سحــب التفـويـض ليــس تصفيـة حسابــات مع قربــاج
• مهمتنا الحرص على تطبيق القوانين و استعادة ثقة النوادي
اعتبر رئيس اللجنة المؤقتة التي اسندت لها مهمة تسيير شؤون الرابطة المحترفة لكرة القدم عمار بهلول، تعنت الأمين العام لهذه الهيئة في تسليم المقر صبيحة أمس إجراء غير قانوني، و أكد على أن الرابطة المحترفة تبقى هيئة كروية من المنظومة الكروية، تسييرها يكون تحت وصاية الفاف.
بهلول و في اتصال مع النصر ظهيرة أمس أوضح أن الأمور قد حسمت بخصوص الرابطة المحترفة خلال اجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد اول أمس بسطيف، و أن قرار سحب التفويض المتعلق بتسيير البطولة الوطنية كان قد اتخذ وفقا للعديد من الاعتبار، مضيفا بأن تشكيل «الديريكتوار» لا يعني إقدام المكتب الفيدرالي على خرق القوانين، و إنما الحرص على وضع حد للخروقات التي تم الوقوف عليها، كما تحدث بهلول عن المهام الموكلة للجنة المؤقتة، و الخطوط العريضة لبرنامج العمل الذي تعتزم تجسيده، و قضايا أخرى نكتشفها بالتفصيل في هذه الوقفة.
. في البداية ما تعليقكم على موقف بعض الأطراف في الرابطة و رفضها إخلاء المقر؟
هذه الخطوة كانت منتظرة، و جاءت لتجسد سعي هؤلاء الأشخاص التمسك بالمناصب التي يشغلونها، لأن المكتب الفيدرالي كان قد اتخذ قرارا يقضي بسحب التفويض الخاص بتسيير البطولة الوطنية من مجلس إدارة الرابطة المحترفة، مع تعليق مهام كل الطاقم الإداري لهذه الهيئة، لتنوب عنه لجنة مؤقتة تتولى دراسة القضايا المطروحة إلى غاية برمجة جمعية عامة انتخابية، و قرار الفاف كان من المفروض أن يأخذ مباشرة الصيغة التنفيذية، بناء على المراسلة الموجهة من الأمين للاتحادية إلى الرابطة مساء الأحد، لكن هذا الموقف جعلنا نتحلى بالعقلانية لتجنب صراعات من شأنها أن تشوه صورة المنظومة الكروية الوطنية، لأننا كنا قادرين على الاستعانة بالقوة العمومية لإجبار ممثل الرابطة على مغادرة المقر، كون هذه الهيئة تبقى دوما تحت وصاية الفاف، لكننا تحاشينا ذلك، مما استجوب تدخل رئيس الفيدرالية شخصيا.
• و في ظل هذه المستجدات، ما محل الرابطة من الإعراب في المشهد الكروي الحالي؟
قرار سحب التفويض رسمي و نهائي، و اتخاذه لم يكن بنية تصفية حسابات مع رئيس الرابطة محفوظ قرباج كما يعتقد البعض، بل أن المكتب الفيدرالي و منذ تنصيبه كان قد وقف على هوة كبيرة في التعامل بين الفاف و الرابطة، مع تعمد قرباج افتعال العديد من القضايا في محاولة للفت انتباه الوسط الكروي الجزائري، كما أنه ظل في كل مرة يتحدث عن وجود هوة بين الاتحادية و النوادي، و ظل ينصب نفسه في خانة الوسيط الذي يسعى إلى التفاوض مع المكتب الفيدرالي بشأن وضعية الأندية و كذا تسيير البطولة، لكن الخروقات التي تم الوقوف عليها كانت كافية لترسيم قرار سحب التفويض، لأن برودة العلاقة مع قرباج لم تكن وليدة القرارات الأخيرة التي اتخذتها الرابطة، بل منذ حدوث التغيير على مستوى هرم الكرة الجزائرية، و كأنه رافض للتعامل مع المكتب الفيدرالي الجديد، و قد جسد ذلك بالخرجات الغريبة التي كان يقوم بها .
