شباب ينجحون في تقليد قريتهم لقب أجمل قرية ببومرداس
تترامى بيوتها على قمم جبال مدينة عمال بولاية بومرداس، وسط طبيعة خلابة، و مناخ متوسطي، تحكم فيه أشجار الزيتون قبضتها على جل المساحات الزراعية، و تقتات منها 3 آلاف نسمة تسكنها وسط عزلة و شبه غياب للتنمية عاش فيه الأجداد لسنوات طويلة، قبل وصول جيل جديد، رفع التحدي و قرر الخروج عن المألوف، فعمل و ثابر بجهد كبير، حتى بلغ المراد و قلد قرية صغيرة لقب أجمل قرية على مستوى الولاية.
ثيزة، بالأمس القريب فقط، كانت مجرد قرية منسية، لا يتذكرها أهل الولاية، سوى في احتفالات يناير، التي غالبا ما تحتضنها كل سنة، غير أن الأوضاع انقلبت اليوم، و باتت أشهر من نار على علم، بعد أن افتكت لقب أجمل قرية على مستوى ولاية بومرداس و بامتياز في شهر مارس الفارط، لتصبح حديث الخاص و العام بفضل جهود فريق من الشباب عمل بجد كبير طيلة أربع سنوات، لتغيير وجه القرية البائسة، و تحويلها إلى لوحة فنية تبهر كل من يشاهدها.
جمعية ثافات ترفع شعار التحدي
يقول مختار بولجنات ، رئيس جمعية ثافات ، صاحبة المبادرة، بأنه و قبل إنشاء الجمعية في 2014، كان الوصول إلى قرية ثيزة صعب جدا و البقاء فيها أصعب، ما دفع الجمعية بأعضائها 11 ، إلى التفكير في طرق تمكنها من الخروج من عزلتها و تنفض عنها غبار التخلف، لتباشر المجموعة مهامها بمحاولة إيصال انشغالات السكان إلى السلطات المعنية، ما فتح المجال لبعض المشاريع، منها فتح طرق غابية، محاربة المفارغ العمومية، تنظيف المقابر، و القيام بجولات سياحية في المنظقة، و تنظيم دورات رياضية و مسابقات فكرية، مع الحرص على الاحتفال بكافة الأعياد الوطنية.
رئيس الجمعية يضيف بأنه و بعد الشروع في ذلك، جاءت فكرة إنشاء قرية نموذجية، دون الاستعانة بأونساج أو أي صندوق تمويلي آخر، أين كانت البداية الفعلية للمشروع الأهم سنة 2016، عندما انطلقت عملية التوعية البيئية في أوساط السكان، و حملات الغرس و التشجير، فضلا عن القيام بأعمال فنية و ديكورات تلون القرية، ما مكنها من استضافة تظاهرات وطنية و عالمية، كتظاهرة يناير و الاحتفالات باليوم العالمي للسياحة و يوم الجبل.
و يتابع رئيس الجمعية الذي لم يتجاوز آنذاك 26 ربيعا، إلا أنه تمكن رغم صغر سنه من قيادة فريقه نحو النجاح، بأن العمل كان بشكل تدريجي للنهوض بالقرية، حيث كانت المرحلة الثانية إنشاء نافورات بالأحياء ترمز للمنطقة، غير أنه و منذ الإعلان عن مسابقة “طوب فيلاج” التي أعلن عنها والي بومرداس، تقرر تكثيف الجهود، و أطلقت معه أفكار جديدة كإنشاء مكتبة في الهواء الطلق لتشجيع القراءة وسط السكان، بالإضافة إلى بناء بيوت تقليدية أمازيغية بالشارع الرئيسي، ترمز للمنطقة، تم تجهيزها بكافة الوسائل، سعيا للمحافظة على الثقافة و الهوية المحلية.
مشاريع جديدة و طموح أكبر
الجمعية عملت أيضا على الجانب الجمالي للجدران، حيث قامت برسم جدارية تربوية، و ركزت على الجانب التاريجي للقرية المعروفة، بكفاحها خلال الثورة التحريرية، حيث رسمت شخصيات تاريخية و وطنية مجاهدة، فضلا عن خلق مساحات خضراء و أخرى للتسلية و اللعب، استغرق العمل فيها أربع سنوات، توجت القرية في النهاية باللقب الولائي في الطبعة الأولى للمسابقة، و التي جلبت جائزة قدرها 150 مليون سنتيم، يقول السيد بولجنات، بأنه سيساهم في تطوير إضافي للقرية التي كانت كافة مشاريعها تمول من الجمعية و مساعدات المواطنين.
و يؤكد رئيس جمعية ثافات، بأن الفريق و السكان، عازمون على المضي قدما، و العمل من أجل تحقيق اللقب الوطني، متحدثا عن مشروع إنشاء متحف للقرية يجمع تاريخها في مكان واحد، يكون مفتوحا للجمهور، بالإضافة إلى إنشاء منبع للمياه.
إ.زياري