثل وفاق سطيف وفي النهائي الذي لعب بملعب 5 جويلية واجهنا رائد القبة بنجومه الكبار أمثال عصاد وقاسي السعيد وصبار وانتهى اللقاء بالتعادل 0-0 وفزنا عليهم بضربات الجزاء وعدنا بالكأس إلى قسنطينة.
• لعبت في المنتخب الوطني أواسط 79 لكنك لم تشارك في مونديال اليابان، فما هو السبب؟
في تلك السنة استدعاني المدرب كرمالي رحمه الله أنا والحارس حريزة وأجريت 4 تربصات لكن في مقابلة عين البيضاء تعرضت لكسر أبعدني عن الملاعب وبعدها استدعي مسعود بلعقون الذي تنقل إلى اليابان.
• ومتى تمت ترقيتك إلى أكابر الشباب وهل تذكر أول مقابلة؟
نعم بالتأكيد وكانت في الموسم 78/79 حيث استنجد بي المدرب آنذاك بلعبيدي رحمه الله أنا ومسهول، وشاركت ضد العملاق شبيبة القبائل بكامل نجومه بملعب 1 نوفمبر بتيزي وزو، وكانت فرصتي للبروز وانتهى اللقاء بالتعادل 1-1 ولعبت بجانب لاعبين كبار امثل فندي حفيظ وشقيقه سالم وجدو وسليماني وكنت أصغر عنصر في التشكيلة وتمكنت من فرض نفسي.
أتحدى أي لاعب يأخذ مني الكرة اليوم وقد شارفت على الستين
• ما هو سبب تضييعكم للصعود دائما في الأنفاس الأخيرة من 1980 إلى 1985؟
الأسباب عديدة من بينها قوة البطولة فقد كان القسم الثاني في مجموعته الشرقية يضم فرقا قوية جدا وقتها مثل اتحاد خنشلة وعين مليلة ومولودية باتنة وجمعية الخروب وعين البيضاء وغيرها، كما لا ننسى دور الكواليس التي كانت متواجدة في تلك الفترة، وأذكر مرة أننا واجهنا فريق هلال شلغوم العيد وكانوا متحمسين جدا لهزمنا وفيما بعد علمنا أنهم تلقوا تحفيزات مالية من طرف مسيري شبيبة سكيكدة، كما أن التحكيم في تلك الفترة كان يخاف في المباريات التي تلعب في ملاعب صغيرة .
• قدمت موسما استثنائيا سنة 86 وساهمت في صعود الفريق للقسم الأول، حدثنا عن ذلك الموسم؟
قبل انطلاق موسم 85/86 قررنا نحن اللاعبين الاجتماع بدون المدرب في جبل الوحش وتعاهدنا جميعا على تحقيق الصعود مهما كلفنا الأمر من أجل الأنصار و الألوان، وباشرنا الموسم مع المدرب نجار عاشور وكنا نملك فريقا متميزا مع العايب سليم ودمان وبولحبال ومراجي وتومي وزنداوي وزغبيب والقائمة طويلة وقدمنا موسما استثنائيا توجنا فيه بلقب المجموعة الشرقية عن جدارة ورسمنا صعودنا بعد الفوز على جمعية الخروب 2-0 وسجلت هدفا رائعا حيث مرر لي زغمار الكرة من الركنية وأرسلتها مباشرة ودخلت الشباك.
• ماذا حدث في الموسم التالي 86 /87 الذي سقطتم فيه؟
المشاكل انطلقت مع نهاية الموسم حيث غادر عدد معتبر من اللاعبين بسبب خلافات داخلية كما قام المسيرون باستقدام لاعبين لم يكونوا في المستوى وقاموا بمنحهم أموالا تحت الطاولة أكثر منا مما سبب فتنة وانقسامات داخل الفريق وغابت الشفافية والسقوط كان متوقعا.
أنا من أسباب إطلاق تسمية السنافر على "السياسي "
• ماهو سبب مغادرتك لشباب قسنطينة سنة 1989 نحو فرنسا؟
السبب كان عائلي حيث اضطررت للهجرة نحو فرنسا وترك كل شيء خلفي وما حز في نفسي هو ترك أنصار الخضورة وقميص الفريق الذي سال فيه دمي، ولعبت أخر مقابلة ضد وداد تلمسان وفزنا 1-0، ويوم تنقلت إلى فرنسا طلبوا مني جلب رخصة من شباب قسنطينة حتى أتمكن من الإمضاء في فريق ليفاي ليون، وهو ما رفضه بعض المسيرين مما جعلني ادفع 4 ملايين من جيبي حتى أجلب الرخصة وهذا حز في نفسي كثيرا.
• حدثنا عن تجربتك الكروية في فرنسا؟
بعد انتقالي إلى مدينة ليون لعبت في فريق ليفاي ليون الذي ينشط في القسم ما قبل الشرفي ولعبت معهم من 1990 إلى 1996، ولعبت في فريق أف سي جيرلون من 1998 إلى 2002 وفي نفس الفريق كنت لاعبا ومدربا وبقيت أدرب الفريق إلى غاية 2007 وتحصلت على العديد من الكؤوس الجهوية، ولدي الآن شهادة تدريب درجة أولى من كلارفونتان و سأجتاز قريبا امتحان الدرجة الثانية، كما سبق لي أيضا تدريب فريق الجزائريين المغتربين في فرنسا من 1990 إلى 1993 والذي يرأسه مراد مزار.
• كنت مشهورا بطريقة معينة في تسجيل الأهداف، حدثنا عنها؟
كانت لي طريقة مميزة في تسجيل الأهداف حيث كنت أتفاهم مع زغمار عندما نحصل على ركنية لا يقوم برفعها في منطقة الجزاء بل يمررها لي بطريقة عمودية وأنا اقطفها مباشرة وتسكن الشباك وسجلت العديد من الأهداف بهذه الطريقة وللتذكير لدي أكثر من 30 هدفا منها أهداف بالرأس رغم قصر قامتي.
