تابعـت من انجلتـرا كـل مبـاريــات السنــافــر الـمتلفـزة وأهنئهـــم مسبقــا باللقــب
أصر النجم السابق لفريق شباب قسنطينة، على أن يكون أول مهنئ للسنافر، بعد مشوارهم الجيد واقترابهم من تحقيق حلم لطالما انتظروه، وكشف في اتصال مع النصر، أنه لا يزال يحمل في قلبه الفريق، الذي حمل ألوان نهاية التسعينات، وعرف معه أحلى أيام مسيرته الكروية.
حاوره: مروان. ب
• ما هو جديد سوماري النجم الأسبق لشباب قسنطينة ؟
مستقر بانجلترا منذ عدة سنوات، بعد أن وضعت حدا لمشواري كلاعب كرة قدم، لقد كانت لي الفرصة أن حملت ألوان عدة فرق، لعل أبرزها شباب قسنطينة، الذي تجمعني به قصة حب فريدة من نوعها، صدقوني قلبي لا يزال يخفق للسنافر، وذكرياتي مع هذا الفريق لا تفارقني، إلى درجة جعلت البعض يعتقد بأنني جزائري وليس سنغالي.
أرفع القبعة لعمراني وعبيد مكانته بأوروبا
• حدثنا عن كيفية التحاقك بالسنافر ؟
لا أزال أتذكر أبسط التفاصيل، حيث شاركت رفقة فريقي السابق نادي دياراف السنغالي في دورة “بلاك ستارز”، التي تقام بباريس بفرنسا بشكل دوري، وحينها واجهنا فريق شباب قسنطينة، الذي كان يضم في صفوفه عديد النجوم، حيث قدمت مستوى رائعا تحت أنظار الرئيس الأسبق محمد بوالحبيب، الذي كلف القائد زهير بوريدان بالحديث معي بعد نهاية اللقاء، أين جس نبضي، بخصوص إمكانية التحاقي بالسنافر الموسم المقبل، وأخبرني بأن الفريق بحاجة إلى لاعب بمواصفاتي، من أجل مشاركتهم المنافسة الإفريقية التي تأهل لها الشباب، بعد الفوز بلقب البطولة موسم 1997.
• يقال بأنك خطفت النجومية من الجميع، كيف حدث ذلك؟
في موسمي الأول مع شباب قسنطينة قدمت مستوى متميزا، ولعبت دورا فعالا في قيادة الفريق للمنافسة على لقب البطولة، التي ضاعت منا في ملعب الحراش، بسبب الظلم الذي تعرضنا له من طرف القائمين على شؤون الكرة آنذاك، لقد حرمونا من التتويج باللقب الثاني على التوالي، رغم أننا كنا الأحق بذلك، من خلال تخطي عقبة كافة الفرق القوية، على غرار وداد تلمسان، الذي كان يعد من خيرة النوادي الجزائرية في تلك الحقبة، لقد كنا نملك جيلا متميزا، في وجود كل من بورحلي وكاوة والمرحوم ياحي وعرامة وبوريدان وبوخدنة وحرنان داود وسليم العايب، لا أتذكر كلا باسمه، كوننا عشنا أياما جميلة، غير أن بعض الأطراف لم تكن ترغب في رؤيتنا أبطالا.
• لماذا كنت تحظى بكل ذلك الحب من قبل السنافر؟
بكل تواضع، كنت النجم الأول في الفريق، رغم تواجد عديد الأسماء المتميزة، على غرار الهداف يسعد بورحلي والقائد زهير بوريدان، لقد لعبت بنية خالصة، ما مكنني من تشريف عقدي، كما أنني كنت أمتلك ميزة لا تتوفر سوى في عدد قليل من اللاعبين، وتتمثل في إجادتي اللعب في كافة المناصب، لقد لعبت كمهاجم صريح، ونجحت في تسجيل عديد الأهداف، كما لعبت كمدافع أيسر، وفي الاسترجاع، كل ما كان يهمني، هو أن أقود فريقي نحو الانتصارات، التي تسعد الأنصار، لقد كنت أتمتع بإرادة فولاذية، وردي كان دوما فوق أرضية الميدان.
