انهيــــار بنـــايــة بالمدينــة القـديمـة بقسنطـينـــة
انهار سقف أحد البيوت العتيقة بساحة سيدي جليس، بقسنطينة، صباح أمس، دون تسجيل خسائر في الأرواح، ما عدا بعض الأضرار المادية، ما استدعى قرارا بإجلاء 4 عائلات كانت تقطن بالمنزل، من طرف أعوان الحماية المدنية على اعتبار أن البناية آيلة للانهيار.
وتفاجأ سكان دار بلفاطمي كما تعرف بساحة سيدي جليس، صباحا، بانهيار جزء من سقف الطابق الثاني للبناية القديمة التي تعود للعهد العثماني، و المأهولة بـ 4 عائلات من أصل 5 اكترت الشقق عن المالك الأصلي منذ سنوات، حيث خلفت الحادثة حالة من الذعر خاصة وسط كبار السنِّ والأطفال الصغار، ولحسن الحظ فقد كان السكان بعيدين عن مكان الانهيار، لكنهم قرَّروا حزم الأمتعة استجابة لنصائح أعوان الحماية المدنية المتدخلين، نظرا لخطورة وضع البناية واحتمال سقوطها في أية لحظة، و فضلوا التوجه إلى مكان آمن إلى غاية تدخل السلطات المحلية لإسكان المعنيين.
وخلَّف انهيار السقف تحطيم مكيِّف هواء وتهشُّم بعض الحاجيات الموضوعة بصدر الدار، كما تعرضت الأرضية التي سقط عليها السقف لأضرار أمام تشقق الدعامات التقليدية المصنوعة من العرعار والجصُّ، كونها قديمة، فيما بات مستحيلا الصعود للطابق ما قبل الأخير، لتكوُّن هوَّة كبيرة جراء انهيار جزء من السقف، الذي يعدُّ أرضية الطابق الثاني.
وحسب صاحب البناية الموجودة بنهج بن دلُّول عبدالمجيد، المملوكة لعدد من الورثة، والذين اكتروها للسكان الحاليين، فإن الدَّار ذات الطراز الإسلامي العثماني اعتبرت بناية صالحة للسكن منذ 1996، من قبل مصالح البلدية، وفق ما تبينه الوثائق التي بحوزته، غير أن الإهمال من قبل المكترين، حسبه، جعل وضعيتها تزداد سوءا بمرور الوقت، من خلال التعديلات على البناية وقنوات المياه والصرف المستحدثة، وكذا التسربات.
كما أضاف ذات المتحدث للنصر أنه أرسل عدَّة طلبات ترميم البناية، غير أن الجهات المختصة طالبت منه إخلاء المنزل من ساكنيه، حتى يتسنى لها القيام بالأشغال بالكيفية اللازمة، بعيدا عن الخطر المحتمل، لكن شاغليها رفضوا، مثلما يضيف، الانصياع للأمر، ما جعله ينتظر تدخل السلطات ومصالح البلدية التقنية أو تلبية المستأجرين لطلبه.
ويملك 5 من أصل 7 ورثة لمنزل المرحوم بوعنان مصطفى استفادات من السكن الاجتماعي، فيما ينتظر شاغلو البناية ترحيلهم في القريب العاجل، كونهم يملكون استفادات ضمن حصة العمومي الإيجاري من أصحاب السكن الهشِّ، علما أن والي قسنطينة سبق له أن صرح أن عمليات إعادة الإسكان لصالح قاطني المدينة القديمة، سوف تنطلق خلال شهر رمضان المقبل أو بعده، على أن تشمل كحصة أولى 1700 عائلة سترحل إلى مدينة علي منجلي. و قد قام السكان بإغلاق طريق "الروتيار" لطلب الترحيل، ما استدعى تدخل الأمن والتنسيق مع الدائرة، ليتنقل ممثلون عنهم إلى مقر الدائرة أين وعد رئيسها بإعادة إسكانهم في أقرب فرصة، لكنه أطلعهم أن الأمر سيمس 9 عائلات فقط حصلت على الوصولات بينما العدد الفعلي هو 11، حسب مصدر من السكان الذين أكدوا استمرار تسجيل وضعيات عالقة تخص الملاك أنفسهم و ليس المستأجرين، على غرار حالة شاب أعزب يتعدى عمره 40 سنة و لم يحصل بعد على مقرر الاستفادة المسبقة من السكن الاجتماعي رغم إيداعه للطعون.
فاتح/ خ