انخـــــفاض غيــــر مسبـــوق في إنتــــاج زيــــت الزيتــــــون بالبــــــرج
يشهد موسم جني الزيتون بولاية برج بوعريريج، تراجعا غير مسبوق في منتوج الزيتون، و انخفاضا بحوالي 10 لترات في مردود القنطار الواحد من الزيت، ما أدى إلى تسجيل ارتفاع في الأسعار، حيث استقر سعر اللتر الواحد في حدود الـ 800 دينار مؤخرا، بعدما كان يترواح بين 650 إلى 800 دينار حسب النوعية.
و أشار مزارعون بدوار أولاد سيدي المسعود ببلدية ثنية النصر، إلى أن المنتوج خلال هذه السنة يعرف تراجعا رهيبا، مؤكدين على أن منتوج بعض البساتين لم يتعد نصف الكمية المتحصل عليها خلال السنوات الفارطة من الزيتون، ناهيك عن الانخفاض في مردود القنطار الواحد من الزيتون بالمعاصر، حيث يقدر بحوالي 15 إلى 18 لترا في القنطار الواحد، في حين كان يصل مردود القنطار الواحد خلال السنوات الفارطة إلى حدود 30 لترا. و يرجع فلاحو المنطقة الانخفاض الاستثنائي للمنتوج، إلى تأثير حالة الجفاف على الزراعة بصفة عامة، و زراعة الزيتون بصفة خاصة، كون أن أغلب المزارعين بالمنطقة الشمالية للولاية و بلديات دائرة الجعافرة المشهورة بزراعة الزيتون، يعتمدون في زراعتهم على التبعية المناخية، و ما تدره السماء من أمطار و الثلوج المفيدة لزراعة الزيتون.
في حين تكاد تنعدم البساتين التي يتم الاعتماد فيها على طرق السقي الحديثة للأشجار، كون أن أغلب العائلات تمتهن نشاط الزراعة بطرق بدائية، ناهيك عن تخلي عشرات المواطنين عن ممتلكاتهم و إهمالها بعد هجرانهم للمدن، حيث تبقى عشرات الهكتارات من بساتين و حقول الزيتون بدون متابعة منذ سنوات، و يتذكرها ملاكها خلال فترة جني المنتوج، ما تسبب في انخفاض المنتوج و مردود الزيتون من مادة الزيت .
و تبقى أسعار الزيت بحسب المزارعين مرشحة للزيادة خلال الأشهر القادمة و ذلك بعد التخلص من مخزون الزيت القديم الذي تم جنيه خلال الأعوام الفارطة، فيما تعرف حاليا استقرارا في حدود الـ 800 دينار، بعدما شهدت زيادات متتالية خلال السنوات الخمس الفارطة بحوالي 300 دينار للتر الواحد، ما أربك حسابات المستهلكين الذين كانوا ينتظرون فترة موسم جني الزيتون لشراء ما يكفيهم من مادة الزيت، آملين في انخفاض الأسعار موازاة مع زيادة العرض و توفر المنتوج.
فيما يرجع المزارعون سبب الزيادة في الأسعار، إلى حتمية فرضتها ظروف محيطة، منها الارتفاع الكبير المسجل في أسعار المواد الاستهلاكية، في وقت تعد زراعة الزيتون أهم مصدر لاسترزاق عشرات العائلات بالمنطقة الشمالية للولاية، و التي تعد أهم خزان لزيت الزيتون لسكان ولاية البرج و ولايات أخرى، فضلا عن ارتفاع تكاليف الجني، و نقل المنتوج، و تضاعف تكاليف عصر الزيتون بالمعاصر.
كما تحدث المعنيون عن المعاناة و المتاعب التي يواجهونها في الحصول على منتوج الزيت، سواء تعلق منها بتكاليف و أعباء المتابعة الموسمية لبساتينهم من أعمال الحفر و الاعتناء بأشجار الزيتون، و كذا الصعوبات التي تواجههم في عملية الجني التي يشارك فيها معظم أفراد العائلة لعدة أسابيع في ظروف مناخية جد صعبة، و ذلك لتزامنها مع فصل الشتاء، و فترات التساقط و البرودة الشديدة.
و هي الظروف التي دفعت بأغلب العائلات الميسورة إلى التخلي عن حقولها، و ذلك لتجنب مشقة التنقل إلى البساتين عبر مسالك غابية وعرة، و بمناطق معزولة، و كذا المتاعب الناجمة عن عمليات الجني و جمع المحصول، و منح حقولهم لعائلات فقيرة، و اقتسام المنتوج مناصفة.
ع/بوعبدالله