الكتب الفاخرة رهان تخشاه دور النشر
اعتبر بعض أصحاب دور النشر، إصدار الكتب الفاخرة في الجزائر بالرهان غير المضمون، لصعوبة تسويق هذا النوع من الكتب ذو التصميم الفني الرفيع، فيما أكد البعض الآخر، بأنهم لا يغامرون في مثل هذه المشاريع إلا إذا حصلوا على إعانات مالية مسبقة من هيئات رسمية.
فسوق الكتاب الذي شهد تذبذبا في مجال إصدار و نشر الكتب الفاخرة، منذ 2003، سجل انتعاشا ملفتا بين سنتي2012 - 2013، حيث توّجهت دور نشر عديدة إلى إصدار مؤلفات مفعمة بالجمالية الفنية، مما ساهم في إثراء المكتبة الوطنية بمؤلفات في طبعات راقية نالت الجزائر العاصمة حصة الأسد فيها بفضل الإعانة المهمة التي خصصتها وزارة الثقافة لبعث حركية النشر، حسب المختصين.
و في جولة قادتنا إلى عدد من مكتبات ولاية قسنطينة، أكد الباعة و أصحاب المكتبات الذين تحدثنا إليهم، بأن الكتب الفاخرة تزيّن رفوف مكتباتهم منذ تاريخ اقتنائها بغرض إعادة بيعها، إشارة إلى ركود عملية تسويقها، مرجعين سبب ذلك إلى السعر المرتفع من جهة و نقص نسبة المقروئية من جهة ثانية، و استطرد آخر معلّقا بأن الكتب الأدبية بالكاد تباع، رغم انخفاض أسعارها، فماذا إذا تعلّق الأمر بالكتب الجميلة الفاخرة التي يزيد سعرها عن 4000دج.
من جهته ربط صاحب مكتبة "إيبوك" مسألة اقتناء هذا النوع من الكتب، بالذوق و مستوى الزبون الاجتماعي و الثقافي، مؤكدا بأن مكتبته سجلت سهولة في تسويق الكتب الفاخرة التي تمحورت مضامينها حول قسنطينة و قصبة الجزائر و الصحراء ...بالإضافة إلى بعض الكتب المستوردة الخاصة بأشهر اللوحات التشكيلية.
الكتب الفاخرة مغامرة تجارية غير مضمونة
أكد عدد من أصحاب دور النشر، بأن اهتمامهم بنشر الكتب الفاخرة، يأتي في مؤخرة قائمة مشاريعهم التجارية السنوية، و إن حدث و فكروا في المغامرة و قبول خوض التجربة، فإنهم يحرصون على الحصول على إعانات مالية من قبل السلطات المحلية، أو جهات رسمية تقتنيها لتقديمها كهدايا مشرفة، لاحتوائها على ما يبرز جمال منطقتهم و يلخص تاريخها و خصوصيتها الثقافية و العمرانية..
و اعترفت ممثلة دار نشر البرزخ مايا وبادي بصعوبة تسويق الكتب الفاخرة، مؤكدة بأن إصدار هذا النوع من الكتب ذات الجودة العالية، بمثابة تحد ترفعه دار النشر، لكنه رهان لابد منه، عندما يفرض المؤلف نفسه، لجودة مضمونه، موضحة بأن دار البرزخ كانت دائما مهتمة بهذا النوع من الكتب و أصدرت عدة كتب تمحورت أغلبها حول العاصمة، و الجزائر عموما.
و من بين إصداراتها في هذا المجال "سفر في الجزائر العتيقة"، "الجزائر العاصمة تحت السماء"،"10نزهات بالعاصمة"، "العاصمة ممر عبر الضوء".
و من جهته قال صاحب دار النشر ميديا بلوس بقسنطينة ياسين حناشي بأن عملية نشر الكتب الفاخرة ليست بالعملية السهلة و لا يمكن لأي كان إصدارها إلا إذا كان لديه الخبرة و الذوق، مؤكدا بأن إصدارها يتم وفق دراسة مسبقة لإمكانية تسويقها، من خلال ضمان تسويقها لجهات رسمية، غالبا ما تكون محلية بغرض تقديمها كهدايا ذات قيمة.
و أضاف صاحب ميديا بلوس التي كانت لها تجربة ملفتة في مجال إصدار الكتب الفاخرة أهمها "قسنطينة منظر من السماء" للمؤلف يان أرتوس برتران، بأن ليس كل ما يباع بالمكتبات جدير بأن يصنّف ضمن خانة الكتب الفاخرة، لأن لهذه الأخيرة معاييرها و مقاييسها الجمالية و الأدبية المحددة.
و كشف ياسين حناشي من جهة أخرى عن ثلاث كتب فاخرة حول قسنطينة، أكد بأنها سترى النور في 2015.
مريم/ب