في جعبتي مشاريع أفلام محلية و أخرى مشتركة مع أمريكيين
في جعبة المخرج والإعلامي عبد الباقي صلاي، العائد هذا الصيف من أمريكا إلى الجزائر، لإنجاز بعض الأعمال العالقة من جهة، و لقضاء عطلة الصيف رفقة العائلة من جهة أخرى، مشاريع سينمائية يعكف على إنتاجها حاليا، في مقدمتها ثلاثة أفلام ينتظر أن ترى النور قريبا، أولها سيتم عرضه ليلة أول نوفمبر بمدينة بومرداس، احتفاء بعيد الثورة، حسبما كشف عنه المخرج للنصر.
الأعمال الفنية الجاري العمل عليها حاليا، مثلما يؤكد ابن القرارم قوقة بولاية ميلة، على مراحل، كل مرحلة لها خصائصها وإجراءاتها، تتضمن مشروع الفيلم الوثائقي السالف الذكر، و يتناول ما يعرف بحكومة «الصخر الأسود» ببومرداس بقيادة عبد الرحمن فارس، التي تولت مهمة الإشراف على المرحلة الانتقالية التي سبقت استقلال الجزائر، بداية من تاريخ توقيف القتال في 19 مارس إلى غاية 26 سبتمبر 1962 ، متجاوزة الأسباب داخلية و الصعوبات و معترضة التاريخ الذي حدد لها وهو 5 جويلية، من بين هذه المشاكل منظمة الجيش السري «أواس» (oas). علما بأن الفيلم وغن كان وثائقيا، فإنه يتيح فرصة مواتية لولاية بومرداس التي احتضن مسؤولوها هذا المشروع، لإبراز الدور التاريخي الثقافي وا لديني للولاية و وجهها الطبيعي السياحي. المشروع الثاني عبارة عن دراما تتناول محاولات الأقدام السوداء الذين فروا من الجزائر، لاسترجاع « أملاكهم» التي تركوها في البلاد، وهي قضية لم يتم تناولها سينمائيا من قبل، وقد كتبت سيناريو هذا المشروع الكاتبة وريدة كلوش التي تعكف حاليا على كتابة سيناريو فيلم آخر يركز على رمز الجهاد بالجزائر الأمير عبد القادر، وينتظر أن يرى النور بدوره قريبا. أما المشروع الثالث، فهو فيلم أريد له أن يجمع بين أمريكا والجزائر، وأن يدعم جسور ونقاط التلاقي بينهما، من خلال التعاون المشترك مع ممثلين أمريكيين من هوليود والمنتج و المخرج « باث « .
موضوع الفيلم المشترك هو قصة بوليسية تحقيقية تدور وقائعها بين الجزائر، فرنسا ونيويورك بالولايات المتحدة و تتناول شخصية جزائرية مبتكرة تهتم كثيرا بالخيال العلمي، رفض محدثنا تقديم تفاصيل أكثر حولها، تاركا ذلك ليوم العرض الأول، بهدف الرفع من درجة التشويق عند الجمهور، مشيرا في نفس السياق، إلى الروابط التاريخية التي تجمع بين أمريكا والجزائر، من بينها أن الجزائر هي أول بلد اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية، و أول من هاجر لأمريكا المستقلة من شمال افريقيا هو جزائري اسمه سليم، حسبه . في مقارنة بسيطة حول ما يميز الفعل السينمائي بين الجزائر و أمريكا ، قال صلاي الذي يعيش حاليا بين أريزونا ولوس أنجلس الأمريكيتين، أن العمل السينمائي بأمريكا عمل ليبرالي بحت والسينما صناعة لها معاييرها الخاصةن ليس فيها تمويل حكومي الشباك وقاعة العرض وحدهما من يحدد معيار النجاح أو الفشل، والكفاءة تنال الاحترام والتقدير، اذن لا مجال للمحاباة والذهنية الأمريكية لا يهمها مكان تصوير الفيلم ولا جنسية أو لون بشرة الممثل أو المنتج والمخرج، بقدر ما يهمها سقف الإيرادات المالية التي يحققها العمل، فالبحث عن الفائدة غاية وهدف. وكمثال على ذلكن فيلم «الرسالة» لمصطفى العقاد الذي أنتج النسختين الانجليزية والعربية في نفس الوقت، إلا أنه لم يغامر بتقديم العرض الأول للفيلم بأمريكا، بل في الدول العربية، بما سمح له بتحقيق إيرادات أكبر .
في ظل المنافسة الشرسة، يقول محدثنا، فإن المنتج الأمريكي، قبل أن يعرض فيلمه، تجده يدرس السوق جيدا، بداية من البلد الذي يصور وينتج فيه الفيلم الذي لا يشترط ضرائب وتكاليف كبيرة،وصولا إلى الفئة المستهدفة للمشاهدة التي تتعرض لتشويق كبير، يجعلها مستعدة للدفع من أجل مشاهدة العمل، أما في الجزائر فمجال النشاط السينمائي لا يزال محدودا ، ويعتمد بالدرجة الأولى على التمويل الحكومي الذي يفترض أن يطلب من المستفيد من الدعم تقديم الحساب.
الجزائر تعاني في الوقت الحاضر، حسب صاحب فيلم « إمام الأمة عبد الحميد بن باديس «، نقصا في عدد الممثلين والموجود منهم قد لا يصلح لأداء دور أو تقمص شخصية معينة ، و إن كان التمثيل أو كتابة السيناريو يعتبر موهبة، فن، أداء وعلم قائم، إلا أننا نجد أشخاصا معينين يتطاولون ويصفون أنفسهم بأنهم ممثلين أو كتاب، وهم بعيدون كل البعد عن هذا الاختصاص. ابراهيم شليغم