نحـو وضـع إستـراتيـجيـة وطـنية لمكــافحة المخــدرات
كشف المدير العام للديوان الوطني للمخدرات و إدمانها محمد بن حلة، أول أمس الخميس عن مشروع إعداد إستراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات للفترة الممتدة من 2018 إلى 2022 ، ترتكز على الوقاية و التحسيس حول مخاطر المخدرات والعلاج وتقليص العرض و الطلب على المخدرات، سيما بعد أن كشفت نتائج دراسات وتحقيقات سابقة عن أرقام مرعبة حجم انتشار الإدمان سيما في الوسط المدرسي.
وفي تصريح للصحافة على هامش لقاء حول أهمية استغلال نتائج الدراسة الميدانية حول المخدرات في الوسط المدرسي التي تم الإعلان عن نتائجها في أكتوبر 2016 ضمن محاور هذه الإستراتيجية، أوضح بن حلة أن هذه «العملية تجري بمساهمة ممثلين عن الدوائر الوزارية ومختلف القطاعات المعنية قصد إشراك أكبر عدد من الفاعلين والخبراء في الصياغة والتنفيذ»، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى ضمان رعاية صحية للأشخاص الذين يعانون من تبعية للمخدرات بصفة عامة مع السهر على تخفيض انتشار نسبة الاستهلاك والعمل على التقليص من الأخطار الاجتماعية والأضرار الصحية الناجمة عن الإدمان.
وأشار المتحدث إلى أنه سيتم الاعتماد في إعداد مشروع الإستراتيجية، على عدة معطيات من بينها نتائج الدراسة الميدانية حول حجم انتشار المخدرات في الوسط المدرسي بغية ضمان الوقاية لشريحة المتمدرسين من هذه الآفة، معلنا بذات المناسبة عن مشروع إطلاق دراسة ميدانية مماثلة في الوسط الجامعي ابتداء من شهر جانفي المقبل (2018 ).
للإشارة، فإن الدراسة الميدانية حول المخدرات في الوسط المدرسي (التعليم المتوسط والثانوي) كانت قد أنجزت من قبل المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية في أفريل 2016 على شكل استبيان يتكون من 119 سؤال.
وكشفت نتائج هذه الدراسة بأن نسبة تعاطي المخدرات في الوسط المدرسي سجلت في السنوات الأخيرة ارتفاعا قياسيا، مبينة بأن أن حوالي 54 ألف تلميذ من العينة التي شملتها الدراسة يتعاطون المخدرات.
وذات النتائج التي مست 426 متوسطة وثانوية على المستوى الوطني باستثناء ولايتي إليزي و تيندوف، أن من بين ما يزيد عن 2 مليون تلميذ معني بالاستبيان، تم إحصاء 54 ألف تلميذ في الجزائر يستهلكون الحشيش و ما نسبته 8,5 يتعاطون الشيشة 1,95 يتناولون الكحول و 1,97 يتناولون المهلوسات، ونسبة 0,42 يتعاطون الكوكايين، و0,33 مدمنين على الهيروين.
وفي ظل هذه الأرقام المرعبة التي هون، من حجمها مقارنة بما كان متوقعا قبل إجراء التحقيق دعا المدير العام للمركز الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها إلى تعاون كل القطاعات من أجل وضع إستراتيجية وطنية تحمي وتطهر الوسط المدرسي من المخدرات.
وكانت تقارير أمنية سابقة حذرت من أن الثانويات أضحت ميدانا خصبا لجماعات الترويج، حيث يقوم رؤساء العصابات باستدراج تلاميذ المدارس وتكون البداية باستدراج مراهقين محدودي الدخل إلى عالم الإدمان، إذ يزودونهم بأقراص مهلوسة مجانا، ثم يرتبطون بهم على المدى الطويل، ويصبحون همزة وصل بين المصدر الرئيسي وبين فئة التلاميذ المستهدفة داخل حرم المؤسسات وفي محيطها الخارجي القريب.
ويعتمد بارونات الحبوب المهلوسة على وسطاء غالبا ما يكونون مراهقين وشبابا لا تزيد أعمارهم على 22 سنة، يزودهم الممونون الرئيسيون بدراجات، فيقوم هؤلاء بالطواف اليومي حول المؤسسات التربوية، حيث يلتقون بتلاميذ معينين يقومون باستلام علب تحتوي على صفائح مهلوسات، فيقومون ببيعها وسط زملائهم مقابل منحهم هوامش ‹›ربح›› .
ونظرا للثمن الباهظ لهذه السموم، وإدمان الكثير من التلاميذ عليها، أصبح الكثير من التلاميذ، خصوصا في الأحياء الراقية وبعض الثانويات الكبيرة على غرار العاصمة، مدمنين عليها بسبب قدرتهم المالية على اقتنائها.
ع.أسابع