تفجيــر عتــاد لمنـع وصولــه مجــددا لشبكــات الهجــرة السريــة بعنــابــة
أصدرت اللجنة الأمنية تحت إشراف والي عنابة عدة قرارات لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وصيد وتهريب المرجان، تم الشروع في تنفيذها على أرض الواقع، ترتكز على التضييق على تمويل الشبكات بالعتاد ومختلف الوسائل، لتجهيز الرحلات قبل انطلاقها من سواحل الولاية.
وتضمنت توصيات اللجنة الأمنية في اجتماعها الأخير، استنادا لمصدر عليم، إلى جانب غلق محطات وقود، تفجير وإتلاف جميع العتاد المحجوز بما فيه قارورات الأوكسجين المستخدمة في الغطس وصيد المرجان وكذا المحركات الميكانيكية، التي تحجزها لدى توقيف أفواج الحراقة، وتوصلت الجهات الأمنية والعسكرية إلى معلومات، تؤكد استرجاع شبكات الهجرة السرية، عتاد عن طريق شرائه في عمليات البيع بالمزاد العلني.
وكانت مصالح البحرية الوطنية تقوم بتجميع الزوارق على مستوى المحطة الرئيسية لحرس السواحل، لإتلافها عن طريق الحرق، والمحركات تُحول إلى مصالح أملاك الدولة لإعادة بيعها في المزاد العلني، غير أن شبكات تستغل الأمر لاسترجعها بأثمان منخفضة، أقل من السعر المتداول في السوق السوداء.
وتفيد مصادرنا بأن أغلب الدول منها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعاني من الهجرة غير الشرعية عبر حدودها البحرية، تقوم بتفجير الزوارق وحرقها بجميع محتوياتها، كي لا تصل من جديد إلى يد الشبكات الإجرامية
. ووفقا لمصادرنا جاء قرار غلق 3 محطات وقود تمول شبكات تهريب البشر بالبنزين، بناء على متابعة مصالح الأمن للمحطات المشتبه في نشاطها مع عصابات الهجرة السرية، حيث بدأ تتبع هذا الملف استغلالا لمعلومات استخبارتية، أفضت إلى توقيف أشخاص متلبسين بنقل البنزين من محطة تتواجد بحي سيدي سالم، غير بعيدة على النقاط التي تنطلق منها قوارب الحراقة باتجاه الجزر الايطالية، وبقي صاحب المحطة محل متابعة كونه لديه سوابق في التعامل مع شبكات الحراقة.
وقد وضعت المصالح الأمنية قائمة لمحطات توزيع وبيع الوقود المشتبه في تعاملها مع الحراقة، من أجل ترصد نشاطها. وكان والي عنابة محمد سلماني، قد أصدر الأسبوع الماضي قرارا يقضي بغلق وتشميع ثلاث محطات خدمات تزويد الوقود لمدة تتراوح بين 30 و60 يوما، و ذلك بناء على تقارير أمنية، مفادها قيام مُسيري هذه المحطات ببيع كميات من الوقود، وتعبئتها في دلاء و أواني، محمولة لأشخاص لا يحوزون على ترخيص إداري مع التستر على هويتهم.
وهو إجراء وقائي وإداري يهدف إلى وضع حد إلى مثل هذه التصرفات غير القانونية ، و محاربة و ردع كل محاولات الهجرة غير الشرعية عبر شواطئ، التي عرفت تزايدا معتبرا من قبل شباب ولاية عنابة والولايات المجاورة.
وتعتبر مصالح حرس السواحل ورشات صناعة قوارب الموت، أهم تحدي يواجهها، حيث أصبحت الشبكات الناشطة في هذا المجال تصنع وتبيع القوارب والمحركات مباشرة للمجموعات التي تحضر « للحراقة» دون وجود وسيط لتنظيم الرحلات، مما يحقق لهم عائدات مالية ضخمة. حسين دريدح
بينهم شاب من الشلف مصاب بارتفاع ضغط الدم
توقيـــف 24 حراقـــا بـــرأس الحمـــراء
عاينت إسعافات الحماية المدنية بعنابة، صبيحة أمس، 24 مهاجرا غير شرعيا، تم إجلائهم بالمياه الإقليمية لسواحل عنابة، بينهم حراق في حالة مرضية، يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، يبلغ من العمر 31 سنة مقيم بولاية الشلف، تم إسعافه في عين المكان، ثم نقل إلى مستشفى ابن سينا الجامعي، كان رفقة الفوج على متن قارب تقليدي الصنع، بصدد التوجه نحو جزيرة سردينيا الإيطالية، في مغامرة كانت محفوفة بالمخاطر لعدم استقرار أحوال الطقس .
واستنادا لخلية الاتصال والإعلام بمديرية الحماية المدنية بعنابة، تلقت ذات المصالح، نداء في حدود الساعة الخامسة و 35 دقيقة، من قبل خفر السواحل على مستوى الثكنة العسكرية التابعة للبحرية الوطنية، مفادها توقيف قارب تقليدي الصنع كان على متنه 24 فردا، حيث قام الطبيب المعالج بتقديم الإسعافات الأولية للحراقة، الذي كانوا في حالة صحية جيدة باستثناء الشاب المنحدر من ولاية الشلف، قبل تحرير ضدهم ملفات جزائية، أحيلوا بموجبها أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة للنظر في قضيتهم.
و استنادا لمصدر عليم، نجحت وحدات البحرية في اكتشاف القارب بالمياه الإقليمية في حدود الساعة الرابعة صباحا خلال دورية روتينية، كان على متنه 24 «حراقا»، قبل أن تتكفل الوحدة العائمة بعملية المطاردة، و تم اعتراض مسار الزورق في وضعية 12 ميلا بحريا شمال شرق رأس الحمراء . و تتراوح أعمار «الحراقة» الموقوفين ما بين 19 و 39 سنة، تم اقتيادهم إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بميناء عنابة، أين خضعوا لفحوصات طبية من طرف طبيب الحماية المدنية، قبل مباشرة فرقة الضبطية القضائية التحقيق الإداري معهم، و الذي اتضح من خلاله بأن الفوج يضم شبان ينحدرون من ولايات قسنطينة، قالمة، الشلف الجزائر العاصمة وعنابة. قرروا خوض مغامرة الحرقة بعد ربط اتصالات مع أشخاص مختصين في تنظيم رحلات الهجرة السرية، مقابل تسديد مبلغ مالية، بحسب معرفة كل شاب بالوسيط في العملية قبل الانطلاق في الرحلة.
ويفضل «الحراقة» ولاية عنابة تحديدا للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط لقرب المسافة بينها وبين الجزر الايطالية، إلى جانب خبرة شبكات تهجير البشر في تنظيم الرحلات انطلاقا من سواحل عنابة. كما بينت التحريات بأن فوج «الحراقة»، انطلق في مغامرته من شاطئ سيدي سالم ببلدية البوني في حدود منتصف الليل، على متن قارب بطول 7 أمتار، مزود بمحرك ميكانيكي قوته 40 حصانا بخاريا، و قد تم العثور على مجموعة من الألبسة و دلاء البنزين و كمية من المأكولات، كانت بحوزة الشبان الحراقة . حسين دريدح