ليس سهلا أن تزاحم بورحلي في النجومية
• رغم تألقك الكبير، إلا أنك فضلت المغادرة بعد موسم واحد فقط، لماذا ؟
انتقلت بعدها إلى البطولة اللبنانية، أين تقمصت ألوان نادي غير معروف يدعى “الإصلاح البرج الشمالي”، حيث نجحت معه في تقديم العروض المطلوبة، بدليل أنني سجلت أهدافا كثيرة، ما جعلني أتلقى اتصالات بالجملة من بعض الأندية العربية، التي رغبت في ضمي، على غرار فرق من مصر وأخرى من دبي، ولكن الأمور لم تسر معي كما أريد، لأجد نفسي مضطرا للعودة إلى مسقط رأسي بداكار، أين قضيت هناك بعض الأيام، قبل أن أتلقى اتصالا من مدربي السابق في شباب قسنطينة رابح سعدان، الذي نصحني بالعودة إلى السنافر، لأضبط بعدها كافة أموري مع السكرتير سليم مجمج، الذي أحييه بالمناسبة، كونه شخصية محترمة للغاية، كما أنه مسير متمكن، بدليل أنه لا يزال يزاول نشاطه مع الشباب إلى غاية الآن.
• هل تتابع أخبار الشباب رغم تواجدك في انجلترا ؟
رغم مغادرتي للفريق، إلا أنني بقيت في اتصال دائم مع العديد من الأنصار، الذين يكنون لي محبة من نوع خاص، حيث أتحدث معهم بشكل دائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أني متابع جيد لكافة أخبار الفريق، الذي استعاد بريقه المفقود في آخر السنوات، وبات من أقوى الفرق، بدليل أنه الأقرب للتتويج بلقب البطولة هذا الموسم، لقد قضيت فترة جميلة في قسنطينة، حيث لم أشعر بأنني بعيد عن بلدي السنغال، بل بالعكس باتت قسنطينة بمثابة مدينتي الثانية، التي لن أنساها ما حييت، وفي هذا الصدد أود أخبركم بأمور حدثت معي لا يمكن تصديقها.
بوالحبيب اكتشفي في دورة “بلاك ستارز”
• تفضل...
أود أن أحدثكم عن بعض الأمور، التي حدثت معي في أوروبا، وإن دلت على شيء، فإنما تدل على المكانة الكبيرة، التي لا أزال أحظى بها لدى أنصار النادي القسنطيني، الذين كلما رأوني يسارعون للحديث معي، ولا يكتفون بذلك بل يقومون بدفع ثمن كل ما استهلكه، في خرجة تؤكد اعترافهم بما قدمته لهذا الفريق العريق، الذي يمتلك أنصارا من ذهب، حيث لا يمكن مقارنتهم بأحد، لقد قضيت أياما رائعة مع السنافر، الذين جعلوني أشعر بأنني نجم، رغم أنني لم أكن اللاعب الوحيد المتألق في تلك الفترة، على اعتبار أن فريقنا كان يضم في صفوفه عديد الأسماء اللامعة.
• لماذا فشلتم في التتويج، رغم أنكم امتلكتم جيلا متميزا ؟
في موسمي الأول، لا أزال أتذكر بأننا كنا ننافس بقوة على لقب البطولة، رغم أننا لم نتلق مستحقاتنا العالقة لأكثر من أربعة أشهر كاملة، أنا أدين للرئيس الأسبق محمد بوالحبيب، وليس لفريق شباب قسنطينة، الذي لا يمكنني أن أطالبه بالأموال، أنا أعشق هذا الفريق، رغم أنني بعيد عنه منذ سنوات، ولم أفكر للحظة واحدة في رفع قضية ضد الشباب، الذي كنا ندافع عن ألوانه بشراسة حبا في الأنصار ولا شيء غير ذلك.
• هل صحيح أنك لا تزال في اتصال مع زملائك السابقين؟
أجل، لا تزال تجمعني صداقة قوية مع غالبية زملائي السابقين في شباب قسنطينة، ويتقدمهم الثنائي المشرف حاليا على الفريق، ويتعلق الأمر بكل من طارق عرامة والعايب سليم، دون أن أنسى بوخدنة وبوريدان وحكيم حرنان، الذي أسأله في كل مرة عن شقيقه الأكبر، أنا بعيد بجسدي عن مدينة قسنطينة، ولكن قلبي متعلق بالفريق، الذي أتابعه باستمرار، حيث شاهدت كافة المباريات المنقولة عبر الشاشة.
سعدان مدرب كبير وتعلمت منه الكثير
• يقال بأنك عرضت بعض اللاعبين الأفارقة على الشباب، ما صحة هذه المعلومة؟
بصفتي مناجير معتمد لدى “الفيفا”، أنا مستعد لمساعدة فريق القلب شباب قسنطينة، من خلال جلب لاعبين أفارقة من مستوى عال للدفاع عن ألوان الشباب، الذي يستعد الموسم القادم للمشاركة في المسابقة الإفريقية، أنا تحت تصرف المناجير العام طارق عرامة في أي لحظة، وسأقدم يد العون للفريق، دون أن أخذ أي أتعاب، لقد كنت قريبا من جلب أحد الأسماء الإفريقية اللامعة للشباب الصائفة الماضية، غير أن الأمور تعطلت في آخر لحظة، بسبب اتصالي المتأخر بعرامة، الذي أعجب بالسير التي قدمتها له.
• من هو أحسن مدرب عملت تحت إشرافه ؟
بكل صراحة أحسن مدرب تعاملت معه هو رابح سعدان، حيث يمتلك شخصية فريدة من نوعها، كما أن لديه ميزة تختلف عن باقي المدربين الآخرين، وهي التحضير الجيد للمباريات، وأنا أتذكر بأنه كان يجتمع بي بفندق “المرحبا” ليلة كل مباراة، من أجل الرفع من معنوياتي، وتجهيز بالشكل المطلوب، وهو ما ينعكس بالإيجاب على مردودي فوق أرضية الميدان، لقد حدثت لي مشكلة معه في بدايتي مع الفريق، حيث اتهمني في أحد المرات بقلة الانضباط، ما جعلني أنفعل، وأدخل معه في ملاسنات، غير أنني اقتنعت في آخر المطاف بأن حديثه لي كان مفيدا، بدليل أنني تحولت إلى أهم عنصر في فريقه، ما جعله يعاملني بطريقة خاصة جدا.
• هل تود الحديث عن موضوع ما ؟
أود أن أحيي الرئيس الأسبق محمد بوالحبيب، الذي كان وراء قدومي إلى شباب قسنطينة، كما لا يجب أن ننسى فضله على الشباب، كونه من قاده لأول للفوز بأول لقب بطولة، غير أنني أبعث لهم عبركم رسالة مفادها أنني لم آت إلى الشباب من أجل الأموال، بل لأنني تعلقت بهذا الفريق العريق، الذي تحول إلى شيء مهم في حياتي، لقد كنت أتقاضى راتبا زهيدا، مقارنة بلاعبين آخرين لم يشاركوا سوى في مناسبات قليلة جدا.
سنافر أوروبا “ماركة مسجلة” وكرمهم يجعلني أستحي
• هل من رسالة خاصة تبعثها عبر جريدة النصر ؟
تجربتي في شباب قسنطينة كانت فريدة للغاية، رغم قصرها، حيث عملت مع سوسو، كما كانت لي فرصة العمل أيضا مع الرئيس أونيس، الذي لم يوفق إلى النتائج المرجوة، رغم مجهوداته الجبارة، دون أن أنسى الدكتور محساس، الذي يعد شخصية محترمة للغاية، وتشرفت كثيرا بمعرفته، أنا أحيي كافة سكان قسنطينة، كونهم كانوا يعاملونني مثل الملك.
• هل أنت على دراية بما يبصم عليه الفريق الحالي الذي يقترب من لقب البطولة؟
بطبيعة الحال أتابع باهتمام كبير تألق الفريق هذا الموسم، حيث لم يعد يفصله عن التتويج سوى خطوات قليلة، أنا أشكر أسرة الشباب على هذا العمل الجبار، وأنا سعيد للغاية من أجل الأنصار، الذين يستحقون التتويج بأكثر من لقب، بالنظر إلى ما يقدمونه لفريقهم المحبوب، لقد حافظوا على تماسكهم ووفائهم للألوان الخضراء والسوداء، رغم ما مر به فريقهم على مدار السنوات الماضية.
• ماذا تقول للاعبين ؟
عليكم التضحية من أجل إسعاد الجماهير العظيمة.
تابعت من انجلترا كل مباريات السنافر المتلفزة
• هل تود تقديم نصيحة للهداف عبيد؟
لقد تابعت تألق عبيد هذا الموسم، هو مهاجم قناص، وأنا سعيد للغاية من أجله، ولكني أنصحه بالعمل أكثر، لأنه قادر على اللعب في أي بطولة، بالنظر إلى المواصفات الهجومية التي يتمتع بها، بالنسبة لي هو كريم بن زيمة شباب قسنطينة.
• كلمة حول المدرب عمراني ؟
عمراني على بعد خطوات قليلة من أجل دخول التاريخ مع الشباب، أنا متضامن معه، كونه لم يجد الطريق مفروشة بالورود، في ظل الظلم التحكيمي الكبير الذي تعرض له فريقه هذا الموسم، ورغم ذلك لم يفرط في الصدارة منذ الجولات الأولى.
م. ب