نساء يخفين إصابتهن بالتهاب الكبد الفيروسي
أكد، أمس، أطباء مختصون في الأمراض المعدية، أن العديد من النساء الحوامل يُخفين إصابتهن بمرض التهاب الكبد الفيروسي «ب»، خوفا من نظرة المجتمع، و هو ما يشكل خطرا على المحيطين بهن و على الجنين، فيما طرح آخرون مشكلة نقص بعض المواد المستعملة في العلاج على مستوى المستشفيات.
و خلال أشغال الأيام الطبية الثانية عشرة حول الأمراض المعدية بقسنطينة، و التي نظمتها جامعة صالح بوبنيدر تحت شعار «الأمراض المعدية و الحمل»، تطرق أطباء متدخلون إلى مشكلة نقص التكوين عند القابلات و دعوا إلى ضرورة إخضاعهن لدورات تكوينية، تسمح لهن بالتصرف الأصح مع النساء المصابات بالتهاب الكبد الفيروسي، و ذلك خلال عملية التوليد التي قد تنتقل على إثرها العدوى نتيجة النزيف الدموي، في حين انتقد آخرون “عدم جدية” عمليات الكشف المبكر عن هذا المرض، و التي لا نزال، حسبهم، غير منتظمة ببلادنا.
و ذكر أطباء متدخلون أن ما يزيد الوضع تعقيدا، هو إخفاء العديد من النساء الحوامل خبر إصابتهن، لعدم تقبلهن لفكرة عزلهن عن الأشخاص المحيطين، إضافة إلى التوجس من نظرة الخوف التي قد يُقابلن بها من طرف الآخرين، بينما دعا أخصائيون إلى وجوب مرافقة المريضة و متابعتها من الناحية النفسية، عن طريق تقديم الشروحات الكافية لها و التعامل الحسن من أجل امتصاص القلق.
و قد طُرحت خلال المناقشة التي أعقبت المداخلات الصباحية، “الممارسات غير المقبولة” من طرف بعض أطباء الأسنان، الذين تسببوا في انتقال عدوى التهاب الكبد الفيروسي نتيجة عدم تعقيم المعدّات عند كل استعمال، فيما شدّد أطباء على وجوب الاحتفاظ برقم هاتف المريض المصاب للاتصال به في حال عدم قدومه من أجل الخضوع للمعاينة الطبية في المواقيت المحددة، رغم أن بعض المتدخلين ذكروا أن العديد من المرضى لا يردون على هواتفهم، بينما يُقدم آخرون أرقاما خاطئة.
و من مصلحة علم الأوبئة بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، أكد أحد الأطباء تسجيل نقص في مادة الهيموغلوبين و اختبارات الحمل الفيروسي، مما جعل الطاقم الطبي “قلقا” فيما يخص العناية بالرضع و إمكانية انتقال العدوى، بينما صرح للنصر البروفيسور مصباح اسماعيل أخصائي الأمراض المعدية و مدير الوقاية الأسبق بوزارة الصحة، أن هذه الأخيرة وضعت برنامجا وطنيا لعلاج مرضى التهاب الكبد الفيروسي، من خلال الكشف المبكر و توفير الأدوية و الأمصال اللازمة. ي.ب