الخميس 28 نوفمبر 2024 الموافق لـ 26 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الرئيس بوتفليقة في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير

على الإعلام نقل صورة الجزائر الحقيقية و التصدي لحملات التشويه

* إعلاميون: التقدم التكنولوجي سهل ممارسة الصحافة و لم يطوّرها         * إبراهيم أحمايد صحافي جزائري يسطع في كوريا الجنوبية        
* صحافة المواطن في مواجهة الأخبار الكاذبة                             * لزهر ماروك: الجزائر حققت خطوات كبيـرة في تجسيـد ثقافـة حرية التعبيـر

من حق الجزائر أن تفتخر بما قدمته لحرية الصحافة
على الإعلام أن يقوم بدور الرقيب اليقظ الذي يرصد النقائص ويشجع على الإصلاح والتصحيح وحتى المحاسبة
دعا رئيس الجمهورية السيد، عبد العزيز بوتفليقة، أسرة الصحافة الوطنية إلى الإطلاع بدورها في ترقية صورة الجزائر، و مرافقة المجتمع على نهج التحولات والإصلاحات، والقيام في نفس الوقت بدور الرقيب اليقظ الذي يرصد كل النقائص التي تعثر سير الشأن العام والحياة اليومية، بما يشجع على الإصلاح والتصحيح و حتى المحاسبة إن تطلب الأمر ذلك.
 وجه رئيس الجمهورية السيد،عبد العزيز بوتفليقة، رسالة خاصة للأسرة الإعلامية الوطنية بمناسبة الثالث ماي المصادف لليوم العالمي لحرية التعبير، حثها فيها على القيام بمهمتها النبيلة في خدمة البلاد والمجتمع ، وأكد مرة أخرى أن الجزائر يحق لها أن تستقبل اليوم  العالمي لحرية الصحافة وهي في طليعة الدول التي تحترم حقوق هذه المهنة النبيلة ولا تدخر أي جهد من أجل ترقيتها.
وبالمناسبة دعا رئيس الدولة كل وسائل الإعلام الوطنية والأسرة الإعلامية إلى الإطلاع بدورها الهام في نقل صورة الجزائر الحقيقية خارج الحدود بالنظر للتحديات التي يفرضها الواقع الدولي الحالي» من حق الجزائر أن يضطلع إعلامها الوطني بالقيام بدور قوي في نقل صورة الجزائر الحقيقية خارج حدودنا، إن عالم اليوم المولع كباره بالهيمنة لا يتقبل بسهولة الدول والشعوب المتمسكة بحريتها واستقلال قرارها، ومن ثم تصبح هذه الدول والشعوب معرضة لحملات التشويه بل وحتى لمحاولات زعزعة استقرارها وأمنها بإثارة الفتن واختلاق أزمات ومشاكل، بحيث لا ترى الخروج منها إلا في الاحتماء بها».
 وهنا ذكّر الرئيس بمواقف الجزائر السيادية وما لحق بها جراء ذلك « إن الجزائر التي تتميز بهذه الاستقلالية في القرار والخيار، عانت ويلات التشويه، كما استُهدفت بمحاولة زعزعة أركانها، والأمر بات اليوم أخطر مع تطور الإعلام الإلكتروني الذي لا يعرف الحدود والذي يصل مباشرة إلى جميع الأفراد».
ولفت هنا إلى أنه من الطبيعي أن نختلف في الداخل في الآراء والاتجاهات، وهي قاعدة الديمقراطية، لكننا «ملزمون جميعا بالوحدة الوطنية وجمع الكلمة عندما يتعلق الأمر بالجزائر وطننا الوحيد الذي لا وطن لنا غيره».  
المهمة الثانية النبيلة التي دعا بوتفليقة الصحافة إلى الإطلاع بها  تتمثل في تحويل الذهنيات في مجتمعنا, وفي الإصلاح الجوهري لمغالبة تحديات اليوم على جميع الصُعُد، مؤكدا أنه ينبغي على مجتمعنا التقدم أكثر فأكثر في تقديس العمل وفي الحرص على النجاعة الاقتصادية, و إعادة الاعتبار للحس المدني, والتمسك بقيم الاعتدال والوسطية, وهي كلها غايات تترسخ بفضائل الشرح والنقاش وتقديم الدلائل والحجج, وهي كلها ورشات تقتضي دورا أكثر فعالية من طرف الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع والإلكتروني».
 ومن هذا المنطلق خلص بوتفليقة إلى أنه يتعين على رجال الصحافة ونسائها الاضطلاع بدور «الرقيب اليقظ الذي يرصد كل النقائص التي تعثر سير شأننا العام أو حياتنا اليومية، الدور الذي يشجع الإصلاح والتصحيح وحتى المحاسبة عندما يتطلبه الأمر».
مشيرا هنا إلى أن ثقل وتعدد المهام المنوطة بمختلف مصالح الدولة تؤدي, لا محالة إلى ارتكاب عدد من الأخطاء، وإلى وجود قسط من النقائص، ونقل هذه الوقائع من طرف الإعلام المحلي، خاصة عندما يتم ذلك بصدق ونزاهة, يكون جزءاً هاما من العلاج والتصويب والتحسين، فأناشد جميع وسائل إعلامنا أن تتكفل بهذا الجانب من مهامها النبيلة.
ولم يفوت رئيس الدولة الفرصة للتذكير بالمكاسب المحققة في مجال حرية الصحافة والجهود التي بذلتها وتبذلها الدولة في سبيل ترقية المهنة ودعم مهنييها، عندما قال» وتستقبل الجزائر بافتخار اليوم العالمي لحرية الصحافة, وهي في طليعة الدول التي تحترم حقوق هذه المهنة النبيلة, ولا تدخر أي جهد من أجل ترقيتها»..
كما أشار الرئيس إلى أن الجزائر تعتز بتخليص تشريعها من اي عقوبة سالبة للحرية على الجنحة التي قد يرتكبها الصحفي، وأن تفتخر بخلوها من أي صحفي مسجون بسبب مهمته الإعلامية، و تفتخر بدسترتها حرية الصحافة المكتبة والمسموعة والمرئية، وعلى شبكات الإعلامية، دون قيد أو أي شكل من أشكال الرقابة القبلية.
 وشدد على أن الدستور يضمن نشر الملعومات والأفكار والصور والآراء بكل حرية، مع احترام الثوابت الوطنية وقيم الأمة، واحترام حقوق الأشخاص، وفضلا عن هذا – تضيف رسالة الرئيس- يحق للجزائر أن تفتخر بما تقدمه من تكوين للآلاف من أبنائها في هذه المهنة النبيلة على مستوى المعاهد والجامعات ومن دعم متواصل لشبكات الإعلام بمختلف أشكاله.
كما استذكر رئيس الجمهورية كل المراحل التي مرت بها الصحافة الوطنية منذ عهد الحركة الوطنية، حيث تميزت بروحها الوطنية ودورها النضالي ومطالبتها بحق الشعب الجزائري في الاستقلال والحرية، وهو الدور الذي استمر إبان الثورة التحريرية التي عرفت تضحيات العديد من الإعلاميين، وفي عهد الاستقلال واكب الإعلام الجزائري ورشات البناء والتشييد.
 وأثناء المأساة الوطنية كان على الإعلام الوطني واجب الصمود والتضحية بالنفس طوال عشرية المأساة والدمار والإرهاب الوحشي، عشرية سجلت أكثر من مائة شهيد وشهيدة في صفوف الإعلام الجزائري، وبعد أن استعادت الجزار عافيتها انتعشت الصحافة الوطنية يقول الرئيس - بظهور أزيد من مائة عنوان مكتوب وأكثر من عشرة قنوات مرئية, وكذا إدخال الرقمنة في مجال السمعي البصري.
  كما واكبت الصحافة  انتعاش الحياة السياسية وعودة الاستحقاقات الانتخابية المنتظمة والنقاش السياسي، مؤكدا على أن التعديل الدستوري الأخير فتح المجال أكثر أمام الإعلام الوطني ليعزز دوره الفعال في جميع مناحي الحياة الوطنية، وأن الدولة عازمة على المضي قدما في جميع المجالات سالفة الذكر، والجزائر تعول على أن يواجه أعلامها شتى التحديات في الداخل، وتلك التي تتهددها من الخارج.
إلياس -ب

