القضية الفلسطينية ليست دينية بل قضية احتلال
أكد الكاتب الصحفي حسين بلالوفي أمس، أن القضية الفلسطينية تسري في دماء الجزائريين ومغروسة في الجينات السياسية للحمض النووي «أ دي أن» لهم، والهبة التضامنية لهم مؤخرا مع القضية والتي أخذت أشكالا مختلفة، تعكس هذا الإرتباط العميق بالقضية الفلسطينية.
الأستاذ حسين بلالوفي رئيس تحرير سابق لجريدة “ألجيري ربيبليكان» وصاحب كتاب “الشرق الأوسط الكبير .. حرب أم سلم” قال خلال ندوة نشطها أمس بمقر الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بوهران، أن قرار ترامب لتحويل السفارة الأمريكية إلى القدس و اعتبارها عاصمة لإسرائيل، كان سببا في عودة القضية الفلسطينية اليوم للواجهة، بعد ان أصبحت وضعية القضية منذ التسعينات في حالة تأرجح ما بين الحرب والسلم وتعمق إغفالها منذ الربيع العربي، مبرزا في هذا الصدد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر قراره في هذا الشأن للتملص وإغفال الضغط الداخلي الذي يتعرض له من طرف بعض اللوبيات، و اعتبر المحاضر أن قرار ترامب هو قرار رمزي ولكن له انعكاسات سياسية على دول الجوار، خاصة التي بدأت تشهد حركات شعبية مناهضة لإسرائيل والتي حركت البرلمان في الأردن.
وركز المحاضر في مداخلته على أن القضية الفلسطينة ليست دينية، بل هي قضية احتلال و اغتصاب لأراضي الفلسطينيين من طرف الإسرائيليين، الذين يعيشون بدورهم منذ فترة، حركة داخلية تدعو للسلم وتوقيف الممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين، مما يعطي دعما للقضية وفق المتحدث الذي أضاف أنه على الشعب الفلسطيني العودة للمقاومة، حتى المقاومة المسلحة ما دامت إسرائيل تحاربهم بالسلاح.
و إنتقذ الكاتب مواقف بعض الأنظمة العربية التي لم تحدد قرارها النهائي بوضوح إزاء قرار ترامب، محذرا في الوقت نفسه من التحولات السياسية و الجيوإستراتيجية الدولية من خلال مساعي الولايات المتحدة الأمريكية للهيمنة الفردية على العالم، مشيرا أن هذا التوجه يتجلى في عدة قرارات أخرى اتخذها ترامب مثل، الانسحاب من عدة منظمات دولية وتهديد منظمة الأمم المتحدة بوقف الاشتراكات، وغيرها من الإشارات التي تضع جيوإستراتيجيا دول الوطن العربي والشرق الأوسط على محك تطورات جديدة تتطلب منهم المبادرة بتحقيق الاستقرار الداخلي عن طريق الديمقراطية السياسية، كاحترام التعددية الحزبية، ودعم التضامن الشعبي للقضية الفلسطينية في ظل الرهانات المطروحة.
بن ودان خيرة