نـحن أول فرقـة تدخـل طابـع الفـردة في الإنـشـاد
ذكر قدوري يوسف، ممثل فرقة نسيم الشوق لولاية بشار، الحائزة على الجائزة الأولى بالمهرجان المحلي للإنشاد بمستغانم، بأن فرقته تسعى لبعث الأغنية الصحرواية، بمختلف طبوعها و ألوانها الثرية.
عن تجربة الفرقة الفنية الفتية، قال قدوري بأن "نسيم الشوق" التي يعكس اسمها شوق أعضائها لكل ما هو تراثي أصيل بعمق الصحراء الجزائرية، مع التطلّع إلى مستقبل فني راقي، تشكلت عام 2010بمنطقة دبدابة ببشار، من عناصر مارس جل أعضائها الإنشاد من قبل، و جمعتهم خلاصة تجاربهم السابقة و حبّهم للإنشاد و المديح الديني و التراث الصحراوي و حرصهم على الحفاظ عليه و محاولة إيصاله للعالمية، موضحا بأن التراث الصحراوي أغنى من أن يحصر في موسيقى معيّنة كالديوان و القناوي، بل ثمة ألوان لا زالت تنتظر من يعيد بعثها من جديد، معربا عن إعجابه بموسيقى الشعبي الخاص بالقنادسة، و بفرقة الفردة الشهيرة، التي يظهر تأثيرها الفني على أعمالهم بشكل جلي.
و أسر الفنان قدوري بأن أداء أعضاء الفرقة للإنشاد لم يمنعهم من إدخال التأثيرات الموسيقية الجزائرية، من مختلف مناطق الوطن، كالنغمة القبائلية و النايلي..و غيرها من الألوان لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل في المهرجانات الدولية، من خلال تقديم فسيفساء موسيقية من مختلف التراث الوطني، مثلما فعلوا منذ أيام في المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد بقسنطينة، حيث أمتعوا الجمهور بلوحة نغمية منوّعة، مفعمة بالنغمة الصحراوية و المستلهمة بشكل أكبر من التراث البشاري.
عن كلمات أغاني الفرقة ، قال قدوري بأنه و بقية زملائه يعتمدون كثيرا على القصائد الشعبية التي يزخر بها التراث المحلي، "نعود دائما لأرشيف أشعار المنطقة، و نحاول نفض الغبار عنها و إعادة إحيائها من جديد، مع منحها لمسة فنية جديدة، بالإضافة إلى تعاملهم مع كبار شعراء المنطقة.
و عن ميلهم لأداء الطبوع الفنية المختلفة، في حين يصنّفون نوع موسيقاهم ضمن الإنشاد، قال محدثنا بأن الإنشاد العصري مفعم بالروح الموسيقية الخفيفة و التأثيرات العربية و الأجنبية، معتبرا الإنشاد فنا لا يختلف عن باقي الفنون سوى في تركيزه على المديح الديني، و الابتهالات، و المناجاة و حتى المواضيع الاجتماعية الهادفة.
و أضاف بأن ميزتهم كفرقة للإنشاد العصري تكمن في اعتمادهم على الآلات التقليدية، مؤكدا بأنهم أول فرقة إنشادية تدخل إيقاع "الفردة" و "المهناز" و "القرقابو" و "الألواح"و "القومبري" و غيرها من الآلات النابعة من تراث منطقتهم المحلي.
عن سر اعتماد نسيم الشوق على أكبر عدد من المؤدين، أوضح قدوري بأن الطابع الروحاني للمنطقة شجع على الأداء الجماعي، فقرروا البقاء على الوفاء لتراث منطقتهم و الأخذ بهذا النسق من باب الحفاظ على الهوية.
و أشار إلى طريقتهم الخاصة في بداية كل حفل يحيونه خارج ولايتهم، و القائم على تقديم لوحة تمهيدية تمنح المتلقي فرصة الاطلاع و التعرّف و لو باختصار على أهم الألوان النغمية الصحراوية.
الجدير بالذكر أن فرقة نسيم الشوق تحصلت على عديد الجوائز بمختلف المسابقات الفنية المحلية و الجهوية، منها المرتبة الثانية بمسابقة الصوت الذهبي الذي نظمته الجمعية الثقافية أشواق عام 2012و المرتبة الثانية بالمهرجان الوطني للإنشاد بمستغانم ثم المرتبة الأولى بذات المهرجان في طبعته الخامسة في 2014.
مريم/ب