النقش على الخشب يستعيد مكانته الرائدة في البيوت الجزائرية
استعاد الفن الأندلسي الإسلامي، مكانته الرائدة من جديد بالبيوت و المرافق الثقافية الجزائرية، حسب الحرفي بن قرطبي المتخصص في النقش على الخشب، و الحائز على الجائزة الأولى بالمهرجان الدولي للصناعات التقليدية.
و أكد محدثنا، تزايد الطلب على الديكور الإسلامي «الموريسكي» بشكل، أعجزهم على تلبية طلبات الزبائن من خواص ومرافق ثقافية و إسلامية و إدارية، مضيفا بأن النقش و الحفر على الخشب لا زال يحتل مكانة رائدة في مختلف المناطق الجزائرية، لما توفره هذه الحرفة من جمال على العمارة و الديكور الداخلي و الخارجي، و مساهمتها في إبراز الشخصية و الهوية المحلية.
و قال الحرفي بأن النقش على الخشب يشهد انتعاشا ملفتا، بعد تزايد الإقبال على المنحوتات الخشبية، مشيرا إلى أهم التصاميم و المنحوتات التي تحمل بصمة و لمسات الحرفيين الخمسين الذين يعملون بشركتهم، كأبواب و شبابيك و الشرفات المغلقة بالخشب المعشق المعروفة باسم المشربية، و كذا منابر و خزائن الكثير من المساجد منها مسجد الدار البيضاء بالعاصمة و البليدة و مسجد عقبة ابن نافع ببسكرة و عمر ابن الخطاب بسوق اهراس و غيرها من المساجد بخنشلة و الطارف و الكثير من الولايات الأخرى التي ساهموا في تصميم و تجسيد الكثير من المنحوتات الخشبية فيها و المستوحاة جميعها من الفن الإسلامي المتميّز بكثرة الرسومات الهندسية و النباتية و الزخارف التي يستمتع بها الناظر.
و بالإضافة إلى المرافق الإسلامية و بيوت الله، ذكر محدثنا بأنهم صمموا ديكورات عدد من القاعات الشرفية بالمطارات، منها مطار هواري بومدين، و محمد بوضياف، 8ماي45 بسطيف و ذلك من خلال تجسيد صالونات تقليدية كانت مثار إعجاب الزوار مثلما قال. كما تحدث عن القطب الجامعي بالمدية، المسرح الجهوي بالجلفة و غيره من المسارح التي استفادت من خبرة حرفييهم، خاصة و أن الحرفة تتطلّب مهارة و تقنية و إبداع و كلها صفات تختلط بروح أصحاب الصنعة الذين يستغرقون عدة أشهر لنقش و حفر قطعة خشبية واحدة، لتكتمل قطعة فنية رائعة التصميم. و عن نوعية الخشب المستعمل، قال بأنهم يستعملون خشب السابولي و الآكاجو المتميّز بصلابته و ميله للاحمرار، مؤكدا استعانتهم بالأجهزة و البرامج الالكترونية الدقيقة كالأوتوكاد في وضع التصاميم و الرسومات المراد تجسيدها.
مريم/ب