تحذيرات من ارتفاع حالات العنف ضد النساء و الأطفال في الجزائر
دق مؤخرا مختصون نفسانيون و ممثلو الأمن الوطني ناقوس الخطر من تنامي ظاهرة العنف ضد النساء و الأطفال في المجتمع الجزائري خلال السنوات الأخيرة، و عواقب هذه الظاهرة على الحالة النفسية لهذه الفئة والألم الذي يسبّبه استعمال القوّة و آثارها البالغة داخل المجتمعات، و أجمع المتدخلون على ضرورة محاربة هذا الوباء المستفحل باستعمال مختلف الأساليب و الطرق الناجعة .
المختصون أكدوا خلال مائدة مستديرة نظمتها مصالح أمن ولاية تيزي وزو على هامش إحياء اليوم العالمي لاتفاقية حقوق الطفل و اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، بالمسرح الجهوي كاتب ياسين لمدينة تيزي وزو، بأن ظاهرة العنف ضد الأطفال و المرأة تعد من أكثر الظواهر التي تستدعي اهتمام السلطات و المسؤولين من جهة، والأسرة من جهة أخرى، ولا بد من مواجهتها أولاً بمعرفة حجمها الحقيقي بالأرقام، ثم الوقوف على الأسباب لاقتلاعها من جذورها.
و حسب تصريحات ممثلة عن الأمن الوطني، فان المرأة سواء كانت ماكثة بالبيت أو مثقفة و متعلمة وتحتل مناصب عليا في الدولة، فإنها لم تسلم من العنف حتى من أقرب الناس إليها، و قالت أن أغلب الشكاوى التي تتقدم بها النساء المعنفات إلى مصالح من تيزي وزو ، فإن الزوج هو الذي ارتكبها و أشارت إلى أن قضايا الضرب و الجرح العمدي، تتصدر قائمة القضايا التي تمت معالجتها من طرف أمن تيزي وزو خلال عشرة أشهر من السنة الجارية.
و تشير الإحصائيات إلى تسجيل 149 قضية، تتعلق بمختلف أشكال العنف التي تتعرض لها النساء من مختلف الشرائح و الأعمار منذ بداية السنة الجارية و إلى غاية 31 أكتوبر ، من بينها 106 قضايا تتعلق بالضرب و الجرح العمدي تورط فيها 35 شخصا هم أزواج الضحايا، متبوعة ب 31 قضية تتعلق بسوء المعاملة تورط فيها 29 شخصا من أفراد عائلات النساء الضحايا ، كما أحصت مصالح الأمن الولائي خلال نفس الفترة 7قضايا متعلقة بالتهديد و السب تورط فيها 8أشخاص من أبناء الضحايا، مقابل 3حالات تتعلق بالتحرش الجنسي.
من جهتها أكدت السيدة تاكور زهرة من مصلحة العائلة و التلاحم الاجتماعي بمديرية النشاط الاجتماعي لولاية تيزي وزو ، بأن المصلحة استقبلت منذ بداية السنة الجارية 28 امرأة من ضحايا العنف و أكثر من 400 امرأة في وضعية اجتماعية صعبة.
سامية إخليف