بحيرة دودة العلق بأولاد حدو تتحول إلى مشفى صيفي
تحولت بحيرة أولاد حدو ببلدية مصدق في ولاية الشلف، إلى فضاء لعلاج الدوالي وبعض الأمراض المستعصية عن طريق دودة العلق التي باتت علاجا طبيعيا بديلا عن العلاج الكيميائي، حسب مرضى التقت بهم النصر في هذا المكان .
لقد وجد الكثير من المصابين بالدوالي الراحة و ربما الشفاء في المكان المسمى « قلمام أولاد حدو« الذي تتكاثر فيه دودة العلق في فصل الصيف، حيث يغطس المصاب رجليه في بركة الماء و الطين، ليعلق به هذا النوع من الديدان المائل لونه للأسود الرمادي و يتولى امتصاص الدماء الفاسدة بأنياب مجهرية في المقدمة و المؤخرة، و يستشعر المصاب حركاتها المتثاقلة إلى غاية أن تستقر في المكان المناسب.
يقول الحاج المختار، 66 سنة، من بلدية أولاد بن عبد القادر، بأن هذا المكان يتردد إليه كل صائفة لعلاج الدوالي التي يعاني منها منذ ثلاثة عقود ،مشيرا إلى أن معدل شفط الدماء يصل إلى ساعة، حيث يحس بتجديد الطاقة كما لو أنه خضع للحجامة، بفعل الخدوش البسيطة التي تحدثها دودة العلق في الأوعية الدموية.
و أضاف الشاب سفيان، ابن المنطقة، بأن العلاج بالعلق مفيد لأمراض الجيوب الأنفية، و فعال في توسيع الأوعية الدموية ، و محاربة الصداع النصفي، وفق المرضى ورواد بركة» القلمام « الذي تحول إلى فضاء لعلاج الدوالي و أمراض الروماتيزم والتهاب و آلام المفاصل والصداع النصفي أي الشقيقة والأمراض الجلدية ومنها الصدفية، و مشاكل الدورة الدموية.
وفي ظل غياب التوجيه و الرعاية من قبل المشرفين على قطاع الصحة، كما قال المتحدث، يعتقد البعض أن دودة العليق تعالج الأمراض، على غرار ضغط الدم والتوتر، و بما أن للبركة المائية «القلمام بأولاد حدو « هذا الصيت الكبير، من المفروض أن تتولى الجهات الوصية، تأطير العملية ومراقبة وتحليل المياه، لأنها عبارة عن بركة راكدة ما يستوجب تدخل الوصاية حتى لا يتحول العلاج إلى ظهور عديد من الأمراض المستعصية .
يتردد المصابون بالدوالي على البركة بين العاشرة صباحا إلى غاية الرابعة مساء ، وهي الفترة التي تشهد ارتفاعا لدرجة الحرارة التي تتجاوز حدود 45 درجة مئوية، وهو معدل كاف لتكاثر ونمو العلق ،إذ يبلغ تمدد بعضها إلى 15 سم، فتشعرك في اللحظات الأولى بالخوف، نظرا لكثرة تعلقها بالأطراف السفلى من الجسم .
تتردد النساء كثيرا في وضع أرجلهن إلا بمساعدة أحد من أفراد عائلتها تحت وقع الصراخ و العويل، إلى أن يستقر وضعهن و يتعايشن مع هذا الكائن الحي الذي أثبتت الدراسات و الأبحاث أهميته العلاجية المتمثلة في الإفرازات التي يضخها في جسم الإنسان من بينها المركبات الكيمياوية «فاستلاتور « لتوسيع الاوعية ، ومادة «هيردين « المانعة لتجلط الدم، أنزيم «هيلوروندسي« الذي يعمل على زيادة نفاذية الجلد، وتمتص الدودة ما بين 3 إلى 6 غرامات من الدم، أي خمس مرات أكثر من وزنها.
وقد أثبتت التجارب الطبية الحديثة أن هذه الدودة تفرز أيضا أنزيمات تمنع تخثر الدم وأخرى مسكنة للآلام وثالثة مضادة للاكتئاب وللبكتيريا والأكسدة، مما يجعل المريض يشعر بالراحة .
ويحظر على بعض المرضى التداوي بهذا النوع من الديدان، وهم مرضى فقر الدم المزمن والنساء الحوامل و المرضعات ومرضى السكري الذين لا يعالجون بشكل منتظم، كما يحظر التداوي بالعلق قبل العمليات الجراحية. هشام. ج