"تحقيق في الجنة" .. يثير الجدل في مهرجان الفيلم العربي بوهران
أثار الفيلم الوثائقي «تحقيق في الجنة» للمخرج الجزائري مرزاق علواش، جدلا مساء أول أمس خلال عرضه بسينيماتيك وهران، حيث انقسم الجمهور الحاضر بين مؤيد ومهلل للعمل، وبين منتقد له وخرج الجميع دون الإجابة على الأسئلة التي أثارت الجدل، رغم محاولة المخرج إيجاد تبريرات لعمله الأول في صنف الأفلام الوثائقية.
بعد حوالي 40 سنة من العمل في المجال السينمائي، لا يزال مرزاق علواش يثير الجدل لدى كل عرض لعمل جديد، مثلما حصل مساء أول أمس بقاعة سينيماتيك وهران، رغم الجمهور القليل الذي شاهد الفيلم، فبعد عرض أول عمل فني له في صنف الأفلام الوثائقية والذي كان بعنوان «تحقيق في الجنة»، ورغم أن العمل حاول الربط بين ما عانته الجزائر خلال عشرية المأساة الوطنية، وما يحدث الآن من انتشار فظيع للتطرف والتشدد والخطابات الدينية المؤثرة على عقول الشباب والمجتمعات، إلا أن طريقة تناول علواش للموضوع أثارت جدلا، حيث تساءلت إحدى الإعلاميات عن عدم التفريق بين الإسلام والتطرف، هذا الأخير ليس مرتبطا بالضرورة بالدين الإسلامي، بل بكل الديانات والمعتقدات ولكن دائما يسعى البعض لإلصاقه بالإسلام.
و اختيار الأشخاص الذين تمت محاورتهم خلال الفيلم عن طريق البطلة سليمة عبادة التي أدت دور صحفية، يثير عدة تساؤلات ،حيث التقت بالصحفي الكاتب كمال داوود، والكاتب بوعلام صنصال والممثلة بيونة والصحفية سارة حيدر و نساء ناشطات في الدفاع عن حقوق المرأة و مناضلين في حزب «الأمدياس»، مثلما أشارت إليه الصورة، وغيرهم ممن يخدمون توجه المخرج إلى جانب إختياره لتصريحات مواطنين وشباب في مقاهي الأنترنت وشيخ زاوية الواجدة بتيميمون.
وجاء في الفيلم أن الشيخ شمس الدين رفض المشاركة واشترط تغيير عنوان الفيلم، بينما الشيخ حمداش رفض نهائيا المشاركة ورغم هذا تم إقحامه عن طريق بث فيديو يتحدث فيه عن مشاركته سكان حي تيليملي في نزع «كادنات الحب» التي تم وضعها ذات يوم من طرف شباب في جسر تيليملي بالعاصمة.
وبالمقابل، أيد بعض الذين حضروا الفيلم الطرح الذي جاء به علواش، وطلبوا أن يستمر عرض الفيلم على مدار السنة، لكي ينشر الوعي العصري حول مسألة الدين في وسط الشباب، بل راح البعض إلى المطالبة بوضع الفيلم تحت تصرف وزارة التربية الوطنية، ليبث في المؤسسات التربوية، وقال المخرج أنه سيمنح الفيلم مجانا للقنوات التلفزيونية الجزائرية إذا أرادت عرضه للجمهور.
وأوضح علواش أن فكرة الفيلم راودته بعد مشاهدته لفيديو في شبكة التواصل الإجتماعي يوتيوب، وفيه شيخ سعودي يصف حور العين في الجنة بالتفصيل، فراودته فكرة النزول للشارع والتعرف على رأي الجزائريين في الموضوع و مفهوم الجنة بالنسبة إليهم وغيرها من الأسئلة التي طرحها علواش عن طريق صحفية اسمها «نجمة»، وأضاف علواش أنه عمل عكس وجهة نظره حول ما يحدث في المجتمع بسبب الفتاوى والفيديوهات التي تسوق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لذا كان المونتاج وفق هذه الوجهة التي كانت أيضا وراء إنتقاء اللقاءات التي أجرتها الصحفية نجمة مع العديد من الشخصيات والمواطنين، بما يخدم الهدف من الفيلم الوثائقي.
وقد تباينت تصريحات المشاركين في الفيلم حول مفهوم الجنة وحول حور العين وما يقال عن أن العديد من الأشخاص يدفعون بأنفسهم إلى الموت من أجل الظفر بهن في الآخرة مثل الذين يفجرون أنفسهم في عمليات إرهابية، و الذين يتشددون في نشر أفكار دينية ربما تكون غير واردة في الدين من أجل ذات الهدف وغيرها من الممارسات التي تدمر المجتمعات العربية، من أجل الفوز بحور العين في الجنة.
وفي النهاية قال المخرج مرزاق علواش أنه بعد مشاهدته الفيلم الذي يعرض لأول مرة، اكتشف أنه قام بالدفاع عن المرأة الجزائرية من خلال إبراز معاناتها ونضالها ضد الأفكار المنتشرة بقوة حاليا في المجتمع.
هوارية ب