في يوم دراسي حول تعامل الإعلام مع قضايا الطفولة
مـخـتـصـون يـدعـون وسـائـل الإعـلام إلى الابـتـعـاد عـن الإثـارة و احـتـرام حـقـوق الطـفـل
دعا أمس مختصون وسائل الإعلام إلى مراعاة المبادئ الأساسية لحقوق الطفل أثناء تناولها لقضايا ذات صلة بالطفولة، وأكد هؤلاء في يوم دراسي حول تعامل الإعلام مع قضايا الطفولة نظمته جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة بالمدرسة التقنية لسونلغاز بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير إلى  ضرورة مساهمة وسائل الإعلام في ترقية حقوق الطفل من خلال المواد والمضامين الإعلامية التي تقدمها.
وفي هذا السياق ذكر مدير حماية حقوق الطفل بالهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة فاتح جلول بأن العبرة في مسألة الطفولة بالفاعلية وليس بالإثارة، داعيا وسائل الإعلام إلى الابتعاد عن الإثارة في موضوع الطفل والبحث عن ما يخدم مصلحته الفضلى ويساهم في تعزيز حقوقه، وتكريس المبادئ الرئيسية لحقوق الطفل منها عدم التمييز، مراعاة المصلحة الفضلى، المشاركة والحق في إبداء الرأي، الحق في الحياة والنماء والبقاء.
وفي السياق ذاته ذكر نفس المتحدث بأن الجزائر صادقت على اتفاقية حقوق الطفل في سنة 1992، وهو ما يلزمها باحترام والتقيد بمضامين هذه الاتفاقية.
وفي نفس الإطار تحدث فاتح جلول عن مهام الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة التي ترتكز على تنسيق الجهود المبذولة من طرف كل الجهات من أجل حماية وترقية الطفولة، وذكر أيضا بأن من بين مهام الهيئة تلقي الإخطارات عن طريق الرقم الأخضر 1111أو عن طريق وسائل الاتصال الأخرى من أجل المساهمة في حماية الطفل الموجود في حالة خطر، بحيث الإخطارات التي تتلقها الهيئة تحول إلى مصالح الوسط المفتوح التابعة لمديريات النشاط الاجتماعي المتواجدة على مستوى كل ولايات الوطن قصد التدخل لحماية الأطفال الموجودين في حالة خطر.
كما عرج مدير حماية حقوق الطفل بالهيئة على نطاق الخطر التي يتواجد فيها الطفل، ومنها فقدان الوالدين وبقائه دون سند عائلي، تعريض الطفل للإهمال والتشرد، إلى جانب الاستغلال الجنسي، وقوع الطفل ضحية النزاعات والحروب وغيرها، ودعا نفس المتحدث كل الجهات في المجتمع إلى ضرورة المساهمة في حماية وترقية الطفولة، والتبليغ عن كل حالات الطفل التي يتواجد فيها في خطر.
من جانب آخر تحدث الصحفي والأستاذ الجامعي بشعبة علوم الإعلام والاتصال بجامعة البليدة02عن الخروقات التي تسجلها وسائل الإعلام المختلفة أثناء تعاطيها مع قضايا الطفولة، وقال بأن وسائل الإعلام تبحث عن الإثارة أثناء تعاطيها مع هذه القضايا، مضيفا بأن الإعلام الجزائري يركز كثيرا على قضايا اختطاف الأطفال والعنف المدرسي،  مشيرا إلى تسجيل نقص كبير في الحصص المتعلقة بالأطفال في وسائل الإعلام الجزائرية، كما دعا إلى ضرورة استشارة الأطفال في ما يريدونه من برامج في وسائل الإعلام، وتحدث الأستاذ الجامعي عبد الكريم تفرقنيت عن دراسة جامعية أعدها أحد الباحثين ورسم من خلالها صورة سوداء عن تعامل وسائل الإعلام مع ظاهرة اختطاف الأطفال.
وأكد في السياق ذاته بأن من بين الأخلاقيات المهنية التي يتوجب على الصحفي الالتزام بها أثناء التعامل مع الطفولة هي طمس صورة وهوية الطفل، إلى جانب أخذ إذن الأبوين عند إجراء الحوارات مع الأطفال.
نورالدين-ع

إعلاميون مخضرمون يجمعون في ندوة النصر
التقدّم التكنولوجي سهّل ممارسة الصحافة و لم يطورها
يُجمع صحفيون مخضرمون من مختلف وسائل الإعلام المكتوبة و المسموعة و السمعية البصرية، على أن طفرة التكنولوجيا و الرقمنة قدّمت لممارسي المهنة اليوم، امتيازات غير مسبوقة، لكنها تبقى غير كافية لأن الصحافة تتطلب بنظرهم، درجة من الوعي و حبا للمهنة، و الأهم من ذلك تكوينا متواصلا يجعل الصحفي صانعا للرأي العام لا مجرد متأثر به، مثلما يؤكدونه في ندوة النصر التي تتزامن مع اليوم العالمي لحرية التعبير.
ندوة من إعداد: ياسمين بوالجدري

