أزمة عطش ترفع أسعار الصهاريج لأزيد من 3 آلاف دينار بالبرج
نغصت الندرة الحادة في المياه، على العائلات البرايجية فرحة عيد الأضحى، بعدما صار همهم الوحيد منصبا حول كيفية الحصول على دلو أو صهريج مياه لتدبر أمورهم المنزلية، بعدما جفت الحنفيات بأغلب الأحياء السكنية بمدينة البرج، و عبر عديد البلديات، خصوصا بالمناطق العالية، و قاطني الطوابق العلوية بالعمارات.
و حتمت الندرة على أرباب الأسر، البحث عن أصحاب الجرارات، و الشاحنات المزودة بصهاريج، و الاكتواء بمبالغ فاقت 3 آلاف دينار للصهريج الواحد، فيما قام عشرات السكان ببلدية الحمادية بنزع عداداتهم، و أرجعوها لوحدة الجزائرية للمياه المتواجدة ببلديتهم.
و عبرت عشرات العائلات عن استيائها الشديد من الندرة الحادة في المياه، التي زادت حدتها خلال أيام العيد، تزامنا مع تنوع استعمال هذه المادة الأساسية في الشرب، و الغسل، و تنظيف الأضاحي، مشيرين إلى أن المياه لم تزر حنفياتهم منذ أيام و حتى قبل عيد الأضحى، رغم وعود المديرية الوصية بضبط برنامج لتزويد السكان بهذه المادة الضرورية، مطالبين المديرية بتحمل مسؤولياتها كاملة. و دفع هذا الوضع بالمشتكين إلى البحث عن مصادر أخرى للمياه، من خلال التنقل إلى منابع الخواص و المنابع العمومية التي شهدت طوابير لملء الدلاء، فيما وجد المواطنون بعاصمة الولاية صعوبة كبيرة في العثور على أصحاب صهاريج المياه، لزيادة الطلب عليهم و التهافت المتزايد عليهم طيلة الأيام الأخيرة و كذا لنقص مصادر التمون بالمياه، ما استغله أصحاب هذا النشاط بالزيادة في سعر الصهريج الواحد بسعة 03 ألاف لتر إلى 3 ألاف دينار، في سابقة تعد الأولى من نوعها أمام الارتفاع الجنوني في الأسعار. و قد عانت عديد البلديات من نفس المشكل، حيث احتج عشرات السكان ببلدية الحمادية بنزع عداداتهم و قاموا بإرجاعها لمصالح مديرية الجزائرية للمياه على مستوى الشباك المتواجد ببلديتهم، احتجاجا على التذبذب الحاصل في توزيع المياه و انقطاعها عن حنفياتهم لفترات تقارب العشرة أيام .
و عبر المحتجون عن استيائهم من النقص المسجل في توزيع المياه و تباعد فترات تموين منازلهم بهذه المادة الضرورية لفترات تصل لأسبوعين، الأمر الذي زاد من متاعبهم و دفعهم إلى الاكتواء بتكاليف إضافية لشراء مياه الصهاريج، و تكبد معاناة جلب المياه من الآبار التابعة للخواص. و في ردها على هذه الانشغالات أكدت المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية الجزائرية للمياه، على أن النقص المسجل في مصادر التموين بهذه المادة الأساسية، انعكس بالسلب على برنامج التوزيع، ما استوجب تسيير الكميات المحدودة من المياه عبر مختلف البلديات المتعاقدة معها بالإضافة إلى البلديات الأخرى التي كلفت المديرية بتزويدها بمياه الصهاريج.
وأشارت إلى أن الإشكال يعود لجفاف وتدني منسوب مياه الآبار، مستدلة بتراجع منسوب مياه المنابع المتواجدة ببلدية برج لغدير من 9 آلاف متر مكعب إلى ألفي متر مكعب، ما أثر بشكل كبير على عمليات توزيع المياه بعاصمة الولاية، فضلا عن تراجع حصة الولاية من سد عين زادة مقارنة بالسنوات الفارطة، رغم تدعيم حصة الولاية إلى 27 ألف متر مكعب يوميا خلال الأشهر الفارطة، بعدما كانت لا تفوق 20 ألف متر مكعب، و ذلك بعد إضافة حصتين الأولى بـ 5 آلاف متر مكعب، و الثانية بألفي متر مكعب، في إطار التدابير المتخذة للسيطرة على أزمة شح المياه الجوفية التي تراجع منسوبها بشكل كبير، خاصة بعد جفاف الآبار، و نقص منسوب مياه الآبار المتواجدة ببلدية برج الغدير التي كان يعول عليها لتموين عديد البلديات، على غرار جفاف نقب أم قريان الذي كان يمون عاصمة الولاية و البلديات المجاورة بحوالي 9 آلاف متر مكعب يوميا، بالإضافة إلى جفاف أزيد من 34 بئرا، و تراجع منسوب المياه بحوالي 76 بئرا عبر بلديات الولاية.
كما أشارت إلى صعوبة إرضاء كافة المواطنين، في ظل النقص الكبير المسجل في منسوب مياه الآبار، مستدلة بجفاف 5 آبار ببلدية الحمادية، ما تطلب تزويد الخزانات بمياه الصهاريج، فضلا عن تكليف مديرية الجزائرية للمياه بتزويد سكان بلديات أخرى لا تقع تحت وصايتها في اطار التدابير المتخذة للحد من أزمة العطش، حيث تدعمت حظيرتها خلال فصل الصيف بـ 12 شاحنة مزودة بالصهاريج لإنجاح المخطط، وهو ما زاد من استنزاف كميات المياه المتحصل عليها، وقلل من حصص السكان أمام حتمية تسيير الكميات المتوفرة على قلتها، و توزيعها على جميع البلديات و الأحياء السكنية.
ع/بوعبدالله