لقب البطولة أقل هدية تمنح لجمهور بمواصفات السنافر
قال لاعب السنافر سنوات التسعينيات سيد أحمد بن عمارة أن مشاهد ملعب حملاوي هذا الموسم، ذكرته مرغما بأول موسم له مع شباب قسنطينة حين ساهم رفقة ذلك الجيل الذهبي في إهداء السنافر أول لقب في تاريخهم، مؤكدا للنصر أن سعادته كبيرة بما أنجزه عمراني وعرامة وبقية اللاعبين، الذين تمكنوا بعد 20 سنة من تكرار إنجاز فريد من نوعه.
حاوره: مروان. ب
•اختفيت منذ مدة عن الساحة الكروية وانقطعت أخبارك، هل لنا أن نعرف جديد بن عمارة؟
لست مختفيا عن الأنظار كما قلت، ولكن كل ما في الأمر أنني أشرف حاليا على فريق أقل من 13 سنة بمدرسة جمعية وهران للاعبين القدامى.
شباب قسنطينة فريق عريق تنقصه ثقافة التتويجات
•تقربنا منك بغرض الحديث عن فريق شباب قسنطينة الذي ساهمت في لقبه الأول عام 1997، كيف تم انتدابك ؟
قضيت أياما رائعة مع السنافر وخاصة في موسمي الأول، أما عن تحولي لحمل قميص هذا الفريق، فقد كان صيف 1996، بعدما تفاجأت باتصال الرئيس آنذاك محمد بوالحبيب، الذي أعرب عن رغبته الجامحة في التعاقد معي، غير أنني واجهت مشاكل بالجملة مع المسيرين الجدد في ذلك الوقت لفريقي جمعية وهران، الذين رفضوا التخلي عن خدماتي، ولكنهم نسوا شيئا مهما، وهو أن القانون يخول لي الرحيل، باعتباري أنهيت فترة الخدمة العسكرية لتوي .
•لماذا حرصت على الانتقال إلى الشباب؟
في تلك الفترة كنت لاعبا دوليا، وأقاسم لاعب السنافر حسان غولة نفس الغرفة، وأتذكر بأنه حدثني عن اهتمام الشباب بخدماتي، ولكنني كنت مترددا في بادئ الأمر، حيث اشترطت معرفة هوية المنتدبين، قبل أن يعدني بوالحبيب بتشكيل فريق الأحلام.
• لماذا تأخر ظهورك إلى غاية الجولة الخامسة؟
القبضة الحديدية بيني وبين مسيري “لازمو” أخرت ظهوري إلى غاية الجولة الخامسة وبالمناسبة كانت ضد فريق مولودية وهران، وقبلها عشت على الأعصاب، خاصة وأن رغبتي كانت كبيرة في مساعدة فريقي، الذي لم تكن بدايته موفقة، إلى درجة أن لا أحد رشحنا للتتويج، غير أننا خالفنا كافة التوقعات مع مرور الجولات.
من المجحف إسعاد قسنطينة مرة كل عقد
• هل تتذكر احتفالات التتويج بلقب 96 /97 ؟
ذاكرتي لا تزال تحتفظ بكل شيء يخص ذلك الموسم التاريخي، حيث حظينا بدعم جماهيري رهيب على مدار الموسم، كما لا يمكنني أن أنسى الاحتفالات بالتتويج، حيث كانت أسطورية بما تحمله الكلمة من معنى، وتصور أن بعد عودتنا من الجزائر العاصمة بعد الفوز على سوسطارة وجدنا كل الطرق المؤدية إلى مطار محمد بوضياف مغلقة والجماهير تنتظر خروجنا.
• كيف تابعت مشوار السنافر هذا الموسم؟
صراحة لست مهتما بالمنافسة الوطنية، ولكنني حرصت على عدم تضييع أي مباراة عبر شاشة التلفزيون، بعد النجاح الباهر المحقق لشباب قسنطينة، الذي يعتلي صدارة ترتيب الرابطة المحترفة الأولى منذ الجولة الخامسة، لقد كنت سعيدا جدا بتألقهم، خاصة وأن الشباب بعيد عن منصات التتويج منذ موسم 96/97، حينما أهدت تشكيلتنا السنافر أول لقب في تاريخ هذا الفريق العريق، الحمد لله أن أشبال عمراني كانوا في الموعد، وأثروا خزينة الفريق بلقب جديد، على أمل الحفاظ على ثقافة التتويجات مستقبلا.