الصحفية في القناة الإذاعية الثالثة حياة قربوعة
حب المهنة أساسي و الهاتف الذكي عوّض المعدات الثقيلة و التقنيين
تفتخر السيدة حياة قربوعة، الصحفية في القناة الإذاعية الثالثة من قسنطينة، بالجيل الشاب من الإعلاميين في هذه القناة الناطقة باللغة الفرنسية، كما تؤكد أن حب المهنة و التحلي بأخلاقيات ممارستها، هما المحركان الأساسيان لأي صحفي ناجح، في ظل التطور التكنولوجي الذي اختزل الموارد المادية و البشرية، في الأجهزة الذكية.
و تعتبر السيدة قربوعة أن الراديو ما يزال وسيلة إعلام مهمة جدا في المجتمع، لأنه لا يتطلب سوى الاستماع، و لا يحتاج إلى الجلوس أمام التلفاز أو المطالعة في عصر انخفضت فيه نسب المقروئية، مضيفة أن ما يميز الإذاعة هو أنها قادرة على الوصول إلى المواطن بصفة آنية، و ذلك في أي مكان و أي توقيت.
حياة قربوعة التي عملت في عدة عناوين صحفية منذ منتصف الثمانينات، إلى غاية التحاقها بالإذاعة الوطنية سنة 1995، ترى أن الأمر الجيد في التطور التكنولوجي، هو أنه جعل الصحفي في غنى عن المعدات الثقيلة و حتى التقنيين الذين كان يستعين بهم في السابق، فصار بإمكانه التسجيل و تركيب الصوت و إرسال مادته الإعلامية من هاتفه الذكي، أو باستعمال أجهزة خاصة ذات نوعية جيدة.
و ترى محدثتنا أن لكل عصر مزاياه و نقائصه، لكن الأهم و الأساس، مثلما تضيف، هو «الولع» بمهنة الصحافة، لأن حب العمل الإذاعي يجعل الممارس له يسعى إلى تثقيف نفسه و تحسين مستواه بشكل مستمر حتى لو لم تكن له الموهبة، معلقة في هذا الخصوص “نحن نصبح صحفيين ولا نُخلَق صحفيين، و ذلك يتأتى من الممارسة اليومية و الصحية”.
و تنتقد الصحفية بالقناة الإذاعية الثالثة، ما أسمته “عدم التزام” الكثير من الصحفيين بأخلاقيات المهنة، حيث قالت إن على الإعلامي، مثلا، أن يحرص على نقل آراء جميع أطراف الخبر، و إذا لم يتمكن من التواصل مع أحدهم في الحالات القصوى، فعليه أن يبيّن ذلك في التقرير الصوتي.
و تدعو حياة قربوعة إعلاميي الجيل الجديد، إلى عدم استخدام الصحافة في أمور لا علاقة لها بالمهنة، و تنصحهم بعدم الاكتفاء من التعلم المستمر مهما بلغوا من العمر، إلى جانب ضرورة إتقان اللغات الأجنبية، فهي تسهل تواصلهم مع الأفراد من الثقافات الأخرى و ترفع من مستوى تحصيلهم العلمي، كما تجعلهم واسعي الأفق، تختم محدثتنا.
     ياسمين.ب

الصحفية السابقة بوكالة الأنباء الجزائرية زليخة صحراوي
الأقلام الجديدة ابتعدت عن لغة الخشب لكن التكوين ضروري
تؤكد السيدة زليخة صحراوي التي تعدّ إحدى أقدم الصحفيات بولاية قسنطينة و الجزائر، أن التسهيلات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة اليوم، لا يمكن لها أن تعوّض التكوين الجيد للصحفيين ، الذين دعتهم إلى الحرص الدائم على تثقيف أنفسهم في كل مجالات الحياة.
و تضيف السيدة صحراوي التي بدأت مهنة الصحافة منذ سنة 1983 من مكتب وكالة الأنباء الجزائرية بقسنطينة، أن هناك أقلاما جديدة تمتلك مستوى «جيد» و ابتعدت عن ما أسمته بلغة الخشب، باعتماد أسلوب كتابة أكثر سلاسة، كما أنهم يتّسمون، برأيها، بشجاعة أكبر قالت إنها لم تكن مُتاحة لها و لزملائها قبل 40 سنة.
بالمقابل، ترى السيدة صحراوي التي أحيلت على التقاعد سنة 2013، أن تكنولوجيا الإعلام و الاتصال سهلت على الصحفيين تحرير الخبر و الآنية في إرساله، لكنها عقدت عملهم أكثر، بسبب تزايد مظاهر النسخ و اللصق “كوبيي كولي”، و الاعتماد على موقع ويكيبيديا و غيره، و هو  ما أفقد الصحافة، مثلما تضيف، العمق الذي كانت تتمتع به و الأثر المرجوّ.
و تؤكد محدثتنا أنها عايشت فترة كان فيها الاشتغال في مجال الصحافة أمرا صعبا، لدرجة أنها اضطرت خلال فترة عملها في الجريدة الناطقة باللغة الفرنسية “أوريزون” طيلة 10 سنوات، إلى التنقل إلى غاية مطار محمد بوضياف من أجل إرسال “التيليكس” من هناك إلى التحرير المركزي بالجزائر العاصمة، خاصة أن «الفاكس» لم يكن متوفرا حينها، على عكس ما هو متاح حاليا من وسائل.
و في هذا الخصوص، ترى زليخة صحراوي أن التكنولوجيا تقدم أشياء كثيرة للصحفي، لكنها لا يمكن أن تعوّض التكوين إذا كان ضعيفا، فقد يستخدمها بشكل سيئ و لا يعي الأخطاء التي ارتكبها، لذلك يجب أن يكون للصحفي، برأيها، خلفيات معرفية في جميع مجالات الحياة و ثقافة عامة واسعة و أن يسعى لتكوين نفسه بنفسه، لأن غياب هذه المكتسبات يجعل الممارس للمهنة غير قادر حتى على اختيار الزاوية التي يبدأ منها الموضوع.
ياسمين.ب

