جمعية "خطوة فالخير" تنظم أول حفل زفاف لمقيم بدار المسنين بجيجل
شهدت أول أمس، دار الأشخاص المسنين بالعوانة غرب ولاية جيجل، أجواء من الفرحة و البهجة صنعها حفل عقد قران عمي شريف نزيل في الدار على شريكة أم السعد، المبادرة من تنظيم جمعية خطوة في الخير بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي، و قد شهد حفل الزواج حضور العشرات من المواطنين رفقة السلطات الولائية يترأسهم الأمين العام للولاية.
أعمار الزوجين تتراوح بين44 و 56سنة، وهما من المقيمين في الدار رفقة مسنين و كهول آخرين، شاركوهما فرحة العمر في حف حضره قرابة 400 شخص، ثمنوا المبادرة التي تعد حسب مسؤولين في الدار خطوة هامة لإدماج المقيمين و زرع بصيص الأمل في أنفسهم، بدورها قالت رئيسة جمعية “ خطوة فالخير”، بأن الفكرة ولدت خلال زيارة تفقدية للدار برمجة تزامنا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف العام الماضي، حيث ذكر عمي شريف،على هامش جلسة سمر مع أعضاء الجمعية بأنه يرغب في الزواج و بناء حياة مستقرة، و قص عليهم جزء من حياته، و أخبرهم بأنه كان يعيش حياة طبيعة بمسقط رأسه بولاية المدية، أين كان يعمل و كان مرتبطا بفتاة، لكن مجريات حياته تغيرت بعد وفاة والديه و من ثم تعرضه لحادث سبب له إعاقة في رجله، ليجد نفسه مطرودا من منزل العائلة ما اضطره للإقامة في دار المسنين بالمدية، و نظرا لوجود إصلاحات بالمؤسسة، تم توجيهه إلى جيجل. و قالت المتحدثة، بأن المشروع تبلور بعد موافقة السيدة أم السعد، المنحدرة من ولاية البويرة، على الزواج منه، حيث تمت الخطوبة شهر ماي المنقضي، أما فيما يخص ترتيبات العرس، فقد ذكرت بأن أحد المحسنين تبرع بمنزل لمدة خمسة سنوات، لإقامة العروسين بمنطقة تاسوست، كما أن السلطات وعدت بتقديم سكن اجتماعي بعد مدة، مضيفة بأن عمي شريف بصدد إتمام ملف تقاعده وهو الأمر الذي شجع الجمعية على الالتزام بالتكفل بمصاريف حياة الزوجين خلال الثلاث سنوات المقبلة، إلى غاية استلام العريس لمنحته، وفيما يخص مهر العروسة قالت المتحدثة، بأنه حدد بمليون سنتيم و مصحف، وقد تكفل به عمال الدار، أما تكاليف العرس فوفرتها الجمعية التي بادرت مند مدة في جمع المستلزمات الضرورية لإقامة وليمة، و تجهيز المنزل، بالمقابل وعد أحد الأطباء الخواص بإجراء عملية جراحية مجانية لتصحيح الخطأ الطبي الذي سبب الإعاقة للعريس. حفل الزفاف نظم بطريقة جيدة لم تغفل أية عادة من عادات الجيجليين، حيث استقبل العروسان على أنغام “الطبول و الغايطة الجيجلية”، كما تعالت زغاريد النسوة، و رقص الحاضرون مطولا فرحا بالزوجين، من جهته عبر عمي شريف، عن سعادته بتحقق حلمه، شاكرا الجمعية على المساعدة التي قدمتها له و متمنيا السعادة لباقي نزلاء الدار ممن هم بحاجة فعلية لتكفل المحسنين و مبادرات الجمعيات الخيرية.
أما مسؤولو مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية، فأكدوا على هامش الحفل، نيتهم في مواصلة العمل من أجل مساعدة الفئات المحرومة و دعم مثل هذه المبادرات، و المشاركة فيا قدر الإمكان فيما أشارت رئيسة الجمعية معلنين عن مبادرة ثانية قريبة لتزويج عريس آخر من دار المسنين.
كـ/ طويل