الجزائر بحاجة للغة جامعة وتعدّد الألسن لا يشكل خطرا
يرى البروفيسور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن تعدد اللغات والألسن لا يشكل خطرا على أي أمة بل بالعكس يعتبره "فعل" نبيل يجب ترقيته، شريطة أن يكون بمضمون واحد ومسعى واحد، مشيرا إلى أن لسان مواطن شمال إفريقيا متعدد منذ زمن بعيد و يعود للدولة الأمازيغية الأولى.
وقال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية خلال حلوله ضيفا على مدينة الخروب التي كرم بصفة المواطن الشرفي لها، نظير إسهاماته في ترقية اللغة العربية ومن ورائها تعزيز اللحمة والوحدة الوطنية خاصة بعد نيله جائزة الإليسكو عام 2017، عن عمل صنف كأحسن الأعمال في الجانب اللساني والمعجمي، أن الخطر لا يكمن في تعدد اللغات أو الألسن بقدر ما يكمن في عدم الاتفاق حول لغة مشتركة جامعة، تحمي الأمة والمجتمع من خطر تعدد لغاته بتوجهات فكرية مختلفة، وتضع ما أسماه الأمن اللغوي في منأى عن كل مزايدات وصراعات تهدد الوحدة الوطنية.
وأكد البروفيسور صالح بلعيد الذي لطالما رافع لمفهوم الأمن اللغوي ووضعه في نفس مرتبة الأمن السياسي والغذائي والاقتصادي، أن التجاذبات التي خلفتها خطوة دسترة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية وكذا ترسيم يناير عيدا وطنيا، أمر طبيعي إذا بقيت في إطارها ضمن المضامين المتفق عليها، بل بالعكس من شأنها أن تساهم في عملية التصالح مع الذات الثقافية، ومن ثمة ترقية مساعي المصالحة اللغوية التي يقودها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
ونبه البروفيسور صالح بلعيد إلى أن إعادة الاعتبار للغة الأمازيغية، هو إعادة اعتبار للوطنية ، ودعم هذا المسعى يتطلب غلق المجال وقطع الطريق أمام كل من يقول أن اللغة الأمازيغية جاءت لتنافس شقيقتها العربية أو أنها جاءت لتدخل الضيم على العربية، بل أن ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرق، مستشهدا بالتزاوج الكبير حتى أنهما يشتركان في حوالي 70 من المئة من الكلمات، من منطلق أن الأمر يتعلق بلغتين قديمتين تسمى اللغات العروبية، كما ابرز محدثنا أن ساكنة شمال إفريقيا احتضنوا اللغة العربية ولم تفرض عليهم، واختيارهم لها كان طوعيا وطبيعيا وانعكس ذلك إيجابا من خلال تأثيرهم ومساهمتهم في ترقيتهم وإعلاء شأنها، وجعلوا منها لغة جامعة رسمية إلى جانب اللغة الأمازيغية التي تظهر في جوانب وظيفية كالفنون.
وختم رئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالقول أن شعوبا عدة مرت بالتجربة التي تعيشها في الوقت الراهن بل بعضها استطاع التعايش مع واقع فرض وجود أكثر من ست لغات، ويجب أن نتصالح مع بعضنا وكل واحد يقر بهوية الآخر ولا مانع لو كان ذلك بمنهجيات مختلفة.
كريم - ك