الإعلامي السابق بالتلفزيون الجزائري جمال معافة
قنوات خاصة ارتكبت أخطاء و إعلاميون اختزلوا المهنة  في التقديم والتنشيط
يعتبر الإعلامي السابق في التلفزيون الجزائري، جمال معافة، أن صحفيي اليوم يحظون بإمكانيات لم يسبق للمهنة أن شهدتها على مرّ التاريخ، لكنه يرى بأن الإنتاج السمعي البصري ببلادنا ركز أكثر على الكم على حساب النوع، ما يستوجب مراعاة جانبي التكوين و الاستثمار في المضامين الجزائرية غير المستوردة.
و يقيّم الإعلامي جمال معافة المشهد الإعلامي الحالي بالجزائر بالقول “بكل موضوعية، هناك تراجع فيما يخص النوعية سواء في القطاع العمومي أو الخاص مقارنة بالعشريات السابقة”، و في هذا الخصوص أكد محدثنا أن وسائل الإعلام خلال العقود الماضية و حتى في عز الاستعمار ، كان لها هدف على قلتها، و الدليل، بحسبه، أن المواطن الجزائري ما يزال يشاهد برامج بُثت في السبعينيات، لكن ما نراه اليوم، مثلما يضيف، هو وجود للكم مقابل ضعف في النوعية.
و يرجع الإعلامي الذي تميز في تقديم البرامج ذات الطابع الاقتصادي و التنموي، الوضع القائم، إلى أسباب متعددة قال إن  أهمها، عدم الاستثمار في التكوين و الرسكلة، مضيفا أن الجزائر كان بإمكانها أن تستثمر في كفاءات جيلي الثمانينيات و التسعينيات من صحفيين و تقنيين، لتأسيس فضائية دولية مع ظهور قنوات الساتل، لكن دول أخرى سبقتنا، كما أكد، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى فضائية تدافع عن مواقفها بعالم أصبح الصراع فيه قائما على إنتاج المضامين الإعلامية في ظل تطور تكنولوجيات الإعلام و الاتصال.
و يعترف محدثنا الذي سبق له أن خاض تجربة ترؤس قناة تلفزيونية خاصة، أن هناك الكثير من الكفاءات الشابة في المؤسسات الإعلامية ، و التي تميزت بتأقلمها مع عصر الرقمية، غير أنها في حاجة، برأيه، إلى المرافقة و الاستثمار في الإنتاج الجزائري و الصناعة الثقافية التي تراعي خصوصية بلادنا، عوض استيراد برامج و أفلام وثائقية من الخارج.
و عن التعدد الذي أصبح يشهده فضاء السمعي البصري بالجزائر، ذكر معافة الذي قضى 20 سنة كصحفي في التلفزيون العمومي، أن أي فضاء إعلامي جديد مرحب به، لأنه يصنع عددا أكبر من التقنيين و الصحفيين ، لكن على هذه المؤسسات، مثلما يتابع، أن تنتقل إلى مرحلة الاحترافية و الاستثمار أكثر في المضامين الجزائرية، مضيفا أن القنوات الجديدة شهدت أخطاء و عثرات و في بعض الأحيان تجاوزات، و هو ما يرجعه إلى “قلة التجربة”.
و يضيف جمال معافة أن المرحلة التي عايشها كانت صعبة جدا على الصحفيين، خاصة أنها تزامنت مع بداية التسعينيات و سنوات الإرهاب ، ما جعل إعلامييها بمثابة “ناجين” من الموت، و ذلك إلى جانب نقص الإمكانيات مقارنة بتلك المتوفرة اليوم في ظل التطور التكنولوجي و عصر الأنترنت، و هي إمكانيات أكد أنه لم يسبق أن حصل عليها ممارسو المهنة.
و أعاب محدثنا، على بعض إعلاميي اليوم، اعتقادهم أن مهنة الصحافة مقتصرة على التقديم و التنشيط، فالميدان و ممارسة كل الأنواع الصحفية هو الأساس، كما يؤكد، داعيا الجيل الجديد من الصحفيين إلى التحلي بالتواضع و السعي إلى تثقيف أنفسهم أكثر في كل الميادين، و كذلك الاطلاع على التحولات التي يشهدها العالم، فالصحفي في النهاية قائد رأي لا يجب أن يتأثر، بل عليه أن يكون قادرا على التحليل و فهم الأمور لتقديم خدمة موضوعية.
   ياسمين.ب

أحمد دبيلي رئيس مكتب قسنطينة بجريدة الشعب
الجيــــل الثـالــث مـن الإعـلامييــن لا يتعـامـــل بجديــــة مـــع المهنـــــة
يرى الصحفي أحمد دبيلي رئيس مكتب جريدة الشعب بقسنطينة، أن الصحافة المكتوبة بالجزائر تعيش حالة من «التقهقر» التي أرجعها إلى ضعف تأطير ما أسماه بالجيل الثالث من الصحفيين، الذين قال إن التكنولوجيا الحديثة سهّلت عليهم العمل بشكل غير مسبوق، على عكس ما عليه الأمر قبل 10 سنوات فقط.
الزميل أحمد دبيلي الذي يمتلك خبرة عمرها قرابة 30 سنة في الصحافة المكتوبة، ذكر بأن هذه الأخيرة تعرف تقهقرا مقارنة بما كانت تشهده في سنوات السبعينيات إلى غاية تسعينيات القرن الماضي، وذلك مقابل تراجع ثقة القارئ في ما يُنشر، مبررا ذلك بأن الأقلام التي كانت تكتب في تلك الفترات تحوّلت إلى قطاعات أخرى، أو كوّنت مؤسسات إعلامية و انسحبت من الميدان، بينما غيّب الموت العديد منها.
و يضيف السيد دبيلي أن العديد من الصحفيين الشباب الذين يعملون حاليا و الذين أسماهم بـ «الجيل الثالث» من الإعلاميين، لا يتعاملون مع المهنة بالجدية المطلوبة و لا يمارسونها على أصولها، حسب وصفه، و يلاحظ ذلك على وجه الخصوص، على المستوى المحلي، أي كلما ابتعد الصحفي عن التحرير المركزي، إذ يتم التركيز على الأخبار و التغطيات اليومية في غياب التحليل، على حد قوله.و يرجع رئيس مكتب قسنطينة بجريدة الشعب العمومية، ما يصفه بـ “التراجع” المسجل، إلى ضعف التأطير، فالصحفيون المبتدئون كانوا يمرون، مثلما يضيف، على جميع أقسام الجريدة للتعلم أكثر، كما كانت ترجمة برقيات وكالات الأنباء العالمية إلى اللغة العربية، بمثابة تربص إلزامي الهدف منه خلق نوع من الألفة مع الخبر و تعلمّ مختلف تقنيات تحريره.و يرى محدثنا أن التكنولوجيا الحديثة في وسائل الاتصال، قدمت تسهيلات كبيرة للصحفيين اليوم، و حققت قفزة نوعية في هذا المجال، فقد كان الإعلاميون في السابق يضطرون إلى البحث في كومة صور أو جرائد لإيجاد موضوع ما، مع الحاجة الدائمة إلى الأوراق و الأقلام من أجل الكتابة باليد، مع كل ما يسببه ذلك من استنزاف للجهد و الوقت، بينما اليوم يمكن إيجاد المقالات بكل سهولة و تحرير الموضوع ثم إرساله بصفة فورية.                                                                
ياسمين.ب


