مختصون يدعون إلى قراءة التاريخ بأدوات أكادنمية صارمة
اختتم أمس ملتقى وطني حول الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19 سبتمبر 1958، الذي نظمته جمعية الوفاء و التواصل، المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء و المركز الثقافي الإسلامي أحمد حماني، حيث جرت فعاليات الملتقى، و استمر النقاش حول دواعي تأسيس هذه الحكومة و دورها في استرجاع السيادة طيلة يومين متتالين من قبل أساتذة من مختلف جامعات الوطن.و قد دعا المشاركون في الملتقى إلى ضرورة تحسيس الباحثين بأهمية إصدار مؤلفات تتحدث عن ظروف تأسيس الحكومة المؤقتة، وبذل مزيد من الجهد لتلقينها إلى الأجيال الحالية و المستقبلية، من أجل الحفاظ على الذاكرة الوطنية و حمايتها من محاولات الطمس و التشويه، كما أشار المتدخلون إلى ضرورة إعادة قراءة الأحداث بأدوات أكاديمية صارمة، الأمر الذي من شأنه أن ينير و يوضح نقاط عديدة في تاريخ الجزائر، مما سيسمح بتوضيح الجوانب الإيجابية منه، و يناقش النقاط السلبية بالشكل الذي يسمح للجزائريين أن يستلهموا منها الدروس و العبر.و طالب بعض المتدخلين إلى جعل يوم 19 سبتمبر عيدا وطنيا، تجتمع فيه الحكومة الجزائرية، تخليدا لذكرى عزيزة على قلوب الجزائريين، و قدوة للساسة الحاليين لاستيعاب معاني الكفاح السياسي من أجل الوطن.
وقد عرج المتدخلون خلال الملتقى الأول من نوعه بالولاية، إلى الحديث عن الهدف من تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية يوم 19 سبتمبر 1958، و الدخول في مفاوضات مع المستعمر الفرنسي من أجل استعادة السيادة الوطنية، وحصول الجزائر على استقلالها التام، وبعد أن حققت الثورة التحريرية انتصارات عسكرية و دبلوماسية، قررت قيادتها تأسيس حكومة مؤقتة تكون الطرف الأساسي في المفاوضات مع المستدمر الفرنسي بشأن استعادة السيادة الوطنية وحصول الجزائر على استقلالها. وذكر الحاضرون بأن الحكومة المؤقتة والوفد الجزائري المفاوض، قد تمسكوا طيلة سنوات المفاوضات مع المستعمر الفرنسي، بمبدأ الوحدة الترابية وعدم التفريط في أي شبر من التراب الوطني، و بأن مبدأ تأسيس الحكومة المؤقتة كان يرتكز على ضرورة الحفاظ على مصالح الشعب والقضية الجزائرية واحترام سيادة الدول خاصة دول الجوار والحياد في الصراع الذي كان قائما بين المعسكرين الشرقي والغربي في تلك الفترة، الأمر الذي ساهم، حسب الأساتذة المتدخلين، في إجهاض فكرة الاستعمار وكسب تأييد الدول العالمية للقضية الجزائرية و إحباط مؤامرات أعداء الثورة في الداخل.
كـ. طويل