• كيف تقيم مستوى التشكيلة، وهل استحقت اعتلاء منصات التتويج ؟
شباب قسنطينة ظفر باللقب عن جدارة واستحقاق، بالنظر إلى مشواره المتميز منذ انطلاق البطولة، حيث نجح في تجاوز عدة فرق كبيرة، على غرار كل من وفاق سطيف وإتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، حيث تخطى عقبة الجميع، مؤكدا نواياه الحقيقية خلال مرحلة الذهاب، بخصوص التنافس على اللقب، لقد كان لي حديث في منتصف الموسم مع بعض اللاعبين القدامى للشباب، حيث أجمعنا حول إمكانية إحداث المفاجأة، ولكن شريطة الحفاظ على الاستقرار، سواء على الإداري أو الفني، أنا أهنئ أسرة شباب قسنطينة بهذا الإنجاز، الذي أعاد لنا ذكريات الزمن الجميل، خاصة وأننا فقدنا الأمل في أحد الفترات، في ظل السياسة الخاطئة في التسيير.
موسم 96-97 يبقى الأحسن في مشواري
• إذن الاستقرار الإداري والفني سر النجاح هذا الموسم ؟
الاستقرار سر نجاح أي منظومة، فما بالك في كرة القدم، التي تتطلب بعض الأساسيات، على غرار منح الفرصة كاملة للطاقم الفني، لأنه ليس سهلا على أي مدرب أن يطبق فلسفته الكروية إن لم يتحصل على الوقت الكافي، شأنه في ذلك شأن القائمين على شؤون الفريق، لقد انتابني خوف شديد، بعد النتائج السلبية التي سقط فيها الفريق في منتصف الموسم، حيث كنت أخشى التخلي عن خدمات المدرب عبد القادر عمراني، ولو حصل ذلك لما كنا لنشهد تتويج الشباب باللقب، أنا أشكر أسرة السنافر على الثقة التي منحتها لهذا المدرب، الذي لعب دورا كبيرا في اعتلاء الفريق منصة التتويج، دون التقليل من عمل المناجير العام طارق عرامة، الذي أثبت بأن لديه مستقبل كبير في عالم التسيير، ولكن شريطة الوقوف إلى جانبه.
• كيف تقيم عمل المدرب عمراني ؟
لقد سبق أن أكدت لكم، بأن الفضل الكبير في هذا التتويج يعود إلى المدرب عبد القادر عمراني، الذي عرف كيف يغير الذهنيات داخل الفريق، كما أنه نجح في تسيير هذه المجموعة، التي يتفق الجميع بأنها ليست الأحسن على المستوى الوطني، ولكن بفضل العمل الدؤوب والجدية في التدريبات، نجحت في رفع التحدي، وخطفت اللقب من فرق تملك إمكانات أكبر، على غرار قطبي الكرة العاصمية المولودية والإتحاد، أنا أهنئ عمراني على العمل الجبار، وأتمنى أن يظل مع الشباب لأطول فترة ممكنة، لأنه قادر على إهداء مدينة قسنطينة ألقاب وتتويجات أخرى.
السنافر ظاهرة اجتماعية ويستحقون المزيد من الألقاب
• ماذا بخصوص زميلك السابق عرامة، الذي أهدى قسنطينة اللقب، رغم أنه لم يمر على تسلمه زمام التسيير سوى سنة ونصف فقط؟
لقد سبق لي أن لعبت إلى جانب عرامة، الذي يمتلك مواصفات خاصة، فهو إنسان قوي الشخصية، ولديه الجرأة في التعامل مع كافة الوضعيات، كما لا يجب أن ننسى بأنه من أبناء الفريق، ويغار على ألوانه، وبالتالي كنت متأكدا عند استلامه زمام التسيير بمقدرته على النجاح، أنا سعيد لأنه ظفر باللقب في ظرف وجيز، لتتأكد المقولة “لكل مجتهد نصيب»، وعرامة ضحى لإسعاد القسنطنيين، ويحق له اليوم الاستمتاع بهذه اللحظات التاريخية، كونه نجح في كسر أسطورة 97 التي صمدت لأكثر من 20 سنة.
• ما هي الأمور الإيجابية التي سجلتها عن عرامة كمسير؟
لقد كانت لي فرصة متابعة أحد الندوات الصحفية لعرامة، حيث أكد بأنه يمنح المدرب عمراني كافة الصلاحيات في الجانب الرياضي، كما أشار إلى أن إدارته تعمل جاهدة للإبقاء عليه أطول فترة ممكنة، وكلها أمور لا تأتي سوى من مسير يعرف عمله جيدا، ولو كان للشباب مسؤولين بهذه المواصفات، لكان الفريق فوق منصات التتويج كل موسم، أنا لن أبخس حق من تعبوا في السنوات الماضية، ولكن ما بصم عليه عرامة سيظل مسجلا في تاريخ هذا الفريق العريق، الذي عانى أنصاره الويلات، من أجل الاستمتاع بهذه اللحظات.
لو تخلى الشباب عن عمراني لضاع حلم الموسم
• لماذا لم نشاهدك خلال احتفالية تدشين المقر الجديد، على عكس زملائك السابقين؟
لم أتلق الدعوة، ولكنني سعدت من أجل أسرة الفريق، التي نجحت في لم الشمل، خاصة وأنها جمعت اللاعبين القدامى، الذين لم يلتقوا منذ عدة سنوات، أنا تحت تصرف الشباب في أي وقت، وسأدعم الطاقم الحالي بكل ما أوتيت من قوة، كونه كان عند مستوى التطلعات، ونجح في إسعاد تلك الجماهير الشغوفة، التي مهما قلت عنها لن أوفيها حقها.
• هل ستكون حاضرا خلال احتفالية بارادو؟
سألبي دعوة المسيرين بصدر رحب، خاصة وأن رغبتي كبيرة في مقاسمة الأنصار فرحة هذا التتويج، الذي يعد خاصا، كونه أتى بعد عدة سنوات العجاف، أنا لا أريد استباق الأمور، ولكني متأكد بأننا سنعيش ليلة تاريخية، في ظل ما يتميز به أنصار الشباب، الذين كانوا خلف فريقهم في أحلك الظروف، فما بالك خلال احتفالية التتويج، أنا على يقين بأن مدرجات ملعب حملاوي لن تسعهم، وسعيد الحظ فقط من سيظفر بتذكرة اللقاء، نحن في انتظار تلك الليلة، التي أتمنى أن لا أضيعها.
الجيل الحالي كسر أسطورة 1997
• كنت من أبرز نجوم الفريق في وقت سابق، لماذا غادرت الشباب بسرعة؟
لقد كنت أشعر بعد التتويج بأن الأمور داخل الفريق لا تبشر بالخير، بدليل أنهم أوقفوا المدرب حنكوش، كما سحبوا البساط تحت أقدام بوالحبيب، وكلها أمور كانت تشير إلى أن القائمين على شؤون الشباب لم تكن لديهم الرغبة في التتويج مجددا، لقد كنت أمني النفس في التجديد للعناصر التي أهدت قسنطينة أول لقب، ولكن المسيرين كان لهم رأي آخر، وكأن الفريق ليس على موعد مع منافسة قارية، صحيح أن الشباب نافس بقوة في الموسم الموالي، ولكن لو حافظت الإدارة على نفس النواة لنجح الفريق بسهولة في الظفر باللقب الثاني، على اعتبار أننا كنا نملك جيلا ذهبيا يضم ألمع الأسماء المحلية، على غرار بورحلي وغولة وبونعاس وخياط وماتام والبقية، وفي هذا الخصوص أود أن أضيف شيء.
شخصية عرامة القوية لعبت دورا في نجاحه
• تفضل...
نصيحتي للإدارة الحالية أن لا ترتكب نفس أخطاء الماضي، بالتخلي عن عدد كبير من اللاعبين، كما أمني النفس في الاحتفاظ بخدمات عمراني لأطول فترة ممكنة، لأنني متأكد بأنه قادر على أن يقود الفريق نحو إنجازات أخرى، أنا لا أخشى على الشباب، في ظل وجود ثنائي متجانس مثل عرامة وعمراني، ولكن عليهما أن يعززا التشكيلة بأسماء قادرة على منح الإضافة المطلوبة، لأن الأمور على المستوى القاري ستكون مغايرة.
ما حدث لحنكوش وبوالحبيب دفعاني لمغادرة الشباب
• عندما يتابع بن عمارة أجواء حملاوي، بماذا يشعر ؟
عندما أتابع مباريات شباب قسنطينة بملعب حملاوي يداهمني الحنين للماضي الجميل، حيث لم تتغير الكثير من الأمور، وحافظ السنافر على دعمهم اللا متناهي لفريقهم، فمن النادر أن تجد فريقا يتابعه 60 ألف مناصر على مدار أكثر من 20 سنة، أنا محتار لأنهم ظلوا أوفياء، رغم الخيبات الكثيرة، وبالتالي يستحقون عيش هذه اللحظات الجميلة.
م. ب