بدايتي مع الكرة كانت عبر الأزقة
• كنت من اللاعبين أصحاب اللياقة القوية حيث كنت تصعد باستمرار لمساعدة الهجوم، فما هو السر؟
لقد كنت أعمل بجد في التدريبات وكنت محافظا على لياقتي ولا أدخن ولا أشرب، كما كنت أتدرب 10 دقائق إضافية بمفردي بعد نهاية التدريبات الجماعية مما جعلني انهي 90 دقيقة من المقابلة بشكل عادي واصعد باستمرار للهجوم وأقدم كرات حاسمة للعايب وبن كنيدة سجلوا بها العديد من الأهداف.
• هل صحيح انك رفضت عرض مولودية قسنطينة رغم المبلغ المغري الذي قدم لك؟
نعم حدث هذا في سنة 1985، وعرضوا علي مبلغا مغريا بالإضافة لتجهيز جواز سفري في ظرف 24 ساعة من أجل السفر مع الفريق إلى بولندا، ورفضت جملة وتفصيلا لأنني لم أتخيل نفسي أحمل قميصا آخر من غير قميص الخضورة، ولما سمع مسؤولو الشباب بالخبر منحوني مبلغ 4 ملايين حتى لا أغادر.
• ماهي أبرز ذكرياتك مع الداربي ضد الموك؟
لقد كانت الداربيات مع الموك لها نكهة خاصة وأفضل مافيها هو ضغط الأسبوع الذي يسبق المقابلة والحماس الذي تعيشه المدينة، وأتذكر في لقاء العودة لسنة 88، وكان زغبيب تاهاماتا يتوعدنا بإعادة هدفه في لقاء الذهاب، وأثناء المقابلة أخرجته من الملعب منذ البداية (يضحك)، بصراحة وبصفتي كليبيست أتمنى أن تعود الموك لمكانتها ويعود الداربي من جديد.
كنت أفقد المهاجمين توازنهم بالحيلة
• حدثنا عن مقابلتكم في البرج وكيف تمكنت من تحويل خوف زملائك إلى حماس؟
واجهنا البرج منتصف الثمانينات وكانت مقابلة حاسمة والبرايجية توعدونا بالجحيم، ويومها خاف بعض اللاعبين من التنقل من بينهم منانة وبوكاري، و قال لنا المدرب بن عبدون بالحرف»هذه مقابلة الرجال والراجل يأتي معنا للبرج و المرأة تبقى في المنزل»، وعشنا الجحيم يومها وفي الدقائق الأولى من المقابلة انقلب السحر على الساحر بعد أن استفزني مدافعهم لوصيف فقمت بضربه برأسي على وجهه ولم يرن الحكم، وكانت هذه اللقطة كفيلة بجعل لاعبي البرج يخافون منا وتحول خوف زملائي إلى حماس زائد وعدنا بالتعادل 0-0.
• رغم قصر قامتك لكنك كنت تتفوق في الألعاب الهوائية على المهاجمين، فماهو السر؟
لقد كنت أتفوق عليهم بالحيلة فلما كنت أصعد في الهواء مع مهاجم طويل أقوم بشده من القميص فيفقد توازنه وأضرب الكرة قبله.
منحة الصعود كانت جهاز تلفاز
لقد كنت أحد أسباب تسمية السنافر، حدثنا عن هذه القصة؟
الكثير لا يعرف أن أول من أطلق علينا هذه التسمية هم أنصار السياربي بملعب 20 أوت حيث كنا لاعبين ذوي قامة قصيرة أنا وزنداوي ولعوبي وزغبيب وبلعمري وبلفاضل وفي تلك الفترة كان يبث رسوم متحركة باسم السنافر وأطلقوا علينا هذه التسمية ومنها انتقلت إلى أنصارنا إلى يومنا هذا.
• كيف كانت علاقتك بالأنصار؟
أكثر من رائعة فأنصار الشباب كانوا يعشقون اللاعبين المقاتلين في الميدان، وأنا قميص الخضورة رويته بدمي في مقابلة الحمراوة أين فتح رأسي و تمت خياطتي من التماس وأكملت المقابلة برباط الرأس الذي تحول إلى اللون الأحمر، وجسمي كله مازال لحد الآن فيه العديد من الإصابات التي تشهد على ماقدمته للفريق.
• مارأيك في لاعبي شباب قسنطينة الحاليين؟
اللاعبون الحاليون لتهمهم الألوان وهمهم الأجرة وفقط فهم مجرد عاملين وليسوا مثلنا أين كنا نبكي ولا نتمكن حتى من الآكل عندما نخسر مقابلة، وبعض اللاعبين الحاليين يقضون يومهم في مقاهي الشيشة ولا يتمكنون من إتمام المقابلة وأنا أتحدى واحدا فيهم إذا تمكن من المرور أمامي بالكرة الآن وسني 57 سنة.
• ماذا نلت من شباب قسنطينة؟
حب الجمهور أكبر شيء نلته أما الأموال فلم يكن هناك شيء يذكر فقد كانت المنحة أحيانا 300 دج ومرة منحونا تلفازا يوم حققنا الصعود.
ما كان يميز الداربيات مع الموك ضغط الأسبوع
• كلمة أخيرة
أشكر جريدة النصر على هذه الالتفاتة، وأتمنى أن يعود الشباب إلى أبنائه كما أشكر بالمناسبة المناصر بدر الدين سماش على ما يقوم به من تكريم للاعبين السابقين وتمنيت أن تكون الإدارة هي صاحبة المبادرة..
ف.ز