جائزة آسيا جبار تعود لمرزاق بقطاش و نور الدين سعدي ومصطفى زعروري
وزعت سهرة الخميس الماضي جوائز آسيا جبار الأدبية الكبرى، في طبعتها الثالثة، على الفائزين بها في اللغات العربية، الأمازيغية، والفرنسية، في حفل أقيم بالمركز الدولي للمؤتمرات بنادي الصنوبر.
أشرف وزيرا الثقافة، عز الدين ميهوبي، والاتصال، جمال كعوان، على حفل توزيع جائزة آسيا جبار الأدبية الكبرى في طبعتها الثالثة المنظمة مناصفة بين الوكالة الوطنية للنشر والإشهار المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، في حفل أقيم سهرة أول أمس الخميس بالمركز الدولي للمؤتمرات بنادي الصنوبر، بحضور أعضاء من الحكومة و كتاب وأدباء و ناشرين ومدعوين.
وقد عادت جائزة آسيا جبار في اللغة العربية هذا العام للكاتب مرزاق بقطاش عن روايته « المطر يكتب سيرته» الصادرة عن منشورات المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، أما جائزة اللغة الأمازيغية فقد عادت للكاتب مصطفى زعروري عن روايته المعنونة بـ» هذا أملي»، وأخيرا عادت جائزة اللغة الفرنسية للكاتب والروائي الراحل منذ أيام فقط نورالدين سعدي عن روايته « نهج الهاوية».
وقالت رئيسة لجنة التحكيم الأستاذة نجاة خدة أن عدد الأعمال المشاركة في الطبعة الثالثة لهذا العام بلغ 71 عملا أدبيا، منها 24 رواية باللغة العربية، خمس روايات فقط بالأمازيغية و 42 رواية باللغة الفرنسية، وقالت أن كل الأعمال الأدبية ذات مستوى مقبول، مضيفة أنه إذا كان أغلب المشاركين من الكتاب من الكبار فإن الكتاب الشباب أيضا يبدون اهتماما كبيرا بهذه الجائزة، وعبرت عن رضاها عن «استمرار هذه المغامرة» على حد وصفها.
من جهته قال العربي بوينون الرئيس المدير العام بالنيابة للمؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، وهي إحدى الجهتين المنظمتين للجائزة، أن جائزة آسيا جبار «مفخرة لنا جميعا وهي لحظة متميزة في الحياة الثقافية والأدبية لبلادنا وكذلك لتقييم مسار مبدعينا ومكافئتهم على جهودهم».
وأضاف أنها تبرز من جهة أخرى مدى اهتمام الدولة وحرصها على ترقية الثقافة و تشجيع الإبداع ويتجلى ذلك من خلال التنسيق بين وزارتي الثقافة والاتصال من أجل تقديم الدعم للجائزة ومرافقة القائمين على تنظيمها، مشيرا إلى أن اختيار الأفضل من بين الأعمال المقدمة لم يكن بالأمر السهل لأنها كانت كلها جديرة بالقراءة.
الحصول على حقوق ترجمة ثلاث روايات لآسيا جبار للعربية و الأمازيغية
أما حميدو مسعودي الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية المساهمة هي الأخرى في تنظيم الجائزة كل عام فقد كشف عن أن المؤسسة حصلت على حقوق التأليف من دار النشر الفرنسية، و من ورثة الكاتبة آسيا جبار من أجل ترجمة ثلاثة من أعمالها للغة العربية، وللأمازيغية بالتنسيق مع المحافظة السامية للأمازيغية، وكذا إعادة طبعها بالفرنسية، ويتعلق الأمر حسب المتحدث بروايات « الجزائر البيضاء» الحب والفانتازيا» و « إمرأة دون قبر»، ووعد بأن تكون كل هذه الأعمال مترجمة في السوق السنة المقبلة. وفي نفس الصدد أضاف انه وبإيعاز من وزير الثقافة تحصلت المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية أيضا على 50 من المائة من إبداعات كاتب ياسين ستترجم إلى اللغة العربية، وإلى الأمازيغية بالتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية. وقد استحدثت جائزة آسيا جبار الأدبية الكبرى في سنة 2015 السنة التي توفت فيها الكاتبة، وهي تنظم كل عام تحت رعاية وزارتي الثقافة الاتصال، وتعد من بين أهم الجوائز الأدبية في الجزائر، ومن أبرز الأحداث الثقافية في البلاد، وترمي هذه الجائزة إلى تكريس ثقافة الاستحقاق، وتكريم الأدباء والكتاب الجزائريين الذين بذلوا جهودا كبيرة في مجال الكتابة بوجه خاص والأدب بوجه عام، وفي نفس الوقت اكتشاف المواهب الجديدة في ميدان الأدب وتشجيعها وربط الصلة بينها وبين الأجيال التي سبقتهم من الكتاب
الجزائريين.
إلياس -ب
مصطفى زعروري، الفائز بجائزة الرواية المكتوبة بالأمازيغية
قيمة الجائزة تتمثل في ارتباطها باسم إحدى عمالقة الكتابة في الجزائر
‘’ أنا في منتهى السعادة والارتياح لفوزي بجائزة آسيا جبار للرواية المكتوبة بالأمازيغية، بباكورة أعمالي ‘’ هذا أملي ‘’، سيما وأن هذه الجائزة، مرتبطة بقامة أدبية كبيرة وبإحدى عمالقة الكتابة في الجزائر.
