«هــدى و العــاصفــة».. تجليــات الوطـن و مشهديـة المجتمــع بعـد العاصفـــة
سيشارك القاص شريف روان من وهران في الطبعة 22 للصالون الدولي للكتاب الذي ستنطلق فعالياته يوم 25 من الشهر الجاري إلى غاية 5 نوفمبر المقبل، بمجموعته القصصية التي تعد باكورة مؤلفاته و هي بعنوان «هدى والعاصفة»، و قد تم إصدارها مؤخرا من طرف دار المعتز الأردنية .
أوضح القاص في لقائه بالنصر، بأن «هدى والعاصفة» سيكون حاضرا في الطبعة 22 للصالون الدولي للكتاب بالجزائر، ضمن منشورات «دار المعتز» الأردنية التي سيكون لها جناح في الصالون، و نظرا لصيغة التعاقد بين روان و هذه الدار تم نشر كتابه، دون أن يدفع مبلغا ماليا للناشر و اكتفى بالحصول على 100 نسخة و التنازل عن الحقوق الأخرى.
حدث ذلك بعد انتظار دام 17 سنة للفرصة المناسبة، فمنذ سنة 2000 جمع روان شريف قصاصات بوحه الذي سبق له و أن نشره عبر صفحات عدة جرائد باللغة العربية، و بادر لطبعها في مؤلف، لكنه اصطدم بمشكل الناشرين الذين يطلبون مبالغ مالية من الكاتب ولا يحرصون على توزيع المؤلف.
و قد أتاحت له «دار المعتز» الأردنية التي طبعت المجموعة القصصية، الفرصة للمشاركة في المعرض الدولي للكتاب في الدوحة، ثم معرض الرياض و بعدها القاهرة و عمان، لتكون الجزائر خامس محطة لها عبر الصالونات الدولية للكتاب.
قال محدثنا أن «هدى والعاصفة» هي أصدق قصة ضمن المجموعة، و قد فضل أن تكون عنوانا للكتاب، مشيرا إلى أن هدى هي الوطن، الذي كان يواجه عاصفة التحولات المجتمعية و اندثار بعض القيم، و قد جسدها من خلال قصة واقعية.
و أغلب نصوص المجموعة القصصية تحاكي الوطن والتحولات التي قلبت موازين المجتمع، حيث قال روان شريف أن نص «الوجه الآخر للمدينة» مثلا، يصور وضعية التحولات المجتمعية التي أحدثها انتقال الجزائر من الاشتراكية إلى اقتصاد السوق و الانفتاح، بينما تؤرخ «عصافير الشفق» لأحداث 5 أكتوبر 1988 و ترمز العصافير للضحايا الذين سقطوا حينها، لكنهم لم يكونوا آخر الضحايا من أجل الديمقراطية، بعدما تبعتها أحداث العشرية السوداء التي تناولها في «المفترق».
مشاهد مجتمعية مختلفة تركت بصمتها في نفسية القاص ، فحولها إلى نصوص قصصية للبوح ومحاكاة الوضع، مثل نص «السراب « الذي يروي قصة «حراقة» في الثمانينات، حين كانت الهجرة غير الشرعية تتم برا عن طريق الحدود مع المغرب، وصولا إلى سبتة و مليلية، ومن هناك أيضا كان «الحراقة» يعودون في تابوت الموت، من بينهم شاب من وهران في ربيعه 17 و كان موته وعودته في تابوت إلى وطنه حدثا أثارته الجرائد حينها، وتأثر به الجميع منهم روان شريف الذي روى الواقع من زاوية السراب الذي أدى إلى موت الشاب، للأسف لا يزال ذات السراب يودي بحياة شباب آخرين إلى غاية اليوم.
مشهد آخر في «الإعتراف الأخير» مزج فيه الكاتب بين الرومانسية والواقعية، ويحكي قصة شاب يعشق فتاة و لم يستطع البوح بمشاعره لها، وجاءت ظاهرة كسوف الشمس سنة 1999 والتي رافقها تهويل إعلامي كبير، وكأنها نهاية العالم، فأراد الشاب اغتنام تلك الوضعية للبوح لحبيبته، لكنها طلبت منه تأجيل كلامه لما بعد الكسوف، حتى لا تفوت لحظات الظاهرة الكونية التي لا تتكرر إلا بعد سنوات، بينما تراجع العاشق عن البوح عندما اطمأن بعد الكسوف بأنها ليست نهاية العالم.
جدير بالذكر بأن روان الذي شارك في مسابقات أدبية و توج بعدة جوائز، آخرها الجائزة الثانية في مهرجان «همسة» الأدبي بمصر في العام الماضي، سينشر قريبا مجموعة شعرية و رواية، و قد انتهى مؤخرا من كتابة نص مسرحي بعنوان «المنسي».
هوارية ب