الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

منشوراته الأخيرة تكشف عن «معاناة نفسية» كبيرة


كاتب ومدوّن تونسي ينتحر ويترك رسالة مؤثرة
«لا أشعر بشيء، و هذا اللاشيء يقتلني.. « هكذا استهل الكاتب التونسي نضال غريبي، 32 عاما، رسالة مؤثرة نشرها بإحدى الصفحات الفايسبوكية التي كان يديرها، قبل دقائق من وضعه حدا لحياته شنقا ، تاركا خلفه صدمة عنيفة في الوسط الأدبي التونسي و المغاربي و العربي، و العديد من التساؤلات و التخمينات حول السبب الحقيقي لانتحاره و هو في أوج شبابه.
الفقيد قرر أن يشنق نفسه، قبل ثلاثة أيام مع سبق الإصرار، في منزله بمعتمدية سيدي عمر بوحجلة في ولاية القيروان، و قد ترك على صفحته بموقع فايسبوك و صفحات كان يديرها رسائل و افضاءات متتالية، تؤكد معاناته من أزمات نفسية شديدة و هيمنة الشك و الرغبة في التمرد على شخصيته و رفضه للحياة بشكلها الراهن و  عدم تكيفه مع المجتمع و الناس، كما كان يطرح تساؤلات وجودية كثيرة، و لا يجد الرد عليها.
بعض المدونين التونسيين علقوا بأن عجز نضال غريبي عن الحصول على منصب عمل قد يكون من بين الأسباب التي دفعته إلى الانتحار، في حين تميط مدوناته على الشبكة العنكبوتية و كتاباته و تغريداته عبر  مواقع التواصل الاجتماعي اللثام عن أوجاع روح متمردة رافضة للحياة و غر متقبلة لواقعها،
في 13 مارس الجاري على سبيل المثال غرد نضال عبر موقع تويتر:
«و يبقى السؤال الذي يراودني كل ليلة، يغازل إجابة تتوارى خلف النعاس، هل عشت اليوم كما ينبغي، كي أستحق إشراقة الغد؟».
و آخر منشور للفقيد في صفحته الفايسبوكية يوم26  مارس جاء فيه
.. «أسائل نفسي.. من أنا؟؟
ثمَّ أهرب من المواجهة لأنني أعرف أني سأندم إذا ما أجبت
أراوغني لأستنكر، من ذا الذي يسأل؟
فأغضب لنفسي وتغضب مني لترحل عني
في حين نشر الكاتب الراحل يوم 27 مارس عبر تدوينة فايسبوكية في صفحة «كتب ممنوعة و نادرة» التي كان يديرها ، رسالة أو بالأحرى وصية مؤثرة جاء فيها:
«أنا الآن لا شيء، تفصلني خطوة عن اللاشيء، أو فلنقل قفزة، غريب أمر الموت ما أبخس ثمنه، دينار
ونصف الدينار ثمن الحبل، وبعض السجائر، غريب أمر الحقيقة ما أبخسها ثمنها لكننا لا نرى»...
الكاتب الذي أوصى بالتبرّع بما صلح أعضائه واصل:
«سادتي، أحبّتي، عائلتي المضيّقة والموسّعة، أوصيكم بأنفسكم خيرا، وبأولادكم حبّا .. أحبّوهم لأنفسهم، لا تحبّوهم لتواصل أنفسكم فيهم»..
السّاعة الآن الرابعة بعد الظهر، من السابع والعشرون من مارس ... أفارقكم عن سن تناهز أسبوعان وأربع أشهر واثنان وثلاثون سنة ..
 ق. ث

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com