استمرار غلق بلدية عين بن بيضاء لليوم الثالث
واصلت مجموعة من سكان بلدية عين بن بيضاء بقالمة إغلاق مقر البلدية و شل نشاطه لليوم الثالث على التوالي، للمطالبة بإدخال تعديل جذري على الهيئة التنفيذية التي تقود المجلس الجديد المنبثق عن الانتخابات المحلية التي جرت يوم 23 نوفمبر 2017، و أسفرت عن فوز حزب التجمع الوطني الديمقراطي بأغلبية المقاعد و منصب الرئاسة، متقدما على حزب جبهة التحرير الوطني الذي حل ثانيا، لكنه لم يتمكن من انتزاع مكاسب قيادية داخل المجلس الجديد.
و يعتقد بأن المحتجين مناضلون في حزب جبهة التحرير الوطني و متعاطفون معهم، و هم يسعون للضغط على رئيس المجلس الجديد و دفعه إلى إعادة النظر في تركيبة الهيئة التنفيذية التي ستقود واحدة من أفقر بلديات ولاية قالمة لمدة خمس سنوات.
ولم يتمكن الموظفون من الدخول إلى مبنى البلدية منذ الأحد، و لا يعرف ما إذا كان الاحتجاج سيتوقف قبل نهاية الأسبوع ام انه سيستمر أياما أخرى في ظل تصلب المواقف والاحتقان وسط المحتجين.
و قالت مصادر من بلدية عين بن بيضاء بأن سلطات دائرة بوشقوف و بعض زعماء المنطقة يحاولون تهدئة الوضع و حث المحتجين على تجنب الفوضى و العنف، و انتهاج أسلوب الحوار للوصول إلى حل توافقي حول تركيبة المجلس الشعبي الجديد.
و تقع بلدية عين بن بيضاء التي يسكنها نحو 12 ألف مواطن، بمحاذاة المثلث الحدودي بين ولايات قالمة، الطارف و عنابة، و يعتمد سكانها على تربية المواشي و الزراعات المعاشية البسيطة للحصول على مصادر العيش، إلى جانب التجارة و العمل بالأقطاب الصناعية الكبرى بمدينة عنابة المجاورة، في انتظار دخول مشروع السوق الجهوي الكبير مرحلة النشاط.
و تعاني عين بن بيضاء من الفقر، و أزمة السكن و عزلة المشاتي النائية التي مرت بأوضاع صعبة عندما تردت الأوضاع الأمنية بجبال هوارة و قرى بن طلحة و سيلن منتصف التسعينات و أجبرت المئات من السكان على الهروب إلى المدن و القرى المجاورة و تشكلت أحياء الصفيح الكبرى و بؤر الفقر بعين بن بيضاء، دون أن تتمكن المجالس البلدية المتعاقبة على مواجهة المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية المتفاقمة.
فريد.غ