تلاميذ قدامى يعودون إلى أقسامهم بمتوسطة المأمون رفقة أساتذتهم
قام أمس عدد من قدامى تلاميذ متوسطة المأمون بحي لوصيف «بيكاسو» بقسنطينة، بمبادرة تعد الأولى من نوعها في الولاية، حيث عادوا إلى مؤسستهم التي درسوا بها منذ نحو 36 سنة، و استرجعوا ذكرياتهم رفقة أساتذتهم الذين تتجاوز أعمارهم 70 سنة، كما قاموا بتكريمهم و التقاط صور تذكارية معهم.
التلاميذ الذين قاموا بالمبادرة تمدرسوا بهذه المتوسطة بين سنتي 1978 و 1982 بالقسم الأول في السنة الرابعة متوسط ، و الذي كان يضم 44 تلميذا، حضر منهم حوالي 40 تلميذا ،فيما غيب الموت البعض و غاب آخرون بسبب انشغالاتهم المختلفة.
التحقوا بالمتوسطة أمس في الساعة العاشرة صباحا، و قاموا بتحية العلم في الفناء، و قد شكلوا صفا ، مسترجعين حنين الدراسة، رفقة أساتذتهم و عندما دق الجرس، التحقوا بحجرتهم الدراسية، أين جلس كل تلميذ بطاولته و مكانه القديم، فيما فضل الأساتذة الجلوس على المنصة ، حيث قدموا كلمة عبروا فيها عن خالص شكرهم و امتنانهم لتلاميذهم على هذا التشريف و التكريم، معبرين عن فرحتهم بالدعوة التي تلقوها من تلاميذهم و التي لم تكن متوقعة، و كذا استثمارهم الناجح، موضحين بأنه تفاجأوا بما حققه تلاميذهم بعد أن أصبح جلهم إطارات و دكاترة و أساتذة في القمة، منهم من يزاول مهامه في أرض الوطن و منهم من التحق بدولة أجنبية لتحقيق طموحاته.
حد مسعود عبد الحق أستاذ اللغة العربية سابقا
لم نكن نفرق بين أبنائنا
من صلبنا و أبنائنا الروحيين
حد مسعود عبد الحق ، أستاذ درس اللغة العربية سنوات السبعينات بهذه المؤسسة، يبلغ من العمر 71 سنة اليوم ، قال بأن علاقة التلميذ بالأستاذ في السابق، هي نفس العلاقة بين الأب و أبنائه ، موضحا بأنه لم يكن يفرق بين أبنائه الروحيين و أبنائه من صلبه، و هذا منطلقه و قد اعتمده في تكوينهم و تدرسيهم، و دعا تلاميذه القدامى لترشيد جمعيات أولياء التلاميذ في مختلف المؤسسات ، و ذلك للقيام بدور فعال في التواصل بين الأجيال ،لخدمة التلميذ الذي يعتبر العصب الرئيسي للمنظومة التربوية، موضحا بأن الأستاذ مطالب بالتكوين المستمر للتكوين الجيد للتلميذ، و هو ما كان يحرص عليه رفقة زملائه الأساتذة ، داعيا إلى الاستثمار في التلميذ بضمان التكوين الجيد، باعتباره ركيزة جزائر الغد.
كعبي دراجي أستاذ رياضيات سابقا
النجاح الذي حققه تلاميذي نتاج استثماري
كعبي دراجي أستاذ رياضيات متقاعد، يبلغ من العمر 68 سنة، قال بأنه بدأ التدريس و هو في سن 18 سنة ، و كان أستاذا صارما و يهابه جميع التلاميذ، ، موضحا بأن اللقاء الذي جمعه بتلاميذه اليوم، أطلعه على نتاج استثماره، حيث وجد تلاميذه إطارات في الصحة و كذا بمؤسسات عمومية في الاتصالات و السكك الحديدية و سونلغاز و غيرها ، و منهم من يعد أبحاثا في الكيمياء و غيرها، مضيفا بأنه كان أستاذا صارما جدا و يعاقب تلاميذه عن كل خطأ أو تجاوز ، سواء داخل المؤسسة و خارجها، و قد كانوا ،حسبه، مطيعين و منضبطين ، و يتفاعلون معه في القسم ، مستذكرا عقابه لأحد تلاميذه ، فبعد ضربه قام التلميذ بمسح دموعه وواصل مشاركته في القسم، غير أن تلاميذه كانوا يخرجون من الحصة مستوعبين كل كلمة يقولها ، مشيرا إلى أنه كان يحبهم كثيرا و يشتاق لهم في العطل، و الآن يفتخر كثيرا بما قدمه .
تلميذ سابق بالمؤسسة
بن حسين حمداني دكتور في الفيزياء بجامعة سكيكدة
بن حسين حمداني دكتور في الفيزياء بجامعة سكيكدة ، قال بأن الفضل الكبير يعود للأساتذة، فقد كانوا بمثابة أولياء لهم ، كانوا يحرصون على تدرسيهم و تربيتهم ، فدورهم لم يكن يختلف عن دور الأولياء، مؤكدا بأنه طبق كل النصائح التي كان أساتذته يقدمونها له و بها حقق النجاح و التفوق، داعيا تلاميذ اليوم إلى احترام أسالتذتهم.
تلميذ سابق بالمؤسسة
بلعلة بوبكر مختص في الهندسة المعمارية و العمرانية بفرنسا
بلعلة بوبكر درس اختصاص الهندسة المعمارية و العمرانية ، و واصل دراساته العليا في مجال تخصصه في فرنسا، قال للنصر بأنه يحب كثيرا مجال التعليم، لكون كان يحلم أن يقف على المنصة مثل أساتذته الذين يعتبرهم فخرا له و مثالا يعتد به، مشيرا إلى أنه اختار العمل في مجال التعليم بفرنسا ، و يدرس في الطور المتوسط و يطبق نفس الطريقة و قواعد الحساب التي تعلمها من أستاذه كعبي دراجي، الذي قال بأنه نابغة في مادة الرياضيات و جعله يعشقها. لقاء التلاميذ القدامى مع أساتذتهم الذي جاء بعد أكثر من عشر سنوات من السعي لتحقيقه، حضره عدد من تلاميذ المؤسسة الحاليين، و قد بادر إلى تنظيم اللقاء التلميذ القديم مراد قدار و يشتغل حاليا كإطار في الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، حيث أنه نسق مع مدير المتوسطة السيد عبد المجيد خنقي، و تمكن بمساعدة هذا الأخير من العودة إلى سجل التلاميذ و البحث عنهم. و قد قام التلاميذ القدامى و نذكر منهم محمد غراز و سواحلة مسعود و الطيب حديد و بوشطوك عمار و بلخيري لطفي و عباس نور الدين في ختام اللقاء بتكريم أساتذتهم، فيما كشف مدير المدرسة عن تحضيره لتأسيس جمعية خاصة بهم لربط الصلة بين الجيل القديم و الجيل الحالي. أسماء بوقرن