من «السوردي» إلى ورقة ألفي دينار

مواطن من ميلة يؤرخ  لحياة الجزائريين عبر العملة
حرمت الظروف الاجتماعية و العائلية  ابن ولاية ميلة،  صالح  زغمار، المدعو عز الدين،  صاحب 58 سنة ، على غرار الكثير من الجزائريين خلال الاستعمار الفرنسي و في السنين الأولى من الاستقلال، من ولوج أبواب المدرسة والنهل من العلوم والمعارف التي توفرها ، فعاش دون تعليم،  لكنه سعى لإيجاد فضاءات أخرى يعبر فيها عن ذاته،  ويبرز مواهبه و يصقل هواياته، و من بينها جمع القطع النقدية المعدنية و الأوراق النقدية ، و جمع طيور الزينة ،و الإبداع في البناء و الديكور و كذا جمع التحف و الأدوات العتيقة و غيرها .
           أولى الهوايات التي شغلت بال عز الدين، ولا يزال محافظا ومداوما عليها، هواية جمع النقود الصادرة في الجزائر خلال مختلف الحقب الزمنية ، و إذا توفرت لديه العملات الأجنبية يقوم بتبادلها مع هواة آخرين ، مقابل العملة الوطنية و هو الآن يملك مختلف القطع النقدية المعدنية التي تعتبر بالنسبة للبعض قديمة ومعظم شباب اليوم لا يعرفها ، و كذا القطع التي كانت متداولة قبل عشريات و تلك التي لا تزال موجودة إلى غاية اليوم ، من بين هذه القطع، نجد قطعة 1 سنتم , 2 سنتم، 5سنتم، 10 سنتم، 20 دج،50 سنتم، 1دج، 2دج،  5دج والقطع الأخرى التي لا تزال متداولة من 10 دج إلى 200دج، وحتى ما يعرف عند عامة الناس ب «السوردي» النحاسي، ونفس الشيء بالنسبة للنقود الورقية انطلاقا من ورقة 5 دج إلى 10 دج،  20 دج، 50 دج،  100 دج إلى 2000 دج، مرورا بورقة 500 دج القديمة والحديثة وغيرها من الأوراق التي استطاع أن يحفظها على أحسن حال .  
الهواية الثانية لعز الدين تتعلق بجمع طيور الزينة التي لا تحفظ في الأقفاص، خاصة الدجاج الأجنبي الذي يتراوح سعر بيضه بين 200 و ألف و 500 دج ، منها دجاج البادو الهولندي، البادو يوكوهاما،الكوكشين، و البراهمة، و أشار المتحدث  إلى أنه لا يملك في الوقت الحاضر بيض هذا الدجاج،  وإنما طيوره فقط،  في انتظار وصول مرحلة التبويض .
     ثالث هواية لها ارتباط وثيق بمهنته التي يسترزق منها و يعيل زوجتيه وأبنائه، و تتمثل في الإبداع في البناء و الديكور، حيث أنه يضفي على البنايات التي ينجزها، أشكالا و ديكورات من بنات أفكاره، وليس بتوصية من المهندس المعماري، تضيف مسحة جمالية تسر الناظرين.
 و أوضح عز الدين للنصر بأن هناك هوايات أخرى اضطر للابتعاد عنها ، مثل جمع أدوات الفلاحة والبناء والنسيج التقليدية، مشيرا إلى أنه لا يزال يحتفظ بالبعض منها، كما تخلى عن هواية جمع السيارات، علما بأنه يجيد سياقة آلات الحصاد، الحافلات، الشاحنات و السيارات و هو يملك سيارة واحدة فقط، في الوقت الحاضر، بعدما كان يهوى جمعها.    
       أضاف محدثنا بأنه يطمح بأن تتاح له فرصة المشاركة في مختلف المعارض المنظمة في هذه المجالات داخل الوطن أو خارجه.
إبراهيم شليغم