أول مراسل لوسيلة عربية في كوريا الجنوبية الجزائري إبراهيم أحمايد للنصر
الكـفـاءة هـي المعـيـار الوحـيـد هنـا وهـكـذا عـشـت قـمـة الكوريـتـيـن
تحوّلت أنظار كبرى الفضائيات العربية إليه خلال الأيام الماضية، و صار مرجعا لها في نقل و تحليل مجريات القمة التاريخية بين الزعيمين الكوريين، إنه الجزائري ابراهيم أحمايد، ابن ولاية الشلف ذو الـ 33 عاما، الذي استطاع بفضل اجتهاده و عزيمته الصلبة أن يتخطى حاجزي اللغة و الجغرافيا، فكان أول مراسل لوسيلة إعلام عربية في كوريا الجنوبية. في هذا الحوار الذي تنفرد به النصر، يحدثنا الصحفي الشاب عن كواليس تغطيته لقمة السلام و يروي قصة نجاح لم تخلُ من البدايات الصعبة.
حاورته: ياسمين بوالجدري
• اشتُهِرت بكونك أول مراسل لهيئة إعلامية عربية في كوريا الجنوبية، لكن ما قد لا يعرفه البعض هو أنك جزائري ، فهل يمكن أن تعرّف القراء أكثـر على من هو ابراهيم أحمايد؟
ولدت بولاية الشلف و تابعت مسارا دراسيا تقليديا و انتهى بي الأمر إلى جامعة بومرداس، أين درست ميكانيك الورشات البترولية ثم عملت بمصنع الاسمنت بالشلف بعد أشهر قليلة من تخرجي.. كان العمل بهذا المصنع حلم جل شباب الولاية بالنظر إلى الأجر الجيد الذي يقدمه، ولكني فضّلت السفر إلى كوريا سنة 2011 و هناك تخرجت من جامعة “كيونغ هي” بعدما درست التجارة الدولية و إدارة الأعمال ، والآن أتابع دراسة الماجستير في جامعة بومبيو فابرا بإسبانيا في تخصص الدراسات الدولية.
الصحافة كانت حلم الصغر وكنت عاملا في مصنع الإسمنت بالشلف
عملت مراسلا وصحفيا بعدد من الهيئات الاعلامية خلال السنوات التي قضيتها في كوريا و هي على التوالي يونهاب الكورية، الإذاعة الكورية الدولية، وكالة الأنباء الكويتية، «بي بي سي» و الآن «روسيا اليوم»، و قد كنت أول مراسل لهيئة إعلامية عربية و هي وكالة الأنباء الكويتية التي كانت أول وكالة أنباء عربية تفتح مكتبا في سيول.
• أنت خريج ميكانيك الورشات البترولية و هو تخصص يبدو بعيدا جدا عن مجال الصحافة، فلماذا اخترت هذه المهنة تحديدا؟
كانت الصحافة حلم الصغر، غير أني اخترت تخصصا يضمن لي عملا، ولكني كنت دائم الكتابة بشكل مستقل و متابعا نهما للسياسة و أخبار العالم. وفي كوريا كانت هناك حاجة إلى صحفي يتقن العربية و الانجليزية، و في ذلك التوقيت احتجت إلى عمل و خدمني في ذلك قلة المراسلين الأجانب في كوريا الجنوبية، و ندرة المتحدثين باللغة العربية آنذاك. بالأخير ، يمكن القول إن الأقدار شاءت أن أصبح صحفيا و لاءمَتها الظروف.
مرّت علي فترات لم أذق فيها الطعام لـ 3 أيام
• لماذا اخترت خوض مغامرة السفر إلى كوريا الجنوبية، و ليس أوروبا أو كندا مثلما يفعل معظم الشباب الجزائريين؟
كنت مؤمنا بأنني إذا غادرت الجزائر، فيجب أن يكون ذلك لأجل البحث عن بديل أفضل مما أتيح ، ولا أعتقد أنني كنت لأنال ذلك لو اخترت أوروبا أو كندا أو أيا من وجهات الهجرة التقليدية، و أعتقد أني خيرا فعلت باختياري آسيا.. إنها قارة مليئة بالفرص لمن يملك الجدية الكافية و القدرة على التأقلم و كثيرا من الرغبة في النجاح وأطنانا من الاحترام للثقافات المحلية.
السبب الآخر الذي دفعني لاختيار كوريا هو العنصرية،  كإفريقي مسلم كنت دوما أخشى أن أكون ضحية للعنصرية أو أن تتحول أصولي الافريقية إلى أمر يحد قدراتي في المجتمعات البيضاء، و قد قضيت بعض الوقت كجزء من مساري الدراسي في هولندا العام الماضي، و العنصرية كانت حاضرة معظم الوقت، فتأكدت مجددا أن آسيا كانت خيارا صائبا.. كوريا لا تكترث لكوني مسلما او أفريقيا ما دمت أعمل بنفس جد و جدية الكوريين، بل وأكثر أحيانا ، فنيل تقديرهم ليس بالأمر الهين و لكن ذلك يعتمد على الشخص و قدراته ولا شيء آخر.
لم أعامل بعنصرية و الاجتهاد كان المعيار الوحيد
• هل واجهت صعوبات في التأقلم في بادئ الأمر ، خاصة أننا نتحدث عن بلد لغته صعبة على غير الناطقين بها؟
في القرن الواحد والعشرين لا يجب للغة أن تكون عائقا على الإطلاق، إذ توجد دائما طرق للتواصل، و يمكن دائما تعلم لغة البلد ببعض الاجتهاد ، أما التأقلم فلم يكن صعبا و أعتقد أن جميع الأجانب يشعرون بالأمر نفسه. قد تكون الصعوبة الوحيدة التي واجهتني هي قلة الموارد المالية، فلم يكن معي مال وفير أو عائلة ثرية أتكئ عليها،  خلال العام الأول كنت أتناول وجبة واحدة يوميا معظم الأيام ، بل مرت علي أسابيع كنت فيها أتناول وجبة كل ثلاثة أيام ولكن ذلك لم يدم طويلا صراحة.
• هل تتقن لغات أخرى غير الكورية، و كيف تعلمتها؟
رغم أني درست في الجامعة الكورية باللغة الكورية إلا أنني لا أعتبر نفسي متقنا لها، فكثرة استعمالي للانجليزية في عملي قد تكون سببا في ذلك ، ولكني أتحدث بما يكفي لأجيب على أسئلة الامتحانات. تعلمت  الكورية في الجامعة، فكل جامعة تملك مركز لغات يعلم الكورية للأجانب و يعلم أيضا لغات أخرى.
أحب أن أعتبر نفسي شخصا منفتحا على العالم، لذلك قضيت وقتا أتعلم الروسية و الهولندية و الايطالية، الأمر مجاني خلال الدراسة الجامعية، وقد نسيت معظمها صراحة،  الآن بدأت بتعلم الاسبانية على أمل أن أتابع ذلك حتى إتقانها ، كما أن اللغة الفرنسية تسهل علي تعلم الكثير من اللغات الأخرى.
