وزير الصحة يدعو للحيطة والحذر في مواجهة البوحمرون
قال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي أمس إن المصالح المختصة تعمل على مكافحة الحصبة أو البوحمرون، مؤكدا بأن التلقيح هو السبيل الوحيد للوقاية من المرض ومنع انتقال العدوى، معلنا في سياق آخر عن تنصيب لجنة متعددة القطاعات للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد.
وقال الوزير لدى إشرافه على افتتاح بمناسبة اليوم العالمي لمرضى التوحد بالعاصمة، إن الجهود مستمرة للحد من انتشار داء البوحمرون، خاصة على مستوى المناطق التي شهدت تسجيل عدد من الحالات، في مقدمتها ولاية الوادي، مشددا على أن التلقيح هو السبيل الوحيد لمواجهة العدوى، داعيا إلى ضرورة التزام الحيطة والحذر، على اعتبار أن الثغرات التي تم تسجيلها خلال حملات التلقيح السابقة هي من تسببت في ظهور بؤر البوحمرون عبر بعض المناطق، إلى جانب ضرورة القيام بحملات للتوعية من أجل تشجيع الأولياء على تلقيح أبنائهم الذين لم يستفيدوا من الإجراء، بغرض الحد من عدد الوفيات جراء البوحمرون.
وبشأن التكفل بالأطفال المصابين بالتوحد، أفاد حسبلاوي بأن هيئته تشرف على تنفيذ مخطط محكم منذ شهر فيفري الماضي بالتنسيق مع مختصين في هذا الميدان، بغرض ضمان أحسن تكفل بهذه الفئة من الأطفال، معترفا بأن التشخيص لم يكن يتم في السابق بطرق مدروسة، معلنا في ذات السياق عن تكليف لجنة خاصة للاستماع إلى مسؤولي الهياكل الصحية، بغرض الاطلاع على الإمكانات المتوفرة في مجال ضمان الرعاية الصحية المناسبة للأطفال المتوحدين، كاشفا عن الاستعداد لتنصيب لجنة وزارية لحصر الوضعية الوبائية في الجزائر، من أجل اتخاذ التدابير الملائمة للتحكم في الوضع.
وأفاد المصدر بأن العدد الإجمالي للأطفال المصابين بالتوحد يقدر بحوالي نصف مليون طفل، مع تسجيل حالة واحدة ضمن 4 آلاف طفل، مما أضحى يبعث على القلق وفق تقديره، ويطرح مشكلة فعلية لها صلة بالصحة العمومية، وأضاف الوزير بأن العديد من المصابين بالتوحد لا يستفيدون من خدمات صناديق الضمان الاجتماعي، مشددا على أهمية إعطاء الأولوية للأطفال المتوحدين الأقل من ثلاث سنوات في العلاج وكذا الإدماج الاجتماعي، على اعتبار أن أعراض المرض تظهر عند السنة الثالثة، مع ضرورة تمكين الأطفال البالغين أكثر من ست سنوات، من الإدماج التربوي والاجتماعي، بالتنسيق مع الحركات الجمعوية التي تهتم بهذه الفئة، من خلال استحداث أقسام خاصة لاستقبال هذه الشريحة، فضلا عن إنشاء مراكز نفسية بيداغوجية إضافية، على غرار الموجودة حاليا التي تتبع المؤسسات الاستشفائية العمومية، التي تستقبل يوميا حالات جديدة.
ويعتبر الكشف المبكر عن مرض التوحد عنصرا مهما لضمان التكفل الأمثل بالمصابين، لذلك شدد الوزير على ضرورة أن يحرص الأطباء المختصون على تعلم تقنيات الكشف لتفادي الأخطاء السابقة، متعهدا من جانبه بتوفير الإمكانيات اللازمة على مستوى المراكز الاستشفائية المختصة لتحقيق هذا الغرض، فضلا عن تطوير البحث في هذا المجال، اعتمادا على تجارب بلدان متقدمة أحرزت نتائج إيجابية في تطوير أدوات ووسائل التكلف بالأطفال المصابين بطيف التوحد، ويعتقد حسبلاوي بأن تنصيب لجنة قطاعية مشتركة، سيساهم في تجميع الوسائل والإمكانيات من أجل إنجاح تنفيذ المخطط الذي تم وضعه بناء على قرار من رئيس الجمهورية. لطيفة/ب