المنافسة تشتد بين قرى تيزي وزو لاعتلاء عرش النظافة
تشتد المنافسة هذه الأيام بين قرى تيزي وزو التي أعلنت استعدادها للمشاركة في الطبعة الخامسة من مسابقة عيسات رابح لأنظف قرية بالمنطقة التي ينظمها المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو منذ سنة 2007 ، من أجل اعتلاء عرش النظافة و الظفر بالجائزة الأولى في هذه المسابقة الإيكولوجية و من المنتظر أن يتم الإعلان عن اسم القرية الفائزة خلال حفل ينظم يوم 13 أكتوبر المقبل بدار الثقافة مولود معمري.
هذه المسابقة شجعت سكان القرى على المواظبة على تنظيف محيطهم، لأن الأغلفة المالية التي تمنح للقرية الفائزة ستمكنها من تحسين وضعيتها و مستوى معيشة سكانها لدى استغلالها في تجسيد مشاريع تنموية، و يمكن للزائر أن يلاحظ منذ الإعلان عن تنظيم الطبعة الخامسة من المسابقة، التحضيرات و الحماس للمشاركة، حيث يعتبر السكان نظافة المحيط من بين انشغالاتهم الرئيسية و يبدون حرصهم الشديد على أن تكون قريتهم هي الأجمل و الأنظف ، و يعمل الجميع جنبا إلى جنب، صغيرا و كبيرا، من أجل إخراجها من العزلة إلى التنمية والارتقاء بها اجتماعيا و اقتصاديا و حتى سياحيا.و يلاحظ زائر قرى تيزي وزو ،على غرار ثغيلت محمود بدائرة معاتقة، و لغروس بمقلع، و غيرهما من القرى التي أعلنت مشاركتها في مسابقة عيسات رابح، أن لا أثر للأوساخ أو القمامة مهما كانت طبيعتها على الأرض، مع العلم أن قرى جرجرة التي يسيرها نظام «ثاجماعث» الذي يحترمه الجميع و يطبقه ، ساهم في نشر ثقافة النظافة و منع التلوث، فالسكان لا ينتظرون أية مناسبة أو مقابل مادي لرفع القمامة و تنظيف المحيط و يعتبرون ذلك تقليدا متوارثا بين الأجيال منذ عقود من الزمن و لا يدخرون أي جهد لحماية البيئة و محاربة التلوث.
لقد تعودوا منذ سنوات طويلة و إلى غاية اليوم، على تنظيم حملات تنظيف تطوعية في عطل نهاية الأسبوع و تشمل كل شبر من القرى ، و شجعت مسابقة عيسات رابح لأنظف قرية، السكان أكثر على إعطاء وجه جمالي لمسقط رؤوسهم، حيث تضاعف نشاطهم سعيا منهم لنيل اللقب و جعل مداشرهم قبلة للسياح، خاصة تلك الكائنة بالمناطق الجبلية، حيث تتوفر على كل مقومات الجمال من طبيعة خلابة و هواء نقي و مناخ صحي.
و يحرص السكان على الاعتماد على سواعدهم في العديد من المشاريع ذات المنفعة العامة، دون انتظار أوامر أو تعليمات من أحد ، على غرار تهيئة الطرقات و مد القرى بالمياه الصالحة للشرب و بناء المساجد و غيرها من المرافق الضرورية، و يقوم هؤلاء خلال مسابقة أنظف قرية بإضافة بعض الروتوشات و أشغال تزيين طفيفة، لتصبح قراهم أكثر جمالا و بهاء مثل تهيئة المساحات الخضراء و استحداث أماكن اللعب للأطفال الصغار، كما يقومون بطلاء واجهات القرى و جدران المنازل الطينية و غرس مختلف الورود على امتداد الطريق المؤدية إليها، مع تهيئة الينابيع المائية، كما يحرصون على وضع حاويات مخصصة لفرز النفايات المنزلية و غيرها، حتى لا تتحول القرى إلى مفارغ عشوائية.
وفقا للقانون المسير للمسابقة التي تم استحداثها سنة 2007 من طرف المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو و التي تحمل اسم رئيس المجلس السابق الذي اغتالته أيادي الغدر سنة 2006 بعين الزاوية ، فإنها تعتمد في سلم تنقيطها للقرى المشاركة على مدى نظافة و صيانة الطريق العام و الأزقة و «ثاجماعث» الموجودة عند مدخل كل قرية و نظافة المقابر و أماكن العبادة و المعالم التاريخية و النصب المحلية و الأسواق و مدى تهيئة ينابيع المياه و إنشاء المساحات الخضراء و الساحات العمومية و كذا تسيير النفايات في كل قرية.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة الصحة و النظافة و حماية المحيط للمجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، المشرفة على المسابقة، تقوم بزيارات مفاجئة للقرى المشاركة، رفقة ممثلين عن المديرية المحلية للبيئة، للوقوف على مدى احترام السكان لشروط هذه المسابقة.
و يذكر أن جائزة الطبعة الرابعة لأنظف قرية عادت لقرية بومسعود، مسقط رأس الفنان الراحل شريف خدام.
سامية إخليف