غطيت مظاهرات إسقاط الزعيمة بارك دون بطاقة صحفي
• عملت كمراسل لفضائيات عالمية على غرار “بي بي سي"، كما تحوّلت خلال القمة الكورية الأخيرة إلى مرجع لقنوات عربية كبرى، أخبرنا كيف عشت هذه التجربة؟
الفضل في ذلك يعود الى تواجدي بالمكان المناسب في التوقيت المناسب، فقد غطيت الأحداث داخل كوريا الجنوبية طوال السنوات الخمس الأخيرة وكنت دائما أقول في نفسي أني سأبقى هنا حتى أغطي الحرب بين الكوريتين أو الوحدة بينهما، فتغطية مثل هذه الأحداث الكبرى حلم كل صحفي و يمكنها أن تكون علامة فارقة في مسيرته.
و لا يبدو أني سأغطي أيا من هذين الحدثين بالنظر إلى التطورات الحالية التي قد تؤدي إلى دولتين متعايشتين بسلام، وهذا أمر مفرح و إيجابي طبعا، لذلك تغطية حدث بضخامة إعلان السلام و الزيارة التاريخية الأولى لزعيم كوري شمالي إلى الجنوب، أمر غاية في الأهمية بالنسبة لي، خاصة و أن 3 صحفيين فقط من منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا غطوا الحدث على المباشر، و قد كنت محظوظا لتواجدي هناك رفقة المراسلين اللذين غطيا الحدث للجزيرة و فرانس 24، في حين غطيته لصالح «روسيا اليوم»،  تعرفت في يوم واحد على صحفيين من مختلف مناطق العالم، بل و التقيت صحفيين يابانيين غطوا حادثة تيقنتورين في الجزائر.
تعلّمت 5 لغات و الفرنسية ساعدتني
خلال التغطية كنت أتلقى الكثير من المكالمات من مختلف العواصم العربية إلى جانب باريس و لندن و اسطنبول، كانت غرف الأخبار تتصل لأؤكد لها أخبارا تلقتها أو للظهور على نشراتها الإخبارية و برامجها المحللة للقمة و الوضع في المنطقة، و قد كان الاقبال و الاهتمام اللذين أبدتهما مختلف هذه القنوات بالقمة أكبر مما توقعت،  اعتبر تغطية هذا الحدث تتويجا للسنوات السبع التي قضيتها في كوريا الجنوبية.
• هل أنت متفائل بمخرجات هذه القمة؟
شخصيا أنا متفائل، ولكن العارف لتاريخ العلاقات الكورية والعقلية الأمريكية و رغبتها في التدخل في كل شيء، لا يمكنه إلا أن يتفاءل بحذر. كل ما اتفقت عليه الكوريتان حتى الآن لا يزال حبرا على ورق و يجب الانتظار حتى بداية اجتماعات هذا الشهر على الأغلب لنرى كيف سيتم تنفيذ المتفق عليه، كما أن القمة الأمريكية-الكورية الشمالية يمكنها نسف كل شيء في حال فشلها. أتمنى حقا أن يفاجئنا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقبول مخرجات قمة الكوريتين بدون شروط. على كل حال، أعتقد أن الكوريتين الآن أقرب إلى السلام الدائم من أي وقت مضى، خاصة و أن زعيمي البلدين أسسا لما يبدو صداقة حقيقية بينهما.
• كيف كانت ردة فعل مواطني كوريا الجنوبية كما عايشتها؟
أعتقد أن الكوريين الجنوبيين شعروا بالصداقة التي ذكرتها و فرحوا بهذا التقارب.. رأيت الكثير من التهليل و الدموع بين الصحفيين الكوريين الحاضرين لتغطية الحدث خلال المصافحة الأولى بين الزعيمين، و الكثير ممن تحدثت إليهم قالوا إنهم لم يتوقعوا أن تتطور الأمور بهذه السرعة، وأنهم لا يصدقون أن هذا التقارب يحدث في هذه الأثناء ، لقد كانت لحظات لا توصف، لحظات مليئة بالمشاعر بالنسبة لي أيضا لأني أعي مدى أهمية هذا التقارب الذي أتمنى حقا أن يستمر.
صحفيون كوريون بكوا في القمة و لم يصدقوا أعينهم
• ما الذي يميز تجربة ممارسة مهنة الصحافة في كوريا الجنوبية؟
كوريا الجنوبية بلد يحترم الحريات و يحتل مكانة بين الدول الأكثر احتراما لحرية الصحافة، إذ لم يسبق أن طُلب مني استظهار بطاقة الصحفي، و أنا لا أملكها حتى، رغم ذلك غطيت مختلف الأحداث الرسمية و غير الرسمية، و لم يحدث أن استوقفني أحد حتى أيام تغطية المظاهرات التي أسقطت الرئيسة بارك كون هيه قبل عامين.
عدا ذلك يمكنني القول أن كوريا تحترم قدرات الشخص بشكل عام وليس في مجال الصحافة فقط، أتذكر أني حين دخلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية مررت عبر 3 امتحانات ، وكان من بين الممتحنين صحفيون بخبرات طويلة في الصحافة و في قنوات عملاقة مثل «أم بي سي» و الجزيرة وغيرها، فاعتقدت أن لا فرصة لدي أمام هؤلاء، خاصة أني لا أملك تجربة صحفية غير التدوين على الأنترنت، و لكني لم أكن أدري أن المعيار الوحيد كان نتائج الامتحانات.. الحمد لله نجحت في الامتحانات و المقابلات و قبلت للعمل بالوكالة. حينها فقط تأكدت أن بإمكاني أن أفعل ما شئت في كوريا ما دمت  سأجتهد، و قد حدث ذلك.
تفوقت على عاملين بـ “الجزيرة” و “أم بي سي»
ما هو وضع الجالية الجزائرية في كوريا الجنوبية اليوم؟
لا يوجد الكثير من الجزائريين في كوريا، نحو 150 تقريبا، و كثير منهم موظفون بمختلف الوزارات الجزائرية ممن تتكفل الحكومة الكورية، عبر وكالتها للتعاون و التنمية Koica، بدراساتهم العليا في مستوى الماستر في جامعات كورية، و آخرون من رجال الأعمال الذين يستوردون المنتجات الكورية، و هؤلاء لا يقيمون في كوريا بشكل دائم، كما أن هناك بعض الشباب الجزائري ممن حصلوا على منح جامعية كورية بشكل مستقل و بقدراتهم الذاتية،  إنهم مجتهدون جدا ويعدون على أصابع اليد الواحدة.
ي.ب

