20 سنـــــة سجـــــنا لمتهميــــن بتصديـــــر و تخزيـــــن 14 قنــــطارا من المخــــدرات
وجهت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، إدانة لمجموعة متهمين بتخزين واستيراد وتصدير المخدرات من طرف جماعة إجرامية منظمة، وتبييض الأموال، والحكم بالسجن 20 عاما نافذا، لكل واحد، وغرامة مالية، ضمن شبكة تعمل بين المغرب، الجزائر وتونس وليبيا.
وحسب ما ورد بقرار الإحالة في جلسة المحاكمة، فإن القضية تعود إلى جوان 2009، وبعد قرار المحكمة العليا بالاستئناف في حق المتهمين الخمسة الماثلين في قضية الحال، عقب إدانة المجموعة الأولى وزجها بالسجن، بعد ورود معلومات لفصيلة الأبحاث للدرك الوطني بواد سوف، عن مجموعة تتاجر بالمخدرات، وهذا بالمنطقة المسماة حاسي خليفة، وبعد رصد وترقب تبين أن المدعو «و. ب» هو رأس العصابة، ويخزن ما بين 14 إلى 16 قنطارا من المخدرات بفناء منزله، مع وجود شخصين أجنبيين ببيته، واحد مغربي والآخر ليبي. و لدى تفتيش المنزل عثر على أكثر من 14 قنطارا من المخدرات ومبلغ مالي قدر بـ310 مليون سنتيم، وكمية من الذهب، وتم تفتيش منزل متهم آخر، ووجد متهمان آخران واردان في المعلومات الواردة للضبطية القضائية معه.
أما المجموعة المعنية بالمحاكمة، فتم السماع لها على أساس تقديم شهادات حول التواجد ببيت المتهم الرئيسي، من طرف الدرك الوطني بالوادي، أو عن العلاقة التي تربطهم بـ»و. ب»، وحسب ما دار في الجلسة، فإن المتهم «خ. م» يعرف المتهم بحكم القرابة التي تربطه به، وأنه تواجد بالمكان المشبوه لحضور جنازة أحد أقارب والدته، وكان يوم الوقائع ببيت قريبه المتهم، ليفاجأ بدخول عناصر الدرك والقبض على قريبه وآخر، دون المساس به، لكن مجموعة أخرى من الأعوان عاودت الرجوع لبيته وقبضت عليه هو الآخر. ولدى استجوابه، نفى أية صلة تربطه بالمتهم سوى القرابة»، وأنه تفاجأ لاعتقاله، كونه قدم من عنابة للعزاء. و عن شريحة ذاكرة لهاتف وجدت بسيارته، عاينتها المصالح المختصة ووجدت فيها فيديوهات لمبلغ مالي كبير، فقال أنها تعود لشقيق المتهم الرئيسي، قريبه، سقطت منه.
أما المتهم «س. خ» المقيم بتونس، فسمع هو الآخر بوفاة قريب له، فقرر حضور بيت العزاء، وتم اعتقاله مع المتهم الثاني، نافيا علمه بكل ما يجري بخصوص المخدرات. و هو ذات الأمر بالنسبة للمتهمين الآخرين، على اعتبار أن «و. ع» تواجد ببيت المتهم لدى إلقاء القبض عليه كونه قام بتصليح الحاسوب الشخصي للمتهم «و. ب»، وبقي معه في فترة القيلولة، ولا علاقة له بالمخدرات. فيما تعجب المتهم «ب. ا» باتهامه بهذه الجناية كونه كان قريبا للمتهم الرئيسي وقائما على أشغال بناء بيت ثان له بالمنطقة.
ممثل الحق العام اعتبر الوقائع ثابتة، نظرا للمكالمات التي جرت بين «و. ب» وباقي المتهمين الخمسة، وتواجدهم ببيته يوم القبض عليه، وأن لكل واحد منهم دوره ضمن المجموعة، وهو ما انتقده بشدة محامو الأطراف المدنية، معتبرين القضية «فارغة» من الشواهد والدلائل والبراهين القاطعة على مجرد العلم بالمخدرات، أو المشاركة في جلبها من المغرب وإيصالها إلى الوادي، لتنقل بعدها إلى تونس وليبيا، مؤكدين أن المتهمين الحقيقيين يقبعون خلف القضبان، بعد محاكمتهم وإدانتهم، فيما لا يزال البعض الآخر على غرار التونسيين والمغاربة في حالة فرار. و هو ما شددت عليه المحامية بن براهم في صالح المتهم «س. خ»، وأن صاحب المنزل الذي وجدت لديه المخدرات ووسيط التخزين والجلب في حالة فرار، وأن موكلها على شاكلة البقية لم توجد لديهم أية مخدرات أو اتهمهم أي كان بالمشاركة.
هذا وطالب المتهمون الخمسة «ش. ع. ع» و»س. خ» و»خ. م» و»ب. ا» و»و. ع» بإيفادهم بالبراءة، كون ذنبهم الوحيد كان التواجد ببيت عزاء قريب لهم، وارتباطهم بصلة قرابة بالمتهم الرئيسي، وتواجد تقني في الإعلام الآلي بالبيت أيضا يوم القبض عليه. فاتح. خ