الجزائر كسبت المعركة ضد التطرف
قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى نهاية الأسبوع المنصرم بوهران، أن الشعب الجزائري انتصر في معركته ضد التطرف والتشدد الديني ونجح في المحافظة على وسطيته الدينية المعتدلة وانتصر على الأفكار التي تسرب عبر الفضاءات الإفتراضية ويجهل أصحابها، مبرزا أن تجربة الجزائر في هذا المجال يحتذى بها من طرف العديد من الدول.
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى مساء الخميس المنصرم خلال كلمته التي ألقاها في إحتفالية المولد النبوي الشريف بالمسجد القطب عبد الحميد ابن باديس بوهران، أن معارضي الإحتفالات بالمولد النبوي الشريف يتموقعون في عالم إفتراضي خيالي بينما تدين ومرجعية الجزائريين هي واقع ممارس، ودعاة هذا الفكر المتطرف يريدون إبعاد الجزائريين عن حبهم للرسول الكريم وعن هويتهم الدينية، مضيفا أن الإحتفالات بالمولد النبوي الشريف في بلادنا أساسها المرجعية الدينية الجزائرية التي يجب ترسيخها أكثر لمواجهة دعاة التطرف الديني الذين تتعالى أصواتهم لتحريم هذه الإحتفالية والقول بأنها بدعة من منطلق عقائدي بعيد عن الركائز الدينية للجزائريين وفي الوقت ذاته دعا الوزير لضرورة الإبتعاد عن المبالغة في الإحتفالات واستخدام الألعاب الخطيرة التي تضر بالأشخاص والممتلكات، مذكرا في الوقت ذاته أن أول من شرح صحيح البخاري هو العالم الجزائري أحمد بن نصر الداودي المسيلي البسكري التلمساني، وأضاف عيسى أن الوزارة تهدف لإعادة أمجاد طريق الأجداد والسلف الصالح في التدين من خلال تفاسيرهم وفتاويهم وطرقهم في ممارسة الشعائر الدينية مما جعلهم يحافظون على هويتهم الدينية، مشيرا أن الأسلاف الجزائريين كانوا على مر العصور دعاة حوار وأسيادا بدينهم، مؤكدا في ذات السياق أن التجربة الجزائرية المرتكزة على الوسطية مكنتها من تبوء مكانة ريادية بين الدول، وتعكسها طلبات الإستفادة من التجربة الجزائرية ضد التشدد التي ستسمح لبعض الأئمة الأمريكيين بتلقي تكوين بالجزائر قريبا، إلى جانب طلبات من روسيا وبلدان غربية أخرى وحتى آسيوية.
وتطرق الوزير لترسانة من النصوص القانونية التي يتم التحضير لها والتي من شأنها ضبط الممارسة الدينية بالجزائر وتنظيم القطاع، منها مرسوم تنفيذي مشترك بين وزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة لتأطير إستيراد وطبع الكتب الدينية التي ستبدأ مراقبتها من طرف 19 إطارا مختصا قريبا، هذا إلى جانب مرسوم تنفيذي يتعلق بمساجد الأحياء التي يستلزم أن تقام فيها الصلوات الخمس وليس صلاة الجمعة التي من المفروض أن تؤدى في مسجد يجمع عدة أحياء، إضافة لنص قانوني آخر يتعلق بتنظيم الآذان ونمطية المساجد وهندستها، كما تطرق الوزير لإنشاء أكاديمية للفقه الإسلامي ومركز دراسات وأبحاث حول الوسطية والإعتدال ومرصد لمحاربة التشدد والتطرف الديني. وفيما يتعلق بالتيار الشيعي، أوضح الوزير أن معتنقيه بالجزائر معروفون ومحدودون وأن من يتجاوز ويمس بالمرجعية الجزائرية فإن القانون سيطبق عليه، مبرزا أن الشيعة العائدون من كربلاء هم جزائريون ولا يتابعون إلا في حال تجاوزهم للقوانين، مشيرا أن بعض التيارات الدينية الجديدة التي تحاول إختراق الجزائر هي منضوية تحت غطاء سياسي ومحاربتها تستدعي القيام بعقلنة الخطاب الديني والمسجدي، وإعتبر أن ظهور الكركرية في مستغانم لضرب الزاوية العلوية.
كما أعلن محمد عيسى خلال مشاركته صبيحة الجمعة في فوروم جريدة منبر الغرب بالفرنسية في وهران، عن فتح المجال للخواص للإستثمار في العقارات الوقفية التابعة للوزارة التي ستكون بمثابة شريك لهؤلاء المستثمرين ضمن برنامج مشاريع وفق الضوابط القانونية والمرجعية الدينية للجزائريين، وتطرق في هذا الصدد أيضا لإنشاء بنك إسلامي يجمع الأموال التي تدخل للوزارة سواء عن طريق هذه المشاريع أو حتى فتحها للتعاملات المصرفية الإسلامية لجميع الجزائريين.
هوارية ب