قبلة للطلبة و تلاميذ المدارس و الباحثين
بعد سنوات طويلة من العزلة و الانطواء، عاد المتحف المحلي للمجاهد بقالمة إلى واجهة الأحداث التاريخية، و التربوية و العلمية، و تحول إلى قبلة للطلبة، و تلاميذ المدارس، و الباحثين، الذين وجدوا فيه ضالتهم، لما يحتويه من وثائق تاريخية هامة، و مواد موروثة عن الحقبة الاستعمارية، و تاريخ الثورة المقدسة.
تلاميذ بمتحف المجاهد بقالمة
و صار المتحف، المتواجد بمقام الشهيد، المطل على مدينة قالمة، مزارا تاريخيا و سياحيا، يقصده عدد كبير من المهتمين بتاريخ و مآثر الثورة الخالدة، و رموز النضال الوطني، و أبرز قادة الثورة بقالمة، حاضنة الثورة و ملاذها الحصين.
و تزور المتحف وفود كثيرة من الطلبة، و تلاميذ المؤسسات التربوية بقالمة، و أبوابه أصبحت مفتوحة لكل المواطنين الراغبين في الاطلاع على تاريخ المنطقة، و مآثر الثورة، و أبرز القادة، و أهم المعارك التي دارت رحاها بقالمة، إلى جانب الأسلحة، و الذخائر، التي كانت مستعملة من طرف العدو، و جيش التحرير.
و تحولت كنوز المتحف النادرة، إلى مصدر للباحثين و طلبة التاريخ بجامعة 8 ماي 45، و تعمل إدارة المتحف على استقطاب المزيد من الزوار، حتى يتحول المكان إلى معلم تاريخي حقيقي، يضاف إلى المعالم الكثيرة، التي تزخر بها ولاية قالمة، التي يعتبرها المؤرخون بمثابة متحف تاريخي مفتوح، أينما وليت وجهك فثمة معارك و ميادين إعدام للأبرياء، و مقابر للشهداء، و بقايا طائرات محطمة، و ذخيرة، و نصب تذكارية مخلدة للشهداء.
و مازال المتحف الصغير يستقبل المزيد من شهادات المجاهدين، و المواطنين، الذين عايشوا أحداث الثورة الخالدة، و البعض منهم بحوزتهم صور، و قطع قديمة، و وثائق تثري رصيد المتحف، الذي يحظى بعناية كبيرة من طرف السلطات الولائية، و السكان، الذين عادوا أخيرا إلى ماضيهم التاريخي الحافل، بعد قطيعة و عزوف استمر سنوات طويلة.
و تعد صفحة المتحف على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، الأكثر استقطابا لمواطني قالمة، و من خلالها يتابعون نشاط المتحف، و يطلعون على تاريخ المنطقة، و ينظمون زيارات مستمرة لهذه القلعة التاريخية، التي تظم كنوزا نادرة، تؤرخ لمسيرة طويلة من النضال و الكفاح من اجل الحرية و السيادة.
فريد.غ