روايتي تتناول قصة طفل يدرس في السنة الأولى ابتدائي، عانى من ويلات عنف الجماعات الإرهابية كما يعاني من عنف معلمه، ومن قساوة معاملته له.
البطل المحوري للرواية ظل حلم طفولته في أن يدرس ويتفوق ويستمر في مساره الدراسي إلى غاية أن يصبح طيارا.
وذات يوم لم يتأخر في الإعلان أمام زملائه ومعلمه في التعبير عن حلمه وعن الهدف الذي وضعه نصب عينيه، فما إن سأل المعلم التلاميذ، عن أحلامهم وعن طموحاتهم، فرد ذلك التلميذ ‘’ أريد أن أصبح طيارا’’، لكن معلمه القاسي لم يتردد في الرد عليه بمنتهى الاستخفاف ‘’ أنت لن تكون طيارا ... أنت ستصبح مثل عمارة الدرويش ( مختل عقليا )، فأحس الطفل بحالة من الإحباط والانكسار، وأجهش لأول مرة بالبكاء وظل يبكي بحرقة لأيام متتاليات، لأن زملاءه أصبحوا ينعتونه بالدرويش، وعندما علم عمارة الدرويش بحاله، أسرع إليه وكشف له عن شخصيته الحقيقية وأخبره بأنه غير مجنون ولا مختل عقليا وإنما أراد لسبب ما أن يختفي وراء هذه الشخصية وقال له، أنا من سيساعدك في تحقيق حلمك..’’
مرزاق بقطاش
أعتـــز بـالجائـــزة لأنهــــا جــزائريـــة صرفــــة
"أعتز بهذه الجائزة لأنني عرفت الأديبة الراحلة عن قرب وثانيا، لأن الجائزة جزائرية صرفة، وثالثا لأن هذه الجائزة، ها هي تتنفس وتعيش وإن شاء الله ستصبح تضاهي الجوائز ذات السمعة العالمية، كجائزة البوكر وإن شاء الله تبقى مستمرة وأن تسعى الوزارتان على الحرص من أجل أن تطول بها الحياة.
روايتي ‘’ المطر يكتب سيرته’’ ذات شقين، وتدور أحداثها في مكان واحد، داخل فيلا على شاطئ البحر، وبالنسبة لأحداث القسم الأول من الرواية فإنه تدور بعيد الحرب العالمية الثانية أما القسم الثاني فيدور خلال بداية التسعينيات، أي خلال اشتداد وطأة الإرهاب والأزمة الأمنية في البلاد، والبطل دائما هو نفس الشخصية المحورية، فهو في القسم الأول من الرواية، كان شابا في الأربعينات من العمر، ويتجاوز الثمانين في القسم الثاني، وهو الذي لم يفصح عن مكنون حبه، للفتاة التي عشقها، لأنه جزائري وهي فرنسية، ويحدث أن تتوفى البطلة ويظل على هوسه بها خمسين سنة بعد وفاتها، فيأخذ كل أسبوع باقة كريزونتان، يضعها على قبرها ويترحم عليها.
أما الجزء الثاني فيتناول الوضع السياسي والاجتماعي خلال فترة التسعينيات، وأختم الرواية بنبرة من التفاؤل..’’
ع.أسابع
وزير الاتصال جمال كعوان
نسعى لأن تبقى جائزة آسيا جبار أكبر حدث ثقافي
أهم ما يميز ‹›جائزة آسيا جبار ‹› للرواية، التي تشترك الوكالة الوطنية للنشر والإشهار (أناب) والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية (إيناغ) في تنظيمها، أنها بدأت تترسخ أكثر كأكبر حدث في المشهد الثقافي الجزائري، ولا أدل على ذلك من المشاركة الكبيرة لدور النشر، بما لا يقل عن 70 عملا، خلال طبعة هذه السنة، وباللغات الثلاث.
ويمكننا في ذات السياق التأكيد بأن هذه الجائزة، هي فعلا حدث ثقافي ولدت كبيرة وأخذت تكبر شيئا فشيئا، لتكون دائما في مستوى الكاتبة الكبيرة آسيا جبار.
ونحن في وزارة الاتصال نرحب في أن تأخذ هذه الجائزة بعدا دوليا، حتى يتنافس عليها الكتاب الجزائريون مع نظرائهم المغاربيين والأفارقة وكتاب ضفتي المتوسط.
وزير الثقافة عز الدين ميهوبي
نطمح لأن تأخذ الجائزة بعدها الدولي
إن لوزارتي الثقافة والاتصال إرادة كبيرة في الحفاظ على هذه الجائزة الكبرى، ولكننا في نفس الوقت نحترم رغبة عائلة آسيا جبار في أن تكون شريكا في هذه الجائزة، ولما لا، وهو ما يرشحها مستقبلا لأن تصبح تصدر عن ‹› مؤسسة آسيا جبار ‹›، ومعلوم أنه لا توجد حاليا، مؤسسة تحمل اسم الكاتبة الراحلة، وإنما هناك فقط نادي أصدقاء آسيا جبار ونحن نريد إنشاء مؤسسة كبيرة ووازنة، جزائرية ونطمح أيضا في أن تأخذ الجائزة بعدها الدولي.
ع.أسابع