• هل بامكانكم تقديم توضيحات أكثـر بخصوص هذه القضية؟
الجميع يعلم موقف قرباج من الطاقم الجديد للاتحادية، لكننا حاولنا طي الصفحة في كل مرة، إلا أنه ظل متمسكا بقراراته التي تبقي الكثير من علامات الاستفهام مطروحة، و قد كانت قضية مشاركته في مداولات المكتب الفيدرالي أول النقاط التي أثارها، رغم أنه ليس عضوا في الهيئة التنفيذية، و بالتالي فإنه لا يستطيع مناقشة أي قرار أو المصادقة عليه، ثم غاب عن اجتماعات المكتب الفيدرالي، و أصبح في كل مرة يكلف نائبه فوزي قليل بالحضور، فكان غيابه غير المبرر عن اجتماع رئيس الفاف خير الدين زطشي برؤساء النوادي في جوان الفارط بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، و الكل يتذكر حرب البيانات التي اندلعت في تلك الفترة، بل مبادرة الفاف إلى نشر الغسيل لتنوير الرأي العام، سيما و أن قرباج أدلى بتصريحات خطيرة أثناء تواجده بالقاهرة، و مع ذلك فقد تم احتواء تلك الأزمة، لتنفجر بعدها زوبعة أخرى سببها تعيينات محافظي مباريات الرابطة المحترفة الأولى، و كذا برمجة جولة من البطولة في نفس موعد إجراء المنتخب الوطني لمقابلة رسمية، و هي كلها مؤشرات تدل على رفض قرباج التعامل مع الاتحادية بنفس الإستراتيجية المنتهجة، و قد تجلى ذلك في رفضه تنفيذ قرارات المكتب الفيدرالي المتعلقة بمنع بعض الاندية من الاستقدامات في الميركاتو الشتوي بناء على تعليمات صادرة عن غرفة المنازعات.
• و ماذا عن تركيبة اللجنة المؤقتة و كذا المهام الموكلة لها؟
في مثل هذه الوضعيات لا تهم تركيبة اللجنة، و إنما العمل الذي ستقوم به على المدى القصير، و المكتب الفيدرالي قرر وضع الثقة في شخصي لتولي رئاسة «الديريكتوار» بصفتي المكلف بالتنسيق مع الرابطات، مع الاستعانة بخبرة علي مالك رئيس رابطة الهواة، و كذا يوسف بن مجبر رئيس رابطة ما بين الجهات، إضافة إلى رشيد اوكالي رابطة الرابطة الولائية للجزائر الوسطى، و هذ الثلاثي سيكون حاضرا بانتظام بمقر الرابطة، كما أننا نعتزم إعادة نذير بوزناد إلى الأمانة العامة، و هو الذي شغل نفس المنصب قبل انتقاله إلى الفاف ثم انسحابه من الساحة الكروية لظروف خاصة، و الحقيقة أننا سنحرص على تطبيق القوانين، و وضع حد لحالات التلاعب التي تم الوقوف عليها، لأن الرابطة فقدت ثقتها لدى الأندية، بسبب الأساليب التي كانت معتمدة، و قرباج ظل بمثابة الحاجز بين الفاف و الفرق، و كأنه همزة الوصل الواجب المرور عبرها لإيصال الانشغالات، و قد تم كسر هذا الحاجز كلية.
• و كيف ستتعاملون مع القضايا العالقة في وجود ملفات شائكة على طاولة الدراسة؟
ليس هناك أي إشكال، و تعليق نشاط الرابطة مس كل اللجان، و دراسة القضايا ستكون وفق ما تنص عليه القوانين العامة للفاف، مع تجنب سياسة الكيل بمكيالين، و النظر في الملفات العالقة سيكون في أقرب الآجال، خاصة قضية الإجازات المجمدة تنفيذا لقرارات غرفة المنازعات، حيث ستتم دراسة كل قضية على حدى، مع إدارج قضية وفاق سطيف في جدول الأعمال و إعادة وضعها على الطاولة من جديد، و لو أن الشيء المؤكد أننا سنلتقي برؤساء الأندية في القريب العاجل للاستماع مباشرة إلى انشغالاتهم، موازاة مع رسمنا خارطة طريق متعلقة بتسيير البطولة إلى غاية نهاية الموسم الجاري، و ذلك لا يعني بأننا نعتزم مواصلة المهام، بل أن الكرة في مرمى رؤساء الفرق و رئيس الفاف، و إذا ما تقرر برمجة جمعية انتخابية للرابطة فإن ذلك سيفسح المجال للترشيحات و تنصيب مكتب جديد للرابطة، و المهم بالنسبة لنا في هذه المرحلة الانتقالية إعادة الثقة المفقودة بين النوادي و الرابطة المحترفة، مع وضع معالم أساسية لطريقة جديدة في التعامل، و تنصيب النصوص القانونية في المقام الأول، فضلا عن فتح قناة للتواصل المباشر بين الأندية و الفاف.
حــاوره: ص/ فرطــاس