الموت يغيّب الفنان والموسيقار عبد العالي مسقلجي
غيّب الموت ليلة أول أمس الموسيقار و الفنان المتعدد المواهب عبد العالي مسقلجي، عن عمر ناهز 81 سنة، إثر صراع مرير مع مرض عضال ألزمه الفراش لمدة 4 سنوات. ولد الفقيد بحي باب الزياتين بمدينة تبسّة، المعروف باسم باب الزواتين عند التبسيين، و هو كاتب و شاعر وعالم بتاريخ الموسيقى و مقاماتها، وملحن و سيناريست وعازف على عدة آلات موسيقية كثيرة على رأسها أبو الآلات العود.
المايسترو عبد العالي مسقلجي، الذي قضى أكثـر من نصف قرن في عالم الإبداع بأنواعه، كان لا يعرف إلا الفرح و المرح و الفكاهة في يومياته، وكان يتمتع بروح شبابية جعلته لا يصاحب غير الشباب، فكان يقضي يومياته رفقة طلاب الجامعة والمثقفين ومتتبعي السياسة الدولية، لكن من حين لآخر كان يهيمن عليه الحنين إلى الماضي و ذكريات الصبا والشباب، لاسيما صحبة ابن خالته الذي لم يبرحه يوما، المفكر مالك بن نبي، و كان يتألم كلما تذكر رفاق دربه وأقرانه، الذين قضى معهم أحلى أيام شبابه.
ربطت الفقيد علاقة متينة بابن خالته مالك بن نبي، و تمخضت عنها مواقف طريفة وأسرار ذكرها لمحبيه، و من بينها نقاش دار بينهما كان وليد مؤلَّف كتاب «مشكلة الثقافة»، حيث أن ابن نبي قال له وقتها» إن أكملت دراستك سيكون لك شأن عظيم»، عندما راح يراوغه حول مصطلح « ثقافة»، كما كشف مسقلجي عن مخطوطات مهملة لمالك بن نبي، ومدلولات مصطلحات كثيرة ،على غرار الكتابة والعقل، و كذا رأي مالك بن نبي في الكندي وأشياء كثيرة لم ترد بين ثنايا مؤلفاته.
المرحوم عبد العالي مسقلجي زار مصر و اقترب من معهد الموسيقى العربية و دار الأوبرا المصرية ، و زار الفيوم والإسكندرية، وعاصر أقطاب الموسيقى العربية و احتك بهم ، على غرار محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش،أم كلثوم،عبد الحليم حافظ و سيد مكاوي .
ع.نصيب