الأستاذ  بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر الدكتور لزهر ماروك للنصر
الجزائــر حققــت خطــوات كبيـــرة في تجـسيـد ثقافـــة حريـة التعبيـر
أكد الأستاذ  بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، الدكتور لزهر ماروك ، أن الجزائر حققت خطوات كبيرة في تجسيد ثقافة حرية التعبير وإعطاء الإمكانيات المادية والقانونية لرجال الإعلام من أجل  القيام بمهامهم على أكمل وجه ، مبرزا العديد من المكاسب التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، لكن تبقى -كما قال- بعص المعوقات والعراقيل أمام انطلاق الصحافة لتلعب دورها على أكمل وجه كسلطة قوية.
النصر : كيف تنظرون إلى واقع حرية الإعلام في الجزائر، في ظل ما يعرفه القطاع وما تم القيام به لتطويره وتنظيمه ؟
لزهر ماروك : في الحقيقة الاحتفال باليوم العالمي بحرية التعبير يعتبر محطة سنوية لتقييم  واقع وأداء وفعالية ومهنية المنظومة الإعلامية الجزائرية بصفة عامة، سواء تعلق الأمر بالصحافة المكتوبة أو بوسائل الإعلام السمعية البصرية والمواقع الإلكترونية، وبغض النظر عن ما يصدر في التقارير الدولية حول حرية التعبير، يبقى أن الجزائر حققت خطوات كبيرة في تجسيد ثقافة حرية التعبير واعطاء كل الامكانيات المادية والقانونية لرجال الإعلام حتى يقومون بمهمتهم على أكمل وجه، ومن أكبر المكاسب إسقاط تجريم جنحة الصحفي في إطار التعديل الدستوري ، بحيث أن الصحافي تحرر الآن من الضغوطات التي كانت تفرض عليه سابقا وأصبح يتمتع بحصانة قانونية في أداء وظيفته ومهامه وبطبيعة الحال ما تكتبه الصحافة هو مرآة عاكسة للواقع وتعطي صورة حقيقية لصانع القرار يعتمد عليها من أجل الأداء السياسي الجيد، كذلك لاحظنا في السنوات الأخيرة مكاسب ومنها إنشاء سلطة ضبط السمعي البصري التي أصبحت سلطة قائمة  لتعمل من أجل تنظيم الفضاء السمعي البصري خاصة وأننا في الجزائر تأخرنا نوعا ما في الالتحاق بهذا المجال مقارنة ببعض الدول العربية التي تمتلك قنوات إعلامية قوية استطاعت أن تعبر بها عن سياستها الخارجية والإقليمية بقنوات إعلامية قوية جدا وصلت إلى حد التأثير وخلق رأي عام في العالم العربي ، ومن جانب آخر وفي انتظار إنشاء سلطة ضبط الصحافة المكتوبة، فإن هذه السلطة ستوفر الآليات القانونية والتشريعية حتى تمارس الصحافة المكتوبة في بلادنا مهامها في ظل القانون والمهنية والانضباط بشكل جيد وملموس.
وإلى جانب الكثير من المكاسب التي تحققت، لكن يبقى هناك بعض المعوقات والعراقيل أمام انطلاق الصحافة لتعلب دورها على أكمل وجه كسلطة قوية قائمة من أجل المراقبة وتوفير المعلومة للرأي العام وللمواطن ، فما زالت الآن بعض الصحف تتخبط في مشاكل مالية بسبب نقص الإشهار وطبعا هذا انعكس سلبا على آداء هذه الصحف، وبعض الصحف اختفت من الساحة وبقيت بعض الصحف التي تقاوم، أنا اعتقد أنه من الضروري على الدولة أن تمد يد المساعدة لهذه الصحف حتى تستطيع أن تبقى لها قوة مالية تواجه بها هذه التحولات في الفضاء الإعلامي خاصة مع نقص الإشهار وهناك المواقع الإلكترونية، إلى غير ذلك، فلابد من إيجاد مخرج للأزمة المالية التي تتخبط فيها الكثير من الصحف وليس من المنطقي والمعقول أن تغلق كل الصحف أبوابها بسبب هذه الأزمة، فعلى الدولة بإمكانياتها أن تقف إلى جانب هذه الصحف، ومن جهة أخرى لابد من تكوين الصحفيين سواء في داخل الوطن أو في الخارج حتى يعرف الصحفي ما هو الجديد في هذه المهنة وماهي الأدوات والممارسات، ليتمكن من رفع أدائه، وأن يصبح الصحفي يعمل وفق معايير دولية ويستطيع الصحفي هكذا أن يواكب التحولات التي تحدث في مجال الصحافة في العالم، كذلك هناك الكثير من الصحفيين يقضون معظم أوقاتهم في التحرير والكتابة ويتخبطون في مشاكل كبيرة ، بحيث أن الكثير منهم لا يتحصلون على السكن إلا بصعوبة وأيضا رواتبهم قليلة مقارنة بالجهد الكبير الذي يبذلونه يوميا، فقد آن الأوان أن يهتم مالكو الصحف والقنوات بالجانب الاجتماعي للصحفيين وتوفير لهم الامكانيات التي تسمح لهم بالعيش الكريم وأداء مهامهم في أحسن حال .    
 النصر : ماهي التحديات التي تواجه الصحافة المكتوبة حاليا، سيما مع انتشار الصحافة الإلكترونية ؟
 لزهر ماروك : بعض الدول المتقدمة والرائدة في المجال التكنولوجي التي وصلت إلى ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة بدأت تتخلى على الورق في الكثير من المجالات ، الورق بدأ يختفي ليس فقط في الصحافة لكن في الكتاب وفي الكثير من المجالات، لكن نحن في الجزائر أمام محدودية تطور المجال التكنولوجي في بلادنا ما زالت الصحيفة الورقية تتمتع بمكانة عند القارئ الجزائري ولازالت تحافظ على بريقها، لكن يبقى أن هناك الآن تحول على المستوى العالمي في المجال الإعلامي نحو المواقع الإلكترونية، ربما هذا أدى إلى أن هذه المواقع تنافس الصحافة الورقية، لأن هذه الأخيرة أصبحت صحافة مكلفة، بحيث أن التكاليف المالية أصبحت عالية مقارنة مع الصحافة الإلكترونية  فعلى الصحافة المكتوبة في الجزائر سواء الخاصة أو العامة أن تبدأ تحضر نفسها خلال ال5 سنوات القادمة للانتقال  بالتدريج إلى عالم الصحافة الإلكترونية وأن تحافظ على مكانتها وعلى حصتها عند القراء.   
النصر :  ماذا تقولون بشأن مدى الاحترافية والمهنية المطلوبة في القطاع خصوصا مع تعدد الصحف الورقية و التلفزيونات الخاصة والمواقع الإلكترونية؟
 لزهر ماروك : مهنة الصحافة تحكمها أخلاقيات وآداب، علينا أن نعترف بها فلا يمكن أن تمارس هذه المهنة خارج إطار القانون وخارج إطار الأخلاقيات المتعارف عليها في كل دول العالم، لكن يبقى أن الصحافة في الجزائر حققت مكاسب كبيرة جدا في المهنية والممارسة مقارنة بالسنوات السابقة، بحيث أن الصحفيين أصبحوا يتمتعون بقدر كبير من المهنية في إعداد التقارير وفي احترام الحياة الشخصية للآخرين وفي نقل مختلف الآراء وحتى الآراء المتناقضة والمتصارعة بشكل مهني وموضوعي .
مراد - ح

في ظل غياب آليات تضبطها
 الحــسّ الـمدنـــي لصحـافــــة الـمواطـــن في مـواجهــــة الأخبـــار الكــاذبـــة
تحولت فضاءات التواصل الاجتماعي في الجزائر إلى ما يشبه المنابر الإعلامية لصحافة المواطن، التي تنافس المنابر التقليدية المعتمدة، لكن قابلية استخدامها من طرف جمهور عريض وبدون ضوابط فتح الباب أمام الأخبار الكاذبة والإشاعات والانحرافات، وأصبحت تؤثر على سير المعلومة في إطارها الإعلامي المهيكل من الناحية القانونية والمهنية. ويسجل ميدان الإعلام في الجزائر في الآونة الأخيرة مجموعة من الحالات السلبية، آخرها استنفار مصالح الحماية المدنية والأمن في ولاية شرقية بسبب حادث مرور وهمي.
وشكل انتشار الأجهزة الإلكترونية والتغطية المكثفة بشبكة أنترنيت الجيل الثالث خلال السنوات الأخيرة في الجزائر، منصةً انطلق منها الجمهور في قفزة نوعية من ناحية التواصل، حيث أصبح في إمكان مجموعات كبيرة من المواطنين التجمع في فضاء افتراضي واحد من أجل تبادل الأخبار والآراء والتفاعل مع مستجدات الحياة الجماعية السياسية والثقافية والرياضية متجاوزين بذلك الحواجز الجغرافية والمكانية، لكنها في نفس الوقت منحت فرصة ممارسة الإخبار الإعلامي لأشخاص غير مُكوّنين وغير مؤهّلين، رغم الجوانب الإيجابية الأخرى، من قبيل تسهيل معرفة اتجاهات الرأي العام بتحديد المواضيع التي يهتمون بها.
وتمثّل شبكات التواصل الاجتماعي –على رأسها فيسبوك- الدّعامة الأساسية لصحافة المواطن، لأن النسبة الأكبر من المستخدمين يلجأون إليها قبل غيرها، لتأتي بعدها المنتديات ذات المواضيع المتنوعة، ثم المواقع الإخبارية الهاوية والمدونات، في حين يلاحظ على المستخدمين اللجوء مباشرة إلى مواقع التواصل في حال الرغبة في الحصول على معلومات جديدة أو أخبار تهمُّهم، مثل مسابقات التوظيف الكبيرة كمسابقات وزارة التربية والمعلومات الجديدة بخصوص توزيع السكن الاجتماعي أو غيره من الصيغ.
ولا تستطيع وسائل الإعلام القانونية تحقيق الإشباع، الذي تمنحه منصات صحافة المواطن، بسبب تقيّدها بقوانين وقواعد ونظم وخطوط افتتاحية، تمنعُها من نشر المعلومة عشوائيا من ناحية المضمون أو الشكل، لكنها في الوقت نفسه قادرة على الوصول إلى المعلومة الحاسمة، التي قد تنهي الجدل، بحسب فاعلية المصادر التي تعتمد عليها ولا تستطيع صحافة المواطن أن تتعامل معها.
وتشهد هذه الصفحات نشر المعلومات الكاذبة وتشويه الوقائع بشأن أحداث حقيقية، مثل الجرائم، التي تعرف اهتماما كبيرا، لكن المتابع للتعليقات ومنشورات المواطنين حولها سيجد مجموعة من المعلومات الوهمية التي لا أساس لها من الصحة بالإضافة إلى معطيات أخرى بعضها صحيح وكثير منها خاطئ، ما قد يؤثر في أقلام بعض الصحفيين الذين لا يستطيعون الوصول إلى رواية رسمية عن الحدث من مصادر مخولة بالتصريح لامتلاكها المعلومة، أو يقصّرون في أداء المهمة الموكلة إليهم، بالاستناد إلى مصادر من صحافة المواطن.
أما المشكلة الأسوأ في الأخبار قليلة الصحة التي ينشرها المواطنون على شبكات التواصل، فتكمن في توجيه الرأي العام أو استثارته عن قصد أو عن جهل، ما قد يدفع بالمعنيين بالمنشورات إلى الاحتجاج أو تكوين فكرة خاطئة عن أمر ما، لكن هذا الأمر لا يعني بأن المعلومات المتداولة من طرف المواطن سلبية دائما، فهي قد تساعد في الكشف عن مشاكل أو تجاوزات وإيصال معلومات حول وضع سيء إلى الجهات المعنية من أجل أن تتدخل لوضع حل له، كما يمكن أن تساعد في الوصول مخرج لمعضلة مطروحة.
وقد وقعت حادثة في ولاية ڨالمة مؤخرا، حيث نشر مستخدمون على إحدى الصفحات النشطة بالولاية، خبرا عن انقلاب حافلة وتسجيل عشرات الجرحى، ما دفع بمصالح الحماية المدنية والدرك الوطني إلى الخروج في مجموعة كبيرة من أجل البحث عن المركبة، لكنهم تفاجأوا بعد بحث طويل بأن الخبر مجرد معلومة وهمية وأنه لا وجود لأي حادث، في حين تغيب الآليات الإدارية لمواجهة هذا السلوك الذي يأتيه عدد كبير من المستخدمين -لمجرد اللهو في كثير من الأحيان- ليبقى الحل القانوني هو السبيل الوحيد عند تسجيل تجاوز إجرامي في حق شخص أو هيئة ما في هذه المنشورات المكتوبة أو المصورة أو الصوتية، مثل القذف والتشهير، لكن ذلك يتوقف على تكييف الجهة القضائية للفعل.
ويقوم كثير من المواطنين المتهمين بنشر الأخبار بنقل مواضيع من وسائل إعلام، دون الإشارة إلى مصدر المعلومة، فينسُبونها إلى صفحاتهم وقد يحرّفون مضمونها ومنحاها، كما أنهم قد يخرجونها من دائرة الحياد لجعلها خادمة لأفكار ضمنية أخرى لا يحملها النص الأصلي، في حين أصحبت متابعة صفحات التواصل الاجتماعي التي تعيد نشر أخبار الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية ضرورة ملّحة، وقد تكيّف أغلب الصحفيين مع هذا الأمر لأنه يسهل عليهم معرفة طريقة تفاعل المواطن مع المحتوى الذي يقدمونه، ويمنحهم أفكارا جديدة عما ينبغي تحسينه.
ويظل التفكير النقدي المصفاةَ الوحيدة القادرة على تجنيب الوقوع فريسة للأخبار الكاذبة والمغالطة، كما أن الكثير من الهيئات بدأت تنتبه لوطأة المشكلة ما جعلها تفتح واجهات رقمية على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ من أجل توفير المعلومة الرسمية، كبديل عن المعلومات المنتشرة بشكل فوضوي، لكن التغلُّبَ على المعلومة الخاطِئة يتطلَّب تأسيس منصّات افتراضية قادرة على الهيمنة والوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين، كما يتوجب على الإعلام المساعدة على الفرز بتقديم روايات أكثر دقة ومواكبة السرعة التي أدخلت المواطن في منافسة شرسة مع وسائل الإعلام بل وحولته إلى «مصدر  أساسي» للمعلومة.
سامي حباطي

 

 

 

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com