محاضرات و قراءات شعرية وسط الطبيعة الخلابة ببني حميدان
نظمت أمس بلدية بني حميدان بقسنطينة ، الطبعة السابعة لتظاهرة الربيع القسنطيني للمثقف، تحت شعار «بني حميدان التربة الصالحة للإبداع الخصب»، التي تضمنت مداخلات حول تاريخ المنطقة وقراءات شعرية وسط الطبيعة الخلابة ، و كذا زيارة مواقع أثرية ، بحضور دكاترة مختصين في التاريخ و الآثار، بالإضافة إلى فاعلين في قطاع الثقافة من شعراء و فنانين، و كذا طلبة من فرنسا مهتمين بالمنطقة.
التظاهرة انطلقت فعالياتها من مقر بلدية بني حميدان، بحضور رئيس المجلس الشعبي البلدي و مدير الثقافة و كذا محافظة مهرجان الشعر النسوي و فاعلين في القطاع، و قام الحضور بجولة سياحية لمنطقة الصويري بذات البلدية، و هي منطقة أثرية متميزة تعد قبلة للعائلات و السياح الأجانب، لما تضمه من آثار تدل على تاريخ المنطقة العريق.
بموقع الصويري المشهور قدم الأستاذ عمارة علاوة مداخلة حول «تاريخ منطقة بني حميدان» و قال بأن ميلادها الرسمي كان سنة 1869، لتلحق بعدها ببلدية ديدوش مراد سنة 1874، و عن اسم المنطقة، قال بأنه مشتق من اسم عائلة قدمت من وادي الدراج، و تحديدا في منطقة بشارة ببلدية المعاضيض حاليا، و هذه العائلة استغلت المنطقة المسماة باسمها و المقدرة بـ 300 هكتار .من الناحية الأثرية، قال ذات المتحدث بأن بني حميدان غنية جدا بالآثار، و من أبرز مواقعها منطقة «الصويري» التي توقف عندها مطولا، إذ يوجد بها قبور الدولمان التي تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ ، و أضاف بأن المنطقة عرفت استيطانا سابقا للرومان و قد تم اكتشاف بها قطع نقود نوميدية تدل على ارتباط المنطقة بمدينة قسنطينة مباشرة ، كما شهدت الاستيطان الروماني ، و لا تزال بقاياه موجودة بالمنطقة.
و أشار الأستاذ علاوة إلى أن المناطق الأخرى من بني حميدان توجد بها أكثر من 80 موقعا أثريا، فالمنطقة غنية من الناحية التاريخية ، و كان يقطعها طريق غربي يربط قسنطينة و جيجل، و يمر عبر مشتة الصفصافة ، و طريق شمالي يمر عبر واد الحجر و عيون السعد ، ثم يقطع باتجاه القل و سكيكدة، كما أنها غنية جدا من الجانب الزراعي ، و بالتالي فإن أغلب الآثار الموجودة، حسبه، عبارة عن قلاع و قرى و مزارع .
من جهته قدم الدكتور عبد الله حمادي مداخلة حول «إخراج العمل الإبداعي من الأماكن المغلقة»، حيث تحدث عن الشعر العربي و المعاصر و مميزاتهما، فيما أعرب طلبة من جامعات فرنسية حضروا التظاهرة ،عن انبهارهم بالمنطقة و الرمزية التاريخية التي تحملها.
و تواصلت فعاليات التظاهرة بزيارة موقع تيديس الأثري ، أين تم تقديم قراءات شعرية من قبل شعراء و شاعرات قسنطينة ، و كذا مقطوعات غنائية للفنان فؤاد ومان ، كما تم تقديم عرض مسرحي بعنوان «الشهيد» للمخرج مراد جعفري، لتختتم التظاهرة بتكريم عدد من الوجوه الفنية و فاعلين في التظاهرة.
أسماء ب