الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

برأوا رفاق درب الشهيد بوجريو من أي مؤامرة ودعوا لإحياء ذكرى ميهوبي ومعركته التاريخية


 مؤرخون: أمانة الولاية الثانية استقرت بأم الطوب عقب استشهاد زيغود يوسف
كشف باحثون في تاريخ الثورة أن أمانة الولاية الثانية استقرت بجبال أم الطوب بولاية سكيكدة بين برقون وبني صبيح، بقيادة لخضر بن طوبال بعد استشهاد زيغود يوسف خلال الثلاثي الأخير من سنة 1956م؛ قبل أن يتفطن لها المستعمر ويحاصر مقر القيادة ويهاجمها بعتاد حربي ثقيل؛ لكن كومندوس المجاهد محمد الصالح ميهوبي استبسل في الدفاع عن القيادة وخاض معركة كبيرة فك بموجبها الحصار وتم تهريب القيادة ووثائق الولاية قبل أن يسقط ميهوبي شهيدا متأثرا بجراحه رفقة 34 شهيدا آخر.
ففي ندوة تاريخية نظمت بمكتبة بلدية أم الطوب بولاية سكيكدة على هامش الاحتفال بالذكرى 67 لاستشهاد مسعود بوجريو التي أقيمت نهار أمس كشف الدكتور علاوة عمارة عن حقائق تاريخية من خلال الأرشيف الفرنسي ظلت مغيبة في الذاكرة الجماعية؛ حيث أبرز أن كومندوس محمد الصالح ميهوبي فدى قيادة الولاية الثانية الجديدة في معركة تاريخية لم تنل بعد حقها من البحث والتنويه؛ ووفقا للمحاضر فإن تقارير استخباراتية وردت تباعا للدوائر الاستعمارية بين 18 نوفمبر و04 ديسمبر 1956 حول تواجد قائد الولاية الجديد بن طوبال في رأس برقون الواقع بدوار الدنايرة (أم الطوب)، على خط التماس مع دوار بني صبيح؛ وتبعا لذلك قامت وحدة من الجيش الاستعماري بعملية عسكرية واسعة استعملت فيها وسائط نارية ثقيلة وطائرات مستهدفة القضاء على قيادة الولاية ومقرها، حيث حاصرت المنطقة؛ مما دفع بالفرق التي يقودها محمد الصالح ميهوبي رفقة حمادي كرومة وأحمد قويسم والخوجة حسيني إلى التدخل لمنع الإنزال الجوي؛ حيث دارت اشتباكات عنيفة سمحت بفك الطوق عن قائد الولاية الجديد وتأمينه خارج مربع القتال؛ في حين أصيب محمد الصالح ميهوبي بجروح قاتلة سقط على إثرها شهيدا؛ ونقل المحاضر وثائق تفيد بأنه خلال الاشتباك أصيب عسكريان فرنسيان بجروح وسقطا أرضا فحاول القائد ميهوبي نزع سلاحهما؛ لكن أحد الجريحين باغته وأطلق عليه النار من مسدسه؛ حيث أصيب برصاصتين في بطنه لكنه تمالك نفسه وتوغل في الأدغال قبل أن يرتقي شهيدا بالمنطقة المعروفة بالبلوطة الحلوة التابعة لدوار بني صبيح؛ في 8 ديسمبر 1956م، وسقط معه 33 شهيدا؛ في حين قتل ضابط فرنسي وأصيب ضابطان وثلاثة جنود، وقد كان المجاهد محمد بوضفة ابن أم الطوب جنديا في كومندوس ميهوبي.
المحاضر الذي دعا مسؤولي وسكان المنطقة للاحتفاء بهذه المعركة وإعطائها مكانتها التاريخية في الذاكرة الوطنية وذاكرة المنطقة؛ والاحتفاء بالشهيد محمد الصالح ميهوبي الذي أدخل الثورة منذ بداياتها إلى المنطقة؛ كشف أيضا عن محطات وحقائق تاريخية حول مساهمة منطقة سيدي قنبر (أم الطوب في الثورة)، منذ عامها الأول، التي ستحضر كثيرا باسم سيدي قنبر وأولاد الحاج في وثائق الأرشيف الفرنسي، واستحضر محطات كثيرة منها؛ أن المجاهدين تلقوا أمرا من سي أحمد زيغود ومحمد الصالح ميهوبي بتفريغ سيدي قنبر من المعمرين، وقطع الطريق أمام الجيش الفرنسي؛ وكانت منطقة سيدي قنبر المنطقة الفعلية العملية التي تم فيها التحضير للهجومات المنظمة من قبل زيغود وقيادة الولاية في 18 فيفري 1956 على وحدات الجيش الفرنسي بأم الطوب وسيدي مزغيش وعين قشرة؛ وقد أرسل زيغود لأم الطوب فصيلا بقيادة محمد العربي الخروبي وهي معلومات تكشف لأول مرة.
من جهته الأستاذ رياض شروانة؛ اعتمادا على الأرشيف الفرنسي كشف عن حضور كبير لأم الطوب في ثورة التحرير، حيث إن زيغود يوسف انسحب بعد استشهاد ديدوش مراد إلى سوق العربي بأعالي أم الطوب؛ مشيدا بمساهمة المنطقة في الثورة من بداياتها ومن ذلك مشاركة بعض السكان في أحداث ما بين 1 إلى 9 ماي 1955 إحياء لذكرى أحداث 8 ماي 1945، حيث كسروا جسر القنطرة قرب بوطمينة؛ وبعد أن عرج على ظروف وملابسات استشهاد مسعود بوجريو فند المحاضر أي ادعاءات حول استشهاده وقال إن مرافقيه لم يغدروا به؛ بل حوصر من قبل جندرمة عين قشرة وسرية للحركى وجنود فرنسيين ليستشهد في 28 أفريل 1961م.
وقد تلت المحاضرتان تساؤلات وتعقيبات من أساتذة ومجاهدين طالبوا من خلالها بتدوين تاريخ المنطقة وإبراز دورها الحقيقي في الثورة، والتعريف بأعلامها الأوائل أمثال عمار فكراش وسلطان بوصبع والعبزة محمد ومحمد لحمر والشريف قريوة وكعرار وغيرهم ممن بدأ الثورة ومهد لها وكانوا من حفظة القرآن الكريم على غرار شهداء ومجاهدي المنطقة من مختلف العائلات والمشاتي.     
ع/خ    

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com