الجمعة 29 نوفمبر 2024 الموافق لـ 27 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

مختصون يدعون إلى التأسيس لفكر موحد بالمنطقة


السوق السياحية المغاربية قوامها 9 مليار دولار
احتضنت مؤخرا العاصمة التونسية فعاليات التظاهرة المغاربية  في طبعتها الثالثة ، والتي تناولت موضوع “ المخزون الثقافي والسياحي المغاربي ، عامل وحدة وتنمية للمنطقة “ ، والتي بادرت إلى تنظيمها جمعية يوغرطة للاندماج المغاربي ، بدعم من وزارة السياحة والصناعات التقليدية التونسية ، وبحضور كوكبة من الأساتذة والباحثين والأكاديميين المختصين من الجزائر وتونس وموريتانيا ، وعلى رأسهم الدكتور الجزائري بشير مصيطفى ، كاتب الدولة السابق لدى الوزير الأول المكلف بالاستشراف.

  حيث ناقشوا على مدى يومين محاور التظاهرة بكل أبعادها ، من أجل التأسيس لفكر سياحي مغاربي ، مفتوح على المستقبل و مبني على الاستشراف و اليقظة الإستراتيجية.
الدكتور بشير مصيطفى و في مداخلته الموسومة “ نحو يقظة سياحية مغاربية “ ، تحدث بلغة الخبير العارف بخبايا السياحة في بلدان المغرب العربي ، فقال أن تونس استقطبت في آخر موسم لها 6 مليون سائح ، ما يعني 50 بالمائة من عدد السكان ، وهو رقم تراجع مقارنة بفترة سابقة  شهدت فيها البلاد تدفقا سنويا من المداخيل وصل إلى سقف 2 مليار دولار ، في حين قدر سوق السياحة بالجزائر 1.5 مليون سائح فقط،  أي بنسبة  4 بالمائة من عدد السكان ، مقابل 300 مليون دولار .
و أضاف المتدخل أن المغرب  تلامس عائدات السياحة فيها سنويا 6.6 مليار دولار ، نتيجة تدفق قدره 8 مليون سائح، ما يعادل 20 بالمائة من عدد السكان ، و بالتالي  تمثل البلدان المغاربية الثلاثة سوقا سياحية تلامس  15.5 مليون سائح بعائدات تزيد عن 9 مليار دولار ، و هذا يعني مستقبلا واعدا للمنطقة ، تحت فرضية الاندماج المغاربي وتجاوز الصعوبات الفنية واللوجستية لكل من الجزائر وتونس.
  ويرى الدكتور مصيطفى أن تظاهرة تونس توفر فرصة لاختبار جدوى الترويج السياحي من زاوية نظر الخبرة واليقظة الاسترتيجية ، حيث يوفر الاقتصاد المبني على المعرفة ، أدوات عملية جدّ فعالة في تحقيق عاملين اثنين من عوامل مضاعفة الناتج الداخلي الخام للدول ، بمعنى مضاعفة أرقام النمو أو استقراره على الأقل وهما الجاذبية والتنافسية.
دول خليجية تتقاسم السوق السياحية في المتوسط
 و تابع المتحدث أن دول متوسطية وخليجية كثيرة تشترك في تقاسم السوق السياحية الناشئة في المحيط المتوسط والاتحاد الأوروبي ، أبرزها دولة الإمارات العربية المتحدة ، التي تمكنت سنة 2016 من جذب 22 مليون سائح بعائدات قدرت بـ18 مليار دولار ، أي ما يعادل ضعف عائدات دول المغرب العربي مجتمعة ، وتساءل المتحدث ما الذي مكّن الإمارات من تحقيق نتيجة كهذه، لولا الفكر السياحي المبني  على الدراسات و تقاسم الرؤى بين إمارات الدولة الناشئة في رمال الصحراء ، وهو ما يمكن تكراره بنتائج أكبر في حالة المغرب العربي.
 الأمر، كما أكد، يتطلب إدراج السياحة ضمن محركات النمو في كافة أقطار المنطقة، ما يدفع بواضعي السياسات إلى تبني رؤية مشتركة مبنية على تقاسم المزايا النسبية من أجل تقاسم النمو لفائدة الشعوب في آفاقها المستقبلية، و بخصوص التجربة الجزائرية، أوضح كاتب الدولة السابق ، أن الجزائر احتضنت في شهر جويلية الفارط ندوة إطلاق اليقظة السياحية، بالتعاون بين مؤسسة “ السياحي “ الجزائرية ومبادرة “ صناعة الغد “ ومشاركة شخصيات إعلامية وخبراء ومؤسسات سياحية وجزائرية.

 وأوصت الندوة بتبني خطة طريق النهوض السياحي بالجزائر آفاق 2030 ، كأحد مكملات النمو المبني على المعرفة والخدمات المستديمة ، وبعد ندوة الجزائر مباشرة ، تقاسمت جامعات جزائرية كثيرة تنظيم مؤتمرات وطنية ودولية في الموضوع نفسه، منها جامعات البليدة ، وتيبازة ، والبويرة ،  
رئيس جمعية يوغرطة الدكتور مقداد إسعاد ، قال أن موضوع التظاهرة لهذه السنة يتطلب الإجابة  على سؤال: كيف نجعل الثقافة في خدمة الشعب والتنمية كباقي الثروات الطبيعية والبشرية وغيرها؟ وكيف نثمن التراث ونحوله مطية لحياة أفضل للمنطقة؟ مضيفا بأن “التظاهرة صدمة وعي بمفارقة المنطقة المغاربية .. ثراء مع حياة ضنك.. موقع جيوـ استراتيجي متميز،  يستميت  شبابه في الهروب منه، وحدة في الثقافة وفرقة في السياسة… نريد أن ننبه الجميع أن المنطقة بالنظر لثرواتها ووزنها وزخمها البشري ، ستتوحد حتما ، سواء بإرادة أبنائها ولصالحهم أو بإرادة أقوياء العالم ولغير صالح المنطقة ، المنطقة المغاربية يجب أن يعمل فيها مشروع في عمق مشروع التحرير، لكن بإشكالية جديدة هي الحياة الكريمة والتنمية”.
وأكد الدكتور مقداد أن اختيار الموضوع أصلا، يدفع إلى البحث عن  مجال مناسب للإجابة على أشكال الندوة، وذلك خلافا لمجال الاقتصاد مثلا أو السياسة ، و الندوة لا تخرج على خيار الجمعية في البحث عن الحلول الفعلية وليس للترف الفكري وتبرئة الذمة ، إنه اجتهاد فكري، حسبه، لكنه عملي يسعى إلى اقتراحات ميدانية وحلول توضع أمام صاحب القرار بكل هدوء.
وقد شهدت التظاهرة نقاشات عميقة وأفكارا جادة تمنى الجميع أن تجد طريقها إلى التجسيد ،وقد حظي المشاركون بحضور هام لإطارات السفارة الجزائرية بتونس ، حيث حضر القائم بالأعمال في السفارة الوزير المفوض مراد بوقادوم، رفقة عدد من إطاراتها